بغداد/اسطنبول/14 أكتوبر/رويترز: قال الجيش الأمريكي وقائد شرطة محافظة الانبار أمس الجمعة إن قوات عراقية تلاحق مقاتلي تنظيم القاعدة اعتقلت 220 شخصا في مداهمة في المحافظة التي تقع في غرب البلاد والتي كانت معقلا في السابق للمتمردين في العراق. وقال اللواء طارق يوسف قائد شرطة الانبار إن قوات شرطة يدعمها الجيش العراقي داهمت منازل أمس في قرية العويسات جنوب الانبار حيث يعتقد أن مقاتلين من السنة كانوا يختبئون هناك صباح الخميس، وأضاف أن هؤلاء المسلحين كانوا يسيطرون على هذه المنطقة وأنهم اعتقدوا أنها ستكون آمنة بالنسبة لهم لكن القوات بادرت ونفذت عملية جريئة. وتقع القرية في منطقة على ضفاف نهر الفرات بين محافظتي الانبار وبابل العراقيتين كانت القوات الأمريكية تطلق عليها اسم «مثلث الموت» بعد الغزو الأمريكي عام 2003 لشراسة أعمال التمرد فيها لكنها الآن أصبحت أكثر هدوءا. وقال يوسف إن عددا قليلا من المتشددين قاوموا. وأضاف أن العملية لم تسفر عن مقتل أحد لكن اثنين من رجال الشرطة أصيبا. وأشار إلى أنه لا يعتقد أن جميع المعتقلين أعضاء في تنظيم القاعدة. وقال إن تحقيقا بدأ لمعرفة المقاتلين من بينهم. وسلمت قوات مشاة البحرية الأمريكية إلى القوات العراقية السيطرة الأمنية في محافظة الانبار الشهر الماضي بعد عامين من الإقرار بسيطرة مقاتلي القاعدة وغيرهم عليها. وتسلم العراقيون السيطرة في محافظة بابل المجاورة الشهر الحالي. لكن مسئولين أمنيين قالوا إن فلولا من القاعدة ومقاتلين آخرين ما زالوا يطوفون المنطقة ويزرعون القنابل ويهاجمون قوات الأمن من حين لأخر. إلى ذلك قال الجيش الأمريكي إن مسلحين فجروا جزءا من خط لأنابيب المياه في العاصمة العراقية بغداد ما أدى إلى قطع مياه الشرب عن مئات الألوف من الناس. وأضاف الجيش الأمريكي إن الانفجار الذي وقع أمس الخميس أحدث ثقبا قطره 18 بوصة في خط ينقل المياه إلى أحياء الاعظمية والرصافة والكرادة وذكر أنه يتوقع إصلاحه بحلول نهاية أمس الاول الجمعة. واستهدف المسلحون مرارا البنية التحتية مثل خطوط الكهرباء ومصافي النفط وخطوط المياه في بغداد إلا أن هذه الهجمات انحسرت بشدة مع تراجع العنف لأدنى مستوى منذ أربع سنوات. على صعيد أخر قال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أمس الجمعة إن العراق ينتظر أن تقدم الولايات المتحدة تفاصيل عن غارة أمريكية على قرية سورية حدودية أسفرت عن سقوط قتلى. وبدأت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحقيقا في الحادث وقالت إنه لا يجب استخدام أراضي العراق في شن هجمات على دول أخرى. وقال الدباغ على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لأوربا وآسيا الذي يعقد في اسطنبول إن الحكومة العراقية لم تتلق أي تفاصيل من الولايات المتحدة وإنها طلبت إطلاعها على الحادث، وأضاف إن العراق أوضح موقفه بأنه لا يقبل مثل هذا النوع من الاعتداء الذي يؤدي إلى مشكلات مع جيرانه. وقالت سوريا إن ثمانية مدنيين قتلوا في الهجوم الذي وقع يوم الأحد في منطقة قريبة من الحدود السورية مع العراق والذي أدانته دمشق بشدة بوصفه «عدوانا إرهابيا» من قبل الولايات المتحدة. ولم تؤكد واشنطن رسميا إلى الآن وقوع الغارة لكن مسئولين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم قالوا إنه يعتقد أن متشددا كبيرا في القاعدة مسئول عن تهريب مقاتلين أجانب للعراق قتل في العملية العسكرية، كما طالب الدباغ سوريا بوقف ما وصفه بنشاط متمردين داخل سوريا وتعزيز التعاون في مجال المخابرات وحراسة الحدود. وقال أن العراق يتوقع أن يتصرف السوريون كجيران طيبين لكنه عبر عن عدم رضا الحكومة العراقية عن مستوى تعاون السوريين. وسلطت الغارة الضوء على الوضع الحرج للحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة بين حليفتها واشنطن ودمشق التي كانت منذ فترة طويلة هدفا للغضب الأمريكي. وفي البداية قالت بغداد إن الغارة استهدفت منطقة يستخدمها مسلحون لشن هجمات داخل العراق لكنها نددت بها في وقت لاحق. ويتطلع العراق إلى تقارب مع سوريا ودول عربية أخرى مجاورة رغم الشكاوى من أن سوريا تتقاعس منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 عن منع تدفق متسللين أجانب داخل العراق. وقال الدباغ إنه لا ينبغي للعملية العسكرية الأمريكية أن تؤثر على العلاقات بين دمشق وبغداد.