مصر تتضامن مع حكومة لبنان في مواجهة إسرائيل
العديسة (لبنان )14 أكتوبر/رويترز: وقع اشتباك نادر عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية واللبنانية أمس الثلاثاء قتل فيه أربعة لبنانيين وجندي إسرائيلي في أخطر أعمال عنف على الحدود منذ حرب عام 2006 .ولم يشارك حزب الله المدعوم من إيران وسوريا والذي خاض حربا مع إسرائيل قبل أربع سنوات في تبادل إطلاق النار. ولا يوجد مؤشر على استعدادات إسرائيلية مكثفة لعملية واسعة النطاق وهو مؤشر مبكر على أن الاشتباك قد يتحول إلى صراع أوسع.وقال مصدر أمني لبناني إن الأمر بدأ عندما أراد الإسرائيليون قطع شجرة داخل لبنان فأطلق الجيش اللبناني أعيرة نارية تحذيرية باتجاههم ورد الإسرائيليون بإطلاق قذائف المدفعية مضيفا أن تبادل إطلاق النيران توقف الا أن التوتر متزايد.وتراجعت قيمة الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار بسبب المخاوف المتعلقة بالحادث. وقال متعامل في بنك ديسكاونت الإسرائيلي “ يقول الجيش إن الأمر سيكون كبيرا.. وسيصعد الدولار غدا”.وحثت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) في لبنان الجانبين على ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” بعد واقعة الحدود.واندلاع حرب لبنانية جديدة قد يكون أكثر تدميرا من الحرب السابقة. ولدى حزب الله ترسانة تضم 40 ألف صاروخ وفقا للتقديرات الإسرائيلية. وهددت إسرائيل بمهاجمة البنية الأساسية اللبنانية في أي صراع جديد مع المقاتلين الشيعة.وندد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالانتهاكات الإسرائيلية. وقال مكتبه انه اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك لبحث سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي ضد الجيش اللبناني.وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها ستقدم شكوى في الأمم المتحدة بشأن الاشتباك متهمة بيروت بانتهاك قرار مجلس الأمن الصادر في عام 2006 الذي أنهى الحرب.وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان “ترى إسرائيل أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن هذا الحادث الخطير وتحذر من العواقب اذا استمرت الانتهاكات”.وقال الجيش الإسرائيلي أن قواته تعرضت لإطلاق نار أثناء القيام “بنشاط روتيني” داخل الأراضي الإسرائيلية بين جدار أمني إسرائيلي وخط للحدود رسمته الأمم المتحدة.وأطلقت طائرة هليكوبتر إسرائيلية صاروخين على موقع للجيش اللبناني بالقرب من قرية العديسة ودمرت ناقلة جند مدرعة. وقال مصدر أمني إن ثلاثة جنود لبنانيين وصحافيا لبنانيا قتلوا وأصيب خمسة أشخاص.وقال شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت نيرانها أيضا على القرية.وقال تلفزيون (المنار) التابع لحزب الله أن ضابطا إسرائيليا كبيرا قتل على الحