من فعاليات تكريم د. المقالح من قبل مؤسسة العويس الثقافية
صنعاء / سبأ:كرمت مؤسسة العويس الثقافية المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح بجائزة المؤسسة للشعر في دورتها الحادية عشرة .وفي حفل التكريم الذي أقيم أمس بمركز الدراسات والبحوث بصنعاء أعرب الدكتور المقالح عن شكره وامتنانه لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ولكل القائمين عليها ، وقال : الشكر موصول للزملاء الكرام من اعضاء لجنة التحكيم الذين شرفوني بهذه الجائزة المرموقة التي تهمني بما تضمنته من تقدير لجهدي الشعري أسوة بالزملاء الذين شرفتهم بالفوز في دورات سابقة ومنهم زميلي واخي الشاعر الكبير عبدالله البردوني .وأضاف الدكتور المقالح « لعل مثل هذه المبادرات الثقافية تحمل في جوهرها ودلالتها تقديراً للشعر ذاته وهو فن العرب الأول فكأنّ مكانةَ الشعر بمثل هذه المبادرات تعود إلى الصدارة في ثقافتنا العربية التي يقوم فيها الشعر بدور طليعي في خدمة قضايا أمتنا ومجتمعاتنا».وقال الدكتور المقالح : إن هذا التقدير الذي أناله اليوم يُهدى إلى اليمن بلدي الذي رعاني وسكنني وسكنته، وتَمْتمتُ بالشعر في جباله ووديانه وقراه،ونضجت على نار أحداثه وقضاياه ومنه انطلقتُ إلى أفقٍ عربي أعتز بأنه موجود في شعري كما هو في نثري، بل في حياتي الفكرية كلها.
واردف الدكتور المقالح قائلاً : كما ان هذا التكريم يُهدى لعائلتي التي تحملت انشغالاتي وانصرافي إلى قصيدتي وقضاياها وأحسب أن هذه الجائزة مناسبة لأرد لهم بالشكر والعرفان و أصارحكم القول بأنني لن أكونَ بذلك قد وفيتهم ما عملوا من أجل توفير ظرف مناسب لعملي طوال هذه السنوات وبذلك لن أكونَ مبالغاً بتخصيص نصف قيمةِ هذه الجائزة للعائلة بينما سيذهب قسمها الثاني لعائلتي الثانية من الشعراء والكتاب اليمنيين الذين يدرجون في مدارج الإبداع ويرتقون سلالمه ، إذ ستكون ثمة جائزة سنوية في حقول الشعر والرواية والقصة القصيرة تنظَم آلياتها وتفاصيلُها لاحقاً عرفاناً مني لهذا الوطن وأهله وشبابه، متمنياً للقصيدة والشعر العربي في اليمن مواصلةَ مسيرتهِ في الحداثة والحياة معاً .من جانبه أعرب أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبدالحميد احمد عن سروره ومرافقيه بزيارة صنعاء لتكريم واحد من ابنائها وشاعر عربي مرموق ومفكر صلب وناشط ثقافي يشار اليه بالبنان قدم طوال مسيرته العملية والعلمية إسهامات تحظى بالجدارة والاحترام في كل الوطن العربي ليثبت من خلال عطاءاته المستمرة أن اليمن بلد الابداع والاصالة والمواقف المنحازة لتقدم الإنسان والحضارة .واشار امين عام مؤسسة العويس الى انه كان بود المؤسسة ان يكون الشاعر المقالح حاضراً في دبي في الاحتفال الذي اقامته المؤسسة في 11 مارس الماضي لتكريم الفائزين بجوائزها لهذه الدورة والمقالح واحد منهم .
