بغداد/14 أكتوبر/رويترز: دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الجمعة إلى المصالحة مع حلفاء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الوقت الذي يتراجع فيه العنف ويسعى العراق لتشكيل وحدة سياسية. وأوضح المالكي أمام اجتماع لزعماء قبليين في بغداد «علينا أيضا أن نتصالح مع الذين كانوا مضطرين للعمل في مرحلة من مراحل الزمن الصعب من أجل أن نفتح صفحة جديدة تجتمع فيها طاقاتنا وتتوحد كلمتنا حتى لا نبقي ثغرات يتسلل من خلالها أعداء العراق.» وتابع أنهم سيتصالحون مع هؤلاء لكن شريطة أن يعودوا إلى الصف ويقلبوا صفحة هذا الجزء المظلم من تاريخ العراق. وتأتي دعوة المالكي إلى المصالحة مع حلفاء صدام بعد خمسة أسابيع من الانتخابات المحلية التي جرت في يناير وحقق فيها حلفاء المالكي فوزا كاسحا بوسط وجنوب العراق. والمالكي شيعي ومعارض سابق فر من العراق تحت حكم صدام وحكم عليه بالإعدام غيابيا. وتبحث الآن الأحزاب بمختلف أطيافها التوصل إلى اتفاقات لتشكيل تكتلات تمثل الأغلبية في المجالس المحلية في مختلف أنحاء العراق فيما تتطلع إلى الانتخابات الوطنية المقررة في نهاية العام. وفيما تراجع العنف الذي اندلع بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 في معظم أجزاء العراق إلا أن الأحزاب السياسية تراوغ في التوصل إلى تقارب سياسي. ويبدو أن الكثير من اللاعبين الذين هيمنوا على السياسة العراقية منذ عام 2003 غير مستعدين للتسامح مع عمليات القتل الطائفية التي وقعت في السنوات الأخيرة أو لنبذ نزاعات مستمرة منذ زمن طويل بشأن السلطة والموارد والكثير من تلك النزاعات ناجمة عن نظام صدام لمنح امتيازات وسلطة لإتباعه من السنة. وأقر العراق تشريعا لإبطال عملية تطهير عميقة في الحكومة لأعضاء حزب البعث المحظور الذي كان يرأسه صدام حسين حرضت عليها السلطات الأمريكية في أعقاب الغزو وساعدت في تأجيج تمرد السنة. وبينما يتحدث المالكي كثيرا عن الحاجة إلى مصالحة وطنية إلا أن البعض يشكو من أن حكومته التي يقودها الشيعة تتردد في مسألة إعادة قبول بعثيين سابقين. ويخشى بعض المنافسين من بينهم أكراد يمثلون أقلية في العراق من أن المالكي سيحاول تعزيز سلطته واتهموه بالسعي نحو نظام مستبد.