“إن وراء كل عظيم امرأة”، هو شعار الأمس الذي يعبر بلهجة مبطنة عن دور النساء الخفي ومساهمتهن في الانجازات العظيمة. لكن الحال تغير اليوم كثيراً فلقد صارت صناعة الإنجازات علامة نسوية معتمدة ومعترفاً بها عالمياً. ويرجع الفضل في ذلك الى الجهود العظيمة للمرأة، وتحديدا منذ تصاعد وتيرتها الاحتجاجية لحركة الحقوق النسوية في العقود الثلاثة الاخيرة من القرن الماضي. إنني مؤمن أن هناك رجالاً أفذاذاً، متنورين وذوي عقول متفتحة، كانوا من خيرة الانصار والدعاة لدعم قضايا المرأة على مر التاريخ (معن 2004)، لكننا في المحصلة الاخيرة علينا أن نقر بأن الفضل والانجاز لنيل الاستحقاق الأنثوي في مسيرة النضال الطويل لحركة تحرر المرأة إنما جاء بجهود أولئك النسوة الأبطال اللاتي كرسن حياتهن (حركيا وفكريا، ماديا ومعنوياً) لتقديم تلك التضحيات الغالية في سبيل استشراقة ذلك المجد النسوي (Florence Denmark 1993,Dobash&Dobash1993.).لست هنا بصدد تصفح تلك المنجزات عبر التاريخ فربما لذلك مجال آخر، ولكني سأحرص في هذا التناول على التعريف بصورة مقتضبة، وفقا للحيز المتاح للنشر بدور النساء ومساهمتهن في رقي وتطور علم النفس عالميا، وبمدى المعاناة والصعاب التي مررن بها، في سبيل تجشم عناء التعليم والتوظيف والإبداع في ممارسة الاختصاص، ووضع بصماتهن النسوية العلمية والإنسانية النبيلة على مدى التاريخ. إنني أطمح من خلال هذه الورقة إلى تسليط الضوء على أهمية العملية التوثيقية التاريخية للخبرات الشخصية في علم النفس وعلى حجم المساهمات المقدمة، ولا أزعم أنني - هنا - سأفي ذلك الغرض حقه، بقدر ما أعتبرها دعوة للمزيد من التعمق، ولفت نظر للاستفادة من آليات توثيق الخبرة الإنسانية لطلائع رائدات علم النفس في العالم، وما يمكن أن نستفيد منه في واقعنا العربي. ولتحقيق ذلك فاني حرصت على ترجمة ملتزمة لنص مقدمة أهم وثيقة في رصد أبرز شخصيات نسوية ساهمن بقدر جليل في حقل الاختصاص؛ لعلم النفس بالعالم أعدتها كل من البرفيسورتين الجادتين اجينس. و أوكونيل ونانسي فيليب روسو، التي ظهرت في كتاب يحمل عنوان نفس هذه المقالة. ولعلي في فترة وجودي بالولايات المتحدة لإجراء الأبحاث حول العنف ضد المرأة من منظور سيكولوجي، وتعرفي بالبرفسورة نانسي روسو قد أقيمت لي فرصة جيدة لمعايشة تجربة شخصية لنموذج حي؛ لسيرة تستحق التقدير في حياة هذه الأستاذة القديرة التي تحملت مسؤولية لجنة شئون المرأة في الجمعية الأمريكية لفترة من الزمن .لقد وجدت في ترجمة وتلخيص وعرض ومسح ما تيسر من المراجع وتدشينها بتلك المقدمة التى أرى أنها أفضل رسالة يمكن ايصالها لفكرة المنهجية في تناول خطوات ومراحل عملية التوثيق ، من التصميم وجمع البيانات إلى الفحص والتحليل والصياغة النهائية، بل أكثر ما شدني هو أنني وجدت فيها مشاريع أفكار مستقبلية طموحة يمكن تطبيقها في واقعنا العربي، لرصد سيرة ومساهمة خيرة الاساتذة من جيل الاوائل من النسوة في علم النفس. ولعل في جهدي المتواضع هذا محاولة طموحة، لأن تكون أداة التوثيق رسالة لتعليم أجيالنا القادمة بمساهمات الأجيال السابقة، ودعوة لمزيد من الانجاز والتحفيز ورفع المعنويات، خصوصاً في زمن المتغيرات العصرية شديدة الوطأة في حجم المعاناة والاحباطات لدى أجيال اليوم، وتوقعاتها المستقبلية. لهذا قسمت هذه الورقة الى جانبين؛ يشتمل الجانب الاول على ترجمة ملتزمة للنص دون اي تعديل او تدخل - كما أشرت إليه أعلاه - لما لذلك من أهمية. أما الجانب الثاني فيشتمل على تلخيص تخطيطي حرصت على وضعه في شكل جداول أو مصفوفة، لتسهيل عرض المعلوما ت، بقدر كبير من التركيز والاختصار، بما لا يفوت الفرصة على القارئ في الاطلاع على المعلومات الهامة ذات الدلالة بالربط لمسيرة الحياة الشخصية، والانجاز العلمي الذي تحقق، حيث تتسلسل بيانات المصفوفة الاولى بطريقة تحقق ذلك الغرض (الاسم، تاريخ الميلاد - الوفاة، محل الميلاد، تاريخ الحصول على الشهادة الجامعية الاولى - بكلاريوس ثم الدكتوراة لمقارنة الفارق الزمني، الحالة الاجتماعية، ثم أبرز حقول الاختصاص التي كانت محل اهتمامهن)، بالإضافة للملاحظات المشيرة لأهم محطات المواجهة والمعاناة التي تعرضن لها. وفي المصفوفة الثانية حاولنا التعريف بأهم عطائهن العلمي، من خلال اختيار أبرز عمل منشور لهن مع تحديد عام النشر.آفاق تاريخية ومعاصرة[c1]أجينس . و أوكونيل ، نانسي فيليب روسوترجمها عن الانجليزية: أ. مشارك. د. معن عبد الباري قاسم صالح[/c]عندما بدأنا عملنا لفحص سيرة المرأة ومساهمتها في علم النفس (ابيرستسن، روسو، 1974، أوكونيل، البيرت نريتشاردسن ،بوتير، روبيل، أنجر 1978) فأن القليل كان متوافراً من المادة المتمحورة حول النساء من الاختصاصيات النفسانيات*. ومنذ ذلك الوقت فأن العديد من الكتب التي سلطت الضوء على الاختصاصيات النفسانيات قد نشرت. (أوكونيل، روسو، 1980، 1983، 1988، سكاربورت وفورت 1987، سيفن وجاردنر، أ. 1982،ب1982).إن تفرعاً جديداً، “ تاريخ المرأة في علم النفس” قد أنشى (روسو ودنمارك 1987)، ومشاركة واسعة الانتشار ومساهمة هائلة لأثر المرأة في مجال علم النفس اصبحت بداية للاعتراف والفهم، والسبب إن مساهمة المرأة والرجل في تطور علم النفس صارت وثيقة الارتباط. إن الصورة الكاملة لجيل من المعرفة في حقل الاختصاص تتطلب رؤية تكامل هذه المساهمات بارتباطاتها. إن هذا التفرع الجديد - تاريخ المرأة في علم النفس- زود هذه الفحوص بميزة الافضلية الابتكارية، الفحوص التي حولت المفهومية التاريخية لعلم النفس ذاته. لهذا يعتبركتابنا هذا، الكتاب المصدري الأول عن المرأة في علم النفس سيرة السير - مساهمة في هذه المراجعات والتحولات. غاياتنا هنا مشتركة قريبة وبعيدة المدى.الغايات القريبة، هي التوثيق، التقييم، الاحتفاظ، وجعل تنوع مساهمات المرأة الممتازة مرئيا لعلم النفس والمجتمع. أما الغايات البعيدة، فهي توسيع الاطار ليكون منشوداً ومفهوماً في داخل المعرفة، والاحتفاظ به كأساس ونتاج لتكاملية المعلومات عن مساهمات المرأة في الاعمال الأخرى. إننا نعتقد أن بلوغ هذا الهدف النهائي يؤدي إلى إعادة بناء المعتقدات عن طبيعة علم النفس وأفقه ومساهماته في الأفكار الغربية. ويُعد هذا الكتاب في وقت واحد مواصلة وتكملة للعمل المبكر (لاوكونيل وروسو 1983، 1988) التي زودت المراجعة المتعددة المستويات لسيرة النساء والاختصاصيات النفسانيات ومساهمتهن. العمل السابق استعمل توصيفة من السير الذاتية مع تحليل للعوامل الاجتماعية والمهنية والشخصية، للإضاءة عن المرأة كنموذج للدور، وزيادة رؤيتهن، وتقديم رؤية جديدة عن خبرات المرأة في علم النفس والمجتمع.هنا يتواصل السعي لزيادة رؤية المرأة، ويقدم رؤية جديدة، ويعرض مساهماتهن بتفسير رحب للسياق بهدف ربط سيرتهن بمساهماتهن. كما أن هذا الكتاب ايضا منفصل وجلي عن كتابنا السابق، وتلك الأخرى المتمحورة عن المرأة. كتابناا هنا يضم عرض لنساء كممثلات للمعرفة، “كمعروفات” (هاردن، 1987)، مع تقييم عدسي الذي تُرى من خلاله مساهمة المرأة وأثرها في علم النفس والمجتمع. إن المرأة قد حققت مساهمات كبيره في علم النفس، منذ ابتدأ هذا الحقل كعلم في نهاية القرن التاسع عشر. هذا الكتاب لا يهدف لأن يكون شاملا، بالأحرى أن مساهمات المرأة المتضمنة هنا، أنما اختيرت كأمثلة لنطاق تاريخي ومعاصر للانجازات التي ستساعد في تشكيل العديد من تفرعات علم النفس. العملية الانتخابية لاختيار النساء في هذا البحث كانت معقده. فالخطوة الاولى كانت تطوير قائمة من القيادات التاريخية والمعاصرة للنساء في علم النفس. النساء المنضويات هنا عكسن تجمع للمساهمات المعروفة بالمساهمات البارزة في علم النفس (واطسن 1974). وتاريخ علم النفس في السيرة الذاتية (ليندزي، 1980، 1989، ميرشيسون 1930، 1932) النفسانيات (كرويك 1972، 1978) نساء بارزات في علم النفس (أوكونيل، روسو 1980) نماذج للانجازات: انعكاسات لنساء بارزات في علم النفس (أوكونيل، روسو، 1983،1988) وتاريخ علم النفس في السيرة الذاتية (ليندزي، 1980، 1989، ميرشيسون 1930، 1932) النفسانيات (كرويك 1972، 1978) نساء بارزات في علم النفس (أوكونيل، روسو 1980). نماذج للانجازات : انعكاسات لنساء بارزات يقصد بها فحوص سيرة المرأة في علم النفس (أوكونيل، روسو، 1983،1988) النساء الثمان النجوم للتفوق في الطبعات السبع الأولى للأكاديمية القومية للعلوم. النساء الدائمات في قائمة علم النفس “جامفين يسيس” وعلم الأعصاب (ولمان 1977)، قاموس السير الذاتية لعلم النفس (سوزان 1984) بالإضافة إلى نساء الأقليات المحددات في “حتى الفأر كان أبيض” لمؤلفه (جيدري 1976)، توصيات الزملاء للفائزين بالجوائز المعتمدة من المؤسسة الامريكية لعلم النفس (APF) والجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، بما فيها لجنة الجمعية الأمريكية لعلم النفس عن النساء في علم النفس، وعينة كبيرة من قيادات إدارة الجمعيات القومية والدولية بما فيها رئاسة الجمعية الامريكية لعلم النفس واعضاء مجلس المدراء. بعد ذلك قمنا بإرسال قائمتين إلى الأفراد الذين (قدموا مساهمات مطردة ومستديمة في تاريخ علم النفس، وفقاً للتحديد المختار للاعتبارات المتبعة في شعبة تاريخ علم النفس (شعبة رقم “26” التابعة للجمعية الأمريكية لعلم النفس)، وسألنا أولئك الرجال والنساء المتميزين بتقدير على مقياس من 1 - 10 عن أهمية ضم المرأة في اختيار عال وشامل عن مراجعة العمل لنساء قياديات في علم النفس. وإذا كان اسم معين لامرأة غير معروف للمقدر، فيضع عليه علامة (غ م - غير معروف) على أن يحل محله اسم المرأة التالية. كما طلبنا من الزملاء المؤرخين إضافة أسماء مع تقدير النساء اللاتي ربما يعتبرن بتضمين سيرتهن الذاتية واقتراح سير ذاتية محتملة، بما فيها سيرتهن الشخصية - اي المؤرخات والمحكمين). واستلمنا توصيات إضافية لسبع نساء، وأسماء محتملة لسير ذاتية من ثلاثين شعبة لـ 26 زميلة، وهذه القائمة قورنت مع قائمة أخرى عمومية مستقلة (جافين 1987). قائمة جافين الأصلية تضمنت 600 زميلة من الإناث، وردت في دليل الجمعية الأمريكية لعلم النفس عام 1981. قائمتنا النهائية من النساء الأحياء الشهيرات من العالم المتحدث الانجليزية بُني على تقديرات 20 ذكر وثمان إناث من الزملاء. وعندما أُعدت هذه القائمة التجريبية فقد أُنتبه للأسماء المزدوجة وحذفت. عملنا الاختياري الأخير للقائمة محتفظين في بالنا بالمراحل التاريخية، التخصصات الفرعية، نوعية المساهمة، المواقع الجغرافية، وتيسر المعلومات عن السير الذاتية.في مفهومية الموروث للاختصاصيين النفسانيين، استخدمنا تعريفاً واسعاً، سائرين وراء المعايير والقيم التقليدية المبينية على الأسس الأكاديمية والعلمية لعلم النفس في وضع أمثلة لمساهمات الممارسة الاختصاصية التطبيقية لعلم النفس وللسياسة العامة. إن المحك الوحيد لاختياراتنا كان السجل المستديم للانجازات التي صمدت أمام الزمن كمرشح (فلتر) التصفية. إن حصر عدد النساء للتغطية في فصل وصل إلى ستة وثلاثين، وتثبيتهن مهمة صعبة ومؤلمة الى أقصى حد. حتى فيما بعد إعداد قائمتنا الكاملة من 185 من النساء، فأن العديد من الحالات كان يمكن أن يضم عدداً كثيراً من النساء، ممن لديهن مساهمات وشكلن حقل الاختصاص.لتوسيع التغطية للمساهمات ذات الدلالة لما فوق الستة والثلاثين فصل، ولزيادة تيسير المصادر الأخرى للمعلومات عن النساء في علم النفس، فقد أدخلنا فصلاً، ليسلط الضوء على الفائزين بجوائز الجمعية الأمريكية لعلم النفس، والمؤسسة الأمريكية لعلم النفس (الجزء الثالث) وفصلاً اغني مصدر المعلومات عن النساء في علم النفس، وقدمنا مصادر كاملة للمعلومات عن قائمة النساء. لهذا الكتاب خمس مكونات، متغايرة في العمق، لتغطية النساء المحددات للضم على النحو التالي: [c1]فصل عرضي عام.[/c] الستة والثلاثون فصلاً الذي يمثل في معظمه عمق التغطية. فصل يلخص الفائزين بجوائز المساهمات عن النساء، والمعترف بهن من الجمعية الأمريكية لعلم النفس والمؤسسة الأمريكية لعلم النفس. فصل بمصادر السير الذاتية التي تحتوي مراجع لمعظم وأهم الكتب والمصادر الاخرى للمعلومات عن النساء المساهمات في علم النفس، والمراجع لمعلومات لكتاب عن سيرة حياتهن، أو سيرهن الذاتية للـ185 امرأة. ملحقات تحتوي بيانات سنة الميلاد، محل الميلاد، قائمة بالتخصصات الرئيسية للستة والثلاثين امرأة، المسلط الضوء عليهن. وعندما أصبحت القائمة نهائية، جندنا اختصاصيين نفسانيين متفوقين لإعداد تقييم الفصول لمساهمات النساء المختارات. كذلك أعددنا وأرسلنا لكل باحث مقييم “دليل عن إعداد السيرة “، متضمناَ المقترحات التالية للضم: [c1]خلفية أسرية: [/c]تاريخ ومحل الميلاد.أصل العائلة: أسم الأب ووظيفة / اسم الام ووظيفتها / الإخوة. المؤثرات المبكرة. [c1]التعليم.[/c] الاسم والمكان (المدينة، الولاية، البلد): تاريخ الالتحاق، التخصص الرئيسي، شهادات، الالتحاق بكل المؤسسات التعليمية بعد الثانوية (المدرسة العليا).مؤثرات ذات دلالة، أحداث، الناصحين بإخلاص... الخ .[c1]تطور السيرة[/c] أعلى المناصب المهنية بما فيها الجامعات، تسمية هذه المناصب، وتواريخ التوظيف. مؤثرات ذات دلالة، أحداث، ناصحين.. الخ جوائز وتقديرات (اعترافات) مهنية. [c1]المساهمات الكبرى والانجازات[/c] صف مع بعض التفاصيل؛ أهم الأعمال والمساهمات. إشرح مع بعض التفاصيل أبرز الأفكار والموضوعات،.. الخ وتطور إدراكها. [c1]التطورات الحاسمة للمساهمات والانجازات[/c] الرجوع الى / الاستشهادات / اقتباس من المصادر المنشورة في تقييم قياس الأثر للسير الذاتية والمساهمات والانجازات. إذا كانت المساهمات ذات طبيعة خلافية، فهناك بعض التفاصيل حول أهميتها يتم تقديم التوازن الذي يمثل كل وجهة نظر الجانبين. [c1]تكاملية الحياة الشخصية والمهنية[/c] إذ من الممكن، ذكر الأزواج بحسب الاسم، المهنة، تاريخ الزواج، وكيف تم الزواج، وهل انفصلا أم مستمرأن. إيراد أسماء وتواريخ الميلاد للاطفال (ومهنهم إذا عرفت) إن كان ذلك ممكننا. شبكات العلاقات المهنية والاجتماعية. الاهتمامات خارج علم النفس، الهوايات، الانتماء الأيديولوجي، والانتساب بشكل خاص الى المؤسسات ..الخ. [c1]السيرة الذاتية [/c] بالاضافة الى النص والمراجع المتضمنة قائمة إضافية بالأعمال المعتمدة من البحوث، وقائمة إضافية تمثل الأعمال عن المبحوثين، أذا كان ذلك مناسبا. طلب من كتاب السير الذاتية إعطاء تغطية كاملة لقسم المساهمات الكبرى والانجازات، وفي التقييم الحاسم للمساهمات والانجازات، رغم أن جميع المساهمات خضعت لتدقيق تحريري شديد، التميزات والاختلافات في حياة كل امرأة، والمساهمات والأسلوب الفردي لصاحب السيرة توجب عليه تنوعاً كبيراً في السير. اتخذ التوازن وضعه بين التماثل عبر السير وتبادل الاراء (الاتصال) للتنوع الغني للخبرات والمساهمات للنساء. مساهمات النساء الستة والثلاثون غطيت في هذا الكتاب لمسيرة سيرتهن في حقل علم النفس منذ بدايتها وحتى الوقت الراهن. أربعة عشر من هؤلاء النسوة مثلن الجيل الاول من المساهمات، وهن المولودات فيما بين 1847- 1900، حينما كان حقل الاختصاص في مرحلته الوليدة، ثمان نساء مثلن الجيل لثاني، المولودات فيما بين 1901 - 1915، عندما بدا الاختصاص بالتطور. وأربعة عشر امرأة مثلن الجيل الثالث والرابع، المولودات فيما بين 1916 - 1945، عندما إزدهر الاختصاص. معظمهن أمريكيات المولد، ولكن يتضمن أيضا تسع نساء ولدن في اوربا (النمسا، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، سويسرا وأستراليا). إن النساء الواردات هنا يمثلن نطاقاً أوسع للتخصصات الفرعية، ذوات مآثر رائعة، وأسلوب حياة متفاوت. بعضهن جئن من عائلات مهنية، وبعضهن من اسر فقيرة وبخلفيات غير مواتية. حياتهن الشخصية تمثل مقطعاً مستعرضاً للخبرة والفرص المتاحة للنساء في أواخر القرن التاسع عشر والعشرين. إنهن عزب، متزوجات، متزوجات مع أطفال، والدات عزباوات . عملن لوحدهن بالتعاون مع ازواجهن ومع الزملاء. مساهمتهن، إنجازاتهن وقياداتهن وصلت لأعلى المعايير الممتازة في الجوانب النظرية والأكاديمية، المهنية والمؤسسية والمنظمات الاجتماعية. مساهمات النساء في علم النفس مزجت بتطور علم النفس، مع بداية الجذور المبكرة للاختصاص في الفلسفة، الرياضيات، والمنطق (لادرفرانكلين، كالنس). مساهماتهن وجدت في كل الاختصاصات الفرعية لعلم النفس من العلمي الى المهني، النظري والتطبيقي . نموذج التنوع مثل هنا بضمه علم النفس المقارن والفزيولوجي(وسبرين) الإدراك والتعلم المعرفي (هينلي)، علم النفس الصناعي (جيلبرت)، علم النفس الاجتماعي (ميوى، شريف)، علم النفس الإنساني (بيولر)، نظريات الشخصية والتحليل النفسي (فريد، هورني)، وتاريخ علم النفس (هيدبريد، هينلي، سيكسيكون).قدمت النساء مساهمات في الكثير من الجوانب المتعددة، إلاَّ أن الحيِّز حال دون ذكرهن جميعاً، مع ذلك هذه الاضاءات توضح لنا مدى غنى المادة المنتجة من قبل النساء.فالنساء هكذا صنعن مساهمات تذكارية في حقل علم النفس والنمو، وفي المفاهيم الأساسية للنمو الإنساني (أنستازيا، بلوك، جبسون، نيجارتين، تيلور)، ومن ضمنها النمو المعرفي (إنهلدر)، تطور الذكاء (انستازيا، بيلي، كلارك، جودنيوف، تيرسون، ويلمان)، وعلم نفس الطفل (كلارك، فرويد، جدينوف جودناو، إنهلدر، ماكوباي، سيرس، ويلمان). لقد فحصن مشكلات النمو الإنساني والسلوك، والتفاعل من الرضاعة (بيلي جبسون، ماكوباي) حتى المراهقة (هولينج، إنهلدر)، فالرشد وكبار السن (نيجارتين)، ومن الموهوبين الى المتأخرين (هيلسون، هولينج، ويلمان). لقد كن تحديدا مهمات في رقي بيئة أو أكثر، كلية النظرة للنمو الإنساني: السلوك والتفاعل مع البيئة (إنستازيا، مونتيسوري، ويلمان) في مختلف الاختصاصات الفرعية من الإدراك (جيبسن، هينلي) حتى النمو الحركي (جودناو) حتى علم النفس النمائي والاجتماعي (بلوك، جاهودا، ماكوباي، مايو، شريف، ويلمان). لقد ركزن على الذات والمعنى في التفاعل الإنساني (بيولر، كالينس، هورنري، شريف). عملن (قَدَّمنا) مُسَاهَمَاتٍ أصيلة في فهم الشخصية والدافعية (بيم، فرانكلين، برونسكي، هيلسون، هونري، سبينس، ستركلاند). مساهمات النساء في تطوير علم النفس يمتد من العلوم الأساسية وحتى تطبيقات علم النفس بمختلف الطرق وفي مختلف القضايا، مشتملة الآتي: في الحكومة (بيتون)، التعليم (منتسوري)، تعليم القراءة (جبسون، تيرستون) وتأثير ظروف غرفة الدرس (سيرس)، التصميم الصناعي والإدارة (جيلبرت)، البطالة (جاهودا)، الأحكام المسبقة النمطية والتمييز (بيم، بلوك، كلارك، دنمارك، فرانكل، برونسكي، هيليسون، هولينج، هورني، جاهودا، مايو، بيتون، ستريكلاند). أفراد آخرون جعلوا علم النفس على وجه الخصوص متصدي لفهم الخبرة الانسانية من ضمنهم أولئك النسوة والأقليات الأثنية وغيرهم من المجموعات ما تحت التمثيل أو غير المواتية في علم النفس أو المجتمع. عملت (قَدَّمَت) النساء مساهمات أصلية في علم النفس السريري والإرشادي، في الجانبين النظري والتطبيقي (فرانكل، بروسكي، هولينج روث، سبينسر، ستريكلاند، تيلور)، بما فيها تطور نظرية الشخصية والتقنيات العلاجية. (ان فرويد، هورني، تيلور). من المسلم به أن تحدياتهن تلك في نظريات علم النفس تطلبت تطوير طرق وقياسات جديدة، فالنساء صنعن طرق مخترعة وبتوفيق، تشمل تقنية المقارنة الثنائية* (زوجان) (كالينس، والانحدار البصري (جبسون)، والاستخدام المشترك لبيانات الايدوجرافيك ** والنوماتيك*** (هيلسون)، السيرة الذاتية بيوجرافيك**** (بيولر) قائمة رصد للرضي عن الحياة (نيجراتين)، استخدام المختبر في لعبة الدمية***** (سيرس)، تقنية اختيار النموذج أو النمط (تيلور).بعض من هذه الاختراعات كانت في القياس النفسي (انستازيا) وأدَّت لتطور المقاييس (بيلسي، جودانوف، هيديردير، سبنس تسركلاند ، تيرستون) التي أُستخدمت لاحقا على نطاق واسع.ختاماً فان تشكل الاختصاص معني إلى ما وراء العمل العلمي التطبيقي للأفراد. الإجماع يجب أن يتبنى قضايا متصلة بالأخلاقيات، المعايير، المصدقات “الإجازة”، عملية مراجعة الأقران، النشر، والسياسة العامة. بالإضافة إلى الجمعية الامريكية لعلم النفس أقدم وأكبر منظمة للاختصاصيين النفسانيين “APA”. وبعطاء أعضائها الذين يصلون الى 147ألف عضو، وقرابة 52 شعبة تمثل إهتمامات الاختصاصيين الفرعية؟، كذلك هناك عدد من الجمعيات والروابط الإقليمية وعلى مستوى الولايات، للتعليم والتدريب والتعميد، وتصريح الجمعيات وجماعات الاهتمامات الخاصة. وكما أظهر كتاب السير هنا فأن المرأة لعبت دورأً قيادياً حاسماً في مختلف المستويات التنظيمية لعلم النفس، بما فيها رئاسة الجمعية الأمريكية لعلم النفس، (انستازيا، كالينس، دنمارك، سبنسير، ستركلاند، تيلور، وش بيرن). قيادتهن بَنَتْ جسوراً للتواصل الدولي بين الاختصاصيين النفسانيين (بيلي، دنمارك، سيكستون)، وأعاد عطائهن ذلك التعريف بالاختصاص. لفهم المساهمات الهائلة والمتنوعة التي في معظمها غير معترف به لمثل أولئك النسوة ، فانه سيكون في إحراز مفهومية جديدة لكيفية انطلاقة علم النفس، وكيف يكون المشروع النفسي، أو كيف يمكن له أن يكون. نأمل من خلال الستة والثلاثين سيرة والفصول الاضافية والملحقات أن يخدم هذا الكتاب الدارسين والباحثين، ويشكل لهم نقطة مصدرية، وييسر للكتاب قدر كبير من المعلومات، تمكنهم من إعطاء قرائهم صورة أكثر كلية ومناسبة عن الجذور الذكية لعلم النفس. بالإضافة إلى دور النساء التنويري وخبرتهن في تشكل الاختصاص لعلم النفس، فأن الفصول في هذا الكتاب تساعدنا في استكشاف طرق المعرفة التي بها طورت واستخدمت في علم النفس. لقد ساعدونا في فهم قياس الأثر للسياق التاريخي والاجتماعي في تطور علم النفس من حيث تغير النزعات الديمغرافية في الاختصاص. كذلك ساعدونا في فهم كيف أن النظريات والتطبيقات في علم النفس ودور النساء فيها كان عاكسا لأكبر سياقات اجتماعية وثقافية تكون منطمرة في المشروع النفسي. نأمل أن يكون هذا الكتاب مفيد للمؤرخين والاختصاصيين النفسانيين، الذين يرغبون في إعادة مفهومية نظرتهم وتكاملية مساهمات النساء في الرصيد التاريخي، وللدارسين لتاريخ النساء، والنساء في علم النفس، ولمؤلفين كتب علم النفس، الذين لم يدخلوا بعد مساهمات ونشاطات النساء من الاختصاصات النفسانيات في اعمالهم تلك، ولفلاسفة العلوم، وللإناث وغير الإناث، الذين لم يقدروا كلياً بعد كيف خدمت مساهمات النساء في علم النفس في بلوغ المركز المعرفي للاختصاصيين، وتشكيله التاريخي والعقلي. ولكل الاختصاصيين النفسانيين وطلاب علم النفس الذين سيغتنون ويتطمحون من الكيفية الممتازة لممثلي الاختصاص من الناس في هذا الكتاب. [c1]قائمة المراجع : [/c]- معن عبدالباري قاسم (2004): العنف المنزلي في اليمن - العنف ضد المرأة من منظور سيكولوجي، دارجامعة عدن للطباعة والنشر، اليمن.Agnes N. O’Connell & Nancy Felipe Russo (1990): Women in Psychology, Greenwood Press, Westport, USAAgnes N. O’Connell & Nancy Felipe Russo(1983):Models of Achievement, Columbia University Press, New York, USADobash & Dobash (1993)Rethinking on Domestic violence Florence Denmark Michele A. Paludi (1993):Psychology of Women, Greenwood Press, Westport, USA[c1] د. معن عبد الباري قاسم صالح /أستاذ علم النفس المشارك/ قسم العلوم السلوكية بكلية الطب والعلوم الصحية جامعة عدن، باحث زائر لمنحة الفولبرايت في جامعة ولاية أريزونا(2008-2007)[/c]
|
دراسات
نساء في علم النفس
أخبار متعلقة