وأضاف « وعلى الرغم من غيابه لعذر نعرفه بناءً على العهد الذي قطعه على نفسه بعدم مغادرة ارض اليمن السعيد ، إلا ان حضوره ليلة منح الجوائز كان متجدداً من خلال سمعته واسمه وانجازه الادبي» .وقال : ومع ذلك فقد رأينا في الامانة العامة انه لابد من المقالح وان طال السفر وهو عهدنا في المؤسسة ان نرد الجميل لأصحابه وان نسعى إليهم اينما كانوا كلما حالت ظروف بيننا وبينهم ومن دون ان يعني ذلك للحظة واحدة اية منة بل انه واجبنا تجاه مبدعينا ومفكرينا من الذين ينيرون دروب حياتنا العربية بمشاعل عطاءاتهم فيستحقون منا على الدوام رد الجميل والتواصل معهم ورفع شأنهم والاقرار بما قدموه وبما أنجزوه .وأضاف امين عام مؤسسة العويس « انه من دواعي سرور الوسط الثقافي أن يكون المقالح من بين الفائزين في هذه الدورة وزاد سرورنا الشخصي ان يحظى اليمن وللمرة الثانية بمقعد آخر في نادي الفائزين بالجائزة بعد الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني الذي فاز بالجائزة في دورتها الثالثة ولنا أمل كبير في أن يزداد عدد الفائزين في المستقبل بالجائزة بما يتناسب مع وزن اليمن في الثقافة العربية واسهامها في تطور هذه الثقافة .وتابع قائلاً : وعليه فإن الأمل معقود على المؤسسات الثقافية اليمنية وعلى الأدباء والكتاب أن يسهموا في ترشيح من يرونه جديراً بالتكريم والتقدير من شعراء وأدباء ومفكري اليمن وفيه الكثير ممن يستحق مثل هذا التقدير. وقال امين عام مؤسسة العويس : إن جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية ومن خلال نظامها الأساسي وآليات عملها ورؤيتها لدور الثقافة في خدمة المجتمع العربي اخذت على عاتقها انحيازها التام الى الإبداع ودوره دون النظر إلى جنسية أو لون أو دين أو معتقد المبدع كما جنبت عملها وآليات تحكيمها أيه تدخلات سياسية أو فكرية وأعلت من شأن الإبداع وحده كقيمة عالية ومهمة في حياتنا.واضاف « قد يختلف الناس على المعتقدات والأفكار ولكنهم لا يختلفون على الإبداع سواء جاء هذا في قصيدة أو دراسة أو بحث أو قصة أو رواية فهو المعيار الوحيد في جائزتنا الذي يحكم ويقود عمل لجان التحكيم ويحررها من القيود الأخرى غير الإبداعية مما ساهم ولله الحمد في رفع شأن جائزتنا وتميزها بالنزاهة وحصولها على الثقة في الوسط الثقافي العربي وهو الأمر الذي يشكل مصدر أعتزاز لنا في المؤسسة» . إلى ذلك قالت امين عام اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين هدى ابلان : نحتفي اليوم بواحد من اهم رموزنا الثقافية العربية بالانسان المعلم والمبدع الاستثنائي الرجل القيمة الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي يتقلد اليوم واحدة من اهم وارقى الجوائز العربية واكثرها مصداقية ورصانة الا وهي جائزة العويس الثقافية .واضافت « اتت اليوم إليه لتنصف تاريخا عريقا ونضالا حقيقياً وروحا مسكونة بالابداع والتميز والحضور على مدى عقود طويلة اثرى بقلمه وقيمه وزهده الساحة الثقافية العربية واحتضن اجيالا مختلفة ، الصوت والمدرسة وكان معها يفتتح ويحتفى بعوالمها بروح تتقدم نحو الامام »، مشيرةً الى ان المقالح كان وسيظل القدوة لمتذوقي ومحترفي الكلمة الصادقة .وعلى هامش الاحتفال تم استعراض فيلم وثائقي عن مؤسسة العويس الثقافية وآلية عملها والطرق المتبعة بإختيار الفائزين بجوائزها في مجالاتها الاربعة .حضر حفل التكريم وزير الاعلام حسن اللوزي ووزير التربية والتعليم الدكتورعبدالسلام الجوفي ونائب وزير الثقافة الدكتور احمد سالم القاضي وعدد من اعضاء مجلسي النواب والشورى والمسؤولين وعدد من رؤساء واعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين بصنعاء.