في مؤتمر تبليس عام 1978م عرفت البيئة على أنها مجموعة من النظم الطبيعية ، والاجتماعية ، والثقافية التي يعيش فيها الانسان والكائنات الحية الاخرى ويؤدون فيها نشاطهم .أما تلوث البيئة فقد أتفق العلماء على أنه إجراء أي تغير في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الانسان وانشطته اليومية مما يؤدي الى ظهور بعض المواد التي لا تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي وتؤدي الى إختلاله .وعلاقة الانسان بالطبيعة علاقة أزلية ، وغالباً فإن الطبيعة والارض لاتضيق على الانسان ، بقدر مايضيق الانسان على نفسه بنفسه فالتكاثر السكاني قد لايشكل عائقاً إذا أستطاع الانسان التكيف مع الطبيعة وخيراتها والحفاظ علي توازنها .. واحجم عن تلوث بقصد او عن غير قصد ..إن الانسان أهتم منذ فجر التاريخ بعلاقته المعقدة مع البيئة المحيطة به وسخر صناعاته البدائية للعيش معها فاستخدم النار للتدفئة والانارة وكذلك لطهي الطعام .. وطور صناعاته عبر التاريخ وجاءت الثورة الصناعية وحققت طفرة في استغلال موارد الطبيعة كالوقود الاحفوري في الصناعة .. وبدأت البيئة المحيطة بالانسان تتغير درجة نقاءها في البر والبحر والجو .. وعندما حدثت ظواهر غريبة في الاجواء كظاهرة الضباب الدخاني في بريطانيا في خمسينات القرن العشرين وظاهرة الامطار الحمضية في كثير من الدول الصناعية ..بدأ العلماء ابتداء من عام 1960م ينبهون لظاهرة تلوث البيئة بعدما تكاثرت الادلة لاختلال التوازن الطبيعي للكرة الارضية ومانجم عنها من تهديد لجميع الكائنات الحية . ولقد أعاق الانسان المتمدن دورة حياة البيئة وأخل بتوازنها عندما ألقى بنفاياته في دورة الحياة فأثر عليها ولوثها .. فالزيادة في استخدام المنتجات والتقنية ولد تلوثاً كبيراً للبيئة ، كما أن استخدام الموارد بوتيرة عالية وبطريقة عشوائية او سيئة كتجاهل الاثر البيئي فاقم من مشكلة التلوث البيئي .إن تلوث الهواء بات يهدد حياة البشر وكل الكائنات الحية الاخرى ..وبدأت الدراسات والابحاث تبذل للحد من تدهور البيئة ، ومع هذا فإن نسبة التلوث اليوم أسوأ من أي وقت مضى ، ولاسيما في الدول النامية حيث لاتزال صناعات القرن العشرين مهيمنة عليىمفاصل اقتصادياتها بكل مساوئها .. وعموماً فإن حالة الجو تزداد سوءاً عاماً بعد عام في جميع أقطار العالم ، لأن تلوث الهواء لايعترف بالحدود السياسية والجغرافية بين الدول .ويقصد بتلوث الهواء وجود أي مواد صلبة او سائلة او غازية بالهواء او وجودها معاً بكميات تؤدي الى اضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالانسان والحيوان والنبات وحتى الجماد كأن تؤثر في طبيعة الاشياء وفي الآلات وفي المعالم الاثارية والمباني .ولقد اظهرت الدراسات والابحاث المدعمة بالقياسات إن معظم ملوثات الهواء في العالم ناتجة من عمليات الاحتراق المستعملة في مختلف القطاعات الصناعية ، فضلاً عن قطاع النقل والمواصلات ، وعمليات الاحتراق هذه هي الوسيلة التقليدية لتحويل الطاقة من حال الى أخرى ، وتحديداً من طاقة حرارية مخزونة داخل الوقود الى طاقة ميكانيكية او طاقة كهربائية ..وتعد مخلفات إحتراق الوقود للمركبات في الجمهورية اليمنية من أسوأ الملوثات بالجو ، وإن هناك تناسباً طردياً بين عدد المركبات وبين معامل التلوث (pollution index) وموجود ملوثات صلبة ناجمة عن عوادم السيارات كغبار السخام والرصاص وأخرى متفرقة كأتربة الاسمنت وأتربة المبيدات الحشرية وغبار الكسارات ومناشير الحجارة وغبار القطن ومصانع الغلال ومداخن المصانع كما قد يتلوث الجو بمواد غازية سامة وخانقة كغاز أول أوكسيد الكربون ، وأكسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكبريت والتلوث الحيوي بالبكتيريا والجراثيم والعفن الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والمخلفات الآدمية .يتبع عمر السبع
|
ابوواب
تلوث الهواء واثره على صحة الإنسان
أخبار متعلقة