في كلمته لدى افتتاح أعمال الدورة 39 لمجلس وزراء الإعلام العرب :
القاهرة / 14 أكتوبر : أكد الأخ حسن اللوزي وزير الإعلام على أهمية مواضيع وقضايا الدورة العادية التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الإعلام العرب التي بدأت أعمالها صباح أمس السبت في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة برئاسة الأخ عمرو موسى الأمين العام ، مشيرا ً إلى أن هناك قضايا لها خصوصيتها وتكتسب أهمية مضاعفة لأنها في التفكير ولجدة تناولها ولطرحها للتناول لأول مرة على هذا المستوى المهم ونعني بها معايير البث والنشر الإذاعي والتلفزيوني العربي الفضائي والإلكتروني. وشدد الأخ حسن اللوزي على ضرورة الوصول إلى معايير واضحة ومفهومة بل ودقيقة للبث التلفزيوني والإذاعي الفضائي والإعلام الإلكتروني في المنطقة العربية ، بما في ذلك ضرورة التوصل إلى فهمٍ مشترك يحيط بكل الاعتبارات والمخاوف بالنسبة لمساهمة القطاع الخاص وتحمل مؤسسات المجتمع المدني بكافة صوره التجارية أو الاقتصادية أو حتى السياسية للمساهمة في إدارة مثل تلك الأعمال التي لم تعد تقف عند حدود حرية التعبير وإنما تعني إعادة صياغة الحياة وشخوصها ورسالتها . وفيما يلي تنشر 14 اكتوبر نص كلمة الأخ وزير الإعلام :[c1]الإخوة أعضاء مجلس وزراء الإعلام العربالإخوة رؤساء الوفودالحاضرون جميعاً[/c] لا شك أن مواضيع وقضايا الدورة العادية التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الإعلام العرب كما تتجلى من العناوين التي تتزاحم في جدول الأعمال متعددة وغنية... الجديد فيها مهم وجوهري لأنه يتصل بالحاضر وطموحات المستقبل والمستمر منها هام وخطير ويلح بالحضور أمامنا لحاجته الماسة لمواصلة العمل ولجهد أكبر في الميدان، حتى تتحقق كل الغايات التي نستهدفها ولن نضيف جديداً في موضوع تحديث وتطوير خطة التحرك الإعلامي العربي بالخارج لأنها خطةٌ تمليها بل تفرضها الإمكانات المادية المتاحة والحالة التي عليها المكاتب، وتبدو لذلك روتينيةً والعيب الأول في العمل الإعلامي أن نتائجه وتأثيراته في الفكر وفي النفس وفي حياة الناس لا تبدو بصورة مباشرة مثل تحقيق الأهداف المادية وإنجاز المخترعات وبناء المنشآت وغير ذلك من الأعمال التي لها أثرٌ ملموس. وبالتالي تكون الإرادات مكبلة تجاه الإنفاق على مثل هذا العمل الذي لا يعطينا أثراً مباشراً ولكي نصل إلـى ذلــــك لابد لنا من وضع الاستبياناتٍ والقيام بقياس للرأي العام المستهدف مع كل خطة إعلامية أو عمل إعلامي حتى نستطيع أن نتفاءل وأن نطمئن إلى أن كل عمل نقوم به في تحركنا الإعلامي وننفق عليه بسخاء!!.. وندرك أننا حققنا هدفاً جوهرياً، أساسياً أو هدفاً عاماً، محدداً للتحرك وهو الدفاع عن أمتنا العربية والإسلامية بالتعريف بها وحقيقة شخصيتها الإنسانية ومكانتها الحضارية في التاريخ وفي الحاضر والمستقبل وهو هدف واضٌحٌ يحتاج لتفصيلات ولكن دون أن يصرفنا هذا الهدف عن المعركة اليومية في خدمة القضايا المصيرية لأمتنا العربية وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي وفي جزئية منه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي الجانب الذي يتصل بعملنا مباشرة وخاصةً فيما يتعلق بتحديث وتطوير خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج ومتابعة تنفيذ قرارات الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب والاهتمام أكثر بتطوير عمل المجلس وهما الموضوعان المتصدران لجدول أعمال هذه الدورة.[c1]نعم..الأخ/ رئيس المجلسالإخوة/ الأعضاء[/c] إننا نرى من خلال المتابعة إنجازات واضحة كبيرة ومهمة لهذا المجلس على صعيد رسم الأهداف وإقرار الخطط والمواثيق وتبني الأفكار المحددة كما هو بالنسبة لإقرار الاستراتيجية الإعلامية العربية والخطة القومية للسياسات التكاملية الإعلامية والثقافية وهي بحاجة ماسة لإقرار آلية واضحة تعمل على مدار العام لتتابع تنفيذ القرارات والتصورات التنفيذية والمستوى الذي وصلت إليه أعمال الإنجاز وفي نطاق كلٍ من تلك الوثائق والمهام. ستقف هذه الدورة أمام نتائج عمل الإعلام العربي في عملية التصدي للإرهاب وفي ميادين خدمة القضية الفلسطينية والتصدي الإعلامي العربي للدعايات المعادية، وهناك قضايا لها خصوصيتها وتكتسب أهمية مضاعفة لأنها في التفكير ولجدة تناولها ولطرحها للتناول لأول مرة على هذا المستوى المهم ونعني بها معايير البث والنشر الإذاعي والتلفزيوني العربي الفضائي والإلكتروني.. نتمنى أن نصل إلى معايير واضحة ومفهومة بل ودقيقة للبث التلفزيوني والإذاعي الفضائي والإعلام الإلكتروني في المنطقة العربية وأن نصل إلى فهمٍ مشترك يحيط بكل الاعتبارات والمخاوف بالنسبة لمساهمة القطاع الخاص وتحمل مؤسسات المجتمع المدني بكافة صوره التجارية أو الاقتصادية أو حتى السياسية للمساهمة في إدارة مثل تلك الأعمال التي لم تعد تقف عند حدود حرية التعبير وإنما تعني إعادة صياغة الحياة وشخوصها ورسالتها .... إلخ، وما هي الصورة المأمولة والمرتجاه بالنسبة للتعاون والتنسيق العربي في مجال استخدام القنوات الفضائية العربية كدول وكمجتمعات كسلطات وكتكوينات مجتمعية مدنية في ظل الدولة القطرية إذا كانت الرسائل الرسمية لم تستطع أن تحرز نجاحاً كبيراً ومنافساًٍ في حقول الإنتاج الإعلامي العربي وهي متعددة والاحتياج إليها ماس على مستوى كل وسيلة داخل كل قطرٍ عربي.. أعتقد أن القطاع الخاص يمكن أن يلعب دوراً رائداً إذا حسنت النوايا وتسامت الأهداف واقتربت أكثر من ملامسة المصالح العليا لأمتنا العربية، قد يفهم من المعايير أنها تعني المنطلقات والأهداف والمبادئ كما تعني الضوابط والمحاذير وفي الاتجاه الأول تفهم بأنها البواعث المعنوية وفي الاتجاه الثاني تفهم بأنها القيود والأغلال على الحرية، تلك معضلة كبيرة نأمل أن نعالجها بالحكمة التي توازن بين منظومة القيم التي نؤمن بها وتحديات العولمة المتفاقمة.[c1]الأخ/ رئيس المجلسالإخوة/ الأعضــــــاء[/c] لا شك أن أمام كل مجلس من المجالس الوزارية المتخصصة للجامعة العربية جملة من الوثائق الرئيسة التي تم إقرارها والالتزام بتنفيذها بعد أن أخذت الجهد والوقت الكاملين في التفكير فيها إعداداً ومناقشةً وتصويباً حتى تم إنجازها، غير أنها بعد ذلك لا تلبث أن تتحول إلى حبر على ورق وتسكن الأدراج وعذراً من هذا التعبير القاسي، حيث لا نجد لها أثراً في التطبيق برغم الالتزام وصدق الإرادة، وذلك لعوامل عديدة قد يكون أهمها الانغماس عند عودتنا إلى أقطارنا في الهموم القطرية وفي مجريات العمل اليومي فضلاً عن الالتزامات الروتينية فيكون كل ذلك شاغلاً عن استعادة الذاكرة لتلكم الوثائق.والعامل الهام في نظرنا هو افتقاد المجالس الوزارية المتخصصة لآلياتٍ تتحمل مسئولية متابعة تنفيذ القرارات وتلكم الوثائق، وتلتزم أمامها بإعداد أوراق أو تقارير بشكل دوري حول مستوى العمل التنفيذي تحدد فيها نسب نتائج التطبيق في الميدان وعبر الرصد الموضوعي والدقيق لكل قنوات العمل المرتبطة بنا مثلاً في الوسائل الإعلامية القطرية وفي مجالات التعاون والتنسيق المختلفة.وهنا نريد التنبيه إلى وثيقتين بالغتي الأهمية نعتبرهما من الإنجازات النوعية والمتميزة لمجلس وزراء الإعلام العرب والاجتماعات المشتركة مع المجالس الأخرى وأقربها إلى مجلسنا مجلس وزراء الثقافة ومجلس وزراء الشباب وهما الاستراتيجية الإعلامية العربية والخطة القومية للتكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية في الوطن العربي التي أنجزت عبر جهد ثمين ورؤيةً مشتركةً لأساليب ووسائل وقنوات التكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية، غير أن محتويات الوثيقتين لم تجدا طريقاً للتطبيق والتفعيل حيث لا توجد معطيات مباشرة في العمل الإعلامي تشير إليهما والتفاعل مع موادهما بأية صورة من الصور وخاصة في برامج العمل المشتركة واللقاءات وورش النقاش والعمل ليكون لذلك كله النبض المطلوب في شرايين العمل الإعلامي العربي، والحياة الثقافية العربية عموماً وفي التصدي للحملة العدائية الشديدة ضد أمتنا العربية ومثلها وقيمها وشخصيتها الحضارية مما ركزت عليه بوضوح الوثيقتان.[c1]الأخ الرئيسالإخوة أعضاء المجلس[/c] لا شك بأن أمتنا العربية تواجه تحديات جمة فيما يتعلق بالانزياح الثقافي العولمي في مقابل انحسارٍ ثقافي عربي.. إننا نمتلك التراث والمآثر الحضارية والقيم ونمتلك الفكر والأدوات والوسائل العصرية؛ لكن العمل القومي الإعلامي والثقافي المشترك ما زال غائباً عن الساحة باستثناء معارض الكتب وبعض المهرجانات التي لا تغني من جوع ولا تشكل علامة نهوض، ويعتقد كل منا بأن الجهد الذي يبذل وهو في رؤيتنا جهد ممتاز وفيه إبداع واجتهاد على المستوى القطري يغني عن الجهد العام في الإطار القومي الذي نتطلع لأن يتوجه نحو تنمية الوعي العام بالأهداف التي تم ترسمها في وثيقة الخطة القومية للتكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية وفي الاستراتيجية الإعلامية العربية وميثاق العمل الإعلامي العربي فضلاً عن توفر وثائق أخرى متخصصة تهتم بحيزٍ معينٍ من النشاط الإعلامي في الحياة العصرية التي صارت مشتركة بيننا وبين الآخر وبخاصةً بين العربي والأوروبي.. هذا الأمر يسوق إلى الحديث عن إعلان قيام المؤسسة العربية للحوار الأوروبي العربي وغيرها ولكن ما الذي تم في الواقع؟ وما هي النتائج الملموسة في اتجاه تطبيق محتوى تلكم الوثائق؟..إننا جميعاً نتطلع من مجلسنا هذا أن يجعل من وثيقة الاستراتيجية الإعلامية العربية ووثيقة ميثاق العمل الإعلامي العربي ووثيقة الخطة القومية للتكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية في الوطن العربي عناوين دائمة في اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب وأن يترابط بهذا القرار قرار آخر نتخذه يلزم اللجنة الدائمة للإعلام العربي والإدارة العامة للإعلام في الجامعة العربية بأن تكونا الأداة التي تمارس التقييم والمتابعة للأعمال الميدانية القطرية أو المشتركة والقومية في كافة ميادين تحقيق الأهداف التي تم رسمها في تلكم الوثائق الأساسية الهامة إعلامياً وثقافياً.. إن الإغراق في القطرية نفيٌ للوجود العربي وحبس للذات القطرية عن حركة الحياة ولكنها لا يمكن أن تكون حاميةً من هجمة العولمة وتخلل ظواهرها وانزياح تأثيراتها إلى حياتنا وفي ظل واقعنا القطري وحالة التمزق بل والتشتت والاحتراب والاحتقان في حياتنا العربية بينما الكثير من الشعوب والأمم تحقق انتصاراتٍ في اتجاه تجاوز أحجامها الصغيرة وتكويناتها الصغيرة والسير في اتجاه التوحد في كياناتٍ كبيرة باستثناء أمتنا البائسة التي تمتلك كل العناصر والمقومات!!. ويبدو العمل الإعلامي العربي مدمناً وغير محسود للأسف الشديد يردد الأماني والطموحات والتطلعات نحو التضامن العربي ونحو الوحدة العربية والتنبؤ أو التبشير بقيام أشكالٍ من الاتحادات ويبقى ذلك في عداد الكلام حيث لا أثر لذلك في القاعدة الأساسية في المجالات الحيوية وأهمها الاقتصاد والتجارة وحتى في التكامل الثقافي، ومع ذلك نعتقد أننا لو وظفنا العمل الإعلامي العربي في اتجاه تحقيق أهداف الاستراتيجية الإعلامية العربية والخطة القومية للتكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية وميثاق العمل الإعلامي العربي لاستطعنا أن نقدم خدمات جليلة لأمتنا العربية، وحتماً خدمة الإيمان بالوحدة العربية وحدة الوجود والمصير ووحدة المصالح العليا حاضراً ومستقبلاً وتعزيزاً لحاجات الأمن القومي.. وبالتالي التركيز على إحياء مشاعر الاخوة والتعاون والترابط والتضامن بين أبناء أمتنا العربية، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلاّ إذا جعلنا من العملية الإعلامية ساحة إثمارٍ وبناء على الصعيد الداخلي وعملنا على تفعيل خطاب إعلامي موجه إلى الآخر يرد على الافتراءات ويقدم الصورة النقية والصحيحة عن أمتنا العربية ورسالتها الحضارية وشخصيتها الإنسانية، وفق الاستراتيجية العربية ومن خلال احترام حرية التعبير، واحترام معاني وواجبات الأخوة والالتزام بالصدق والموضوعية وفتح أبواب جديدة دائمة للحوار والمشاركة الجماهيرية الواسعة فيه. إن الإعلام كقوة مساعدة يبني جسوراً قويةً يمكن ارتقاؤها إلى النهضة المنشودة وتجاوز واقع التخلف المرير الموصول بالجهل والانغلاق والخوف والارتهان وبتوظيف القدرة الإبداعية الخلاقة في كافة الأشكال والألوان والأساليب يمكن للعملية الإعلامية أن تعطي ثمارها المرجوة بسهولة ويسر وبعمق وتأثيرٍ مباشر سواءً في تشكيل الوعي وتحقيق الاستنارة وتيسير المعرفة وتوصيل المعلومات أو في بناء الذات وتنمية القدرة وتفجير الطاقات والملكات وخلق واقع ظروفٍ أفضل لأمتنا العربية تكون فيها أقدر على الحركة الفاعلة ومحصنة في مواجهة التحديات بل ومهيأة لتحقيق منجزات وانتصارات متنامية في الطريق نحو المستقبل الأفضل..[c1] أشكركم على حسن استماعكم..والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته..[/c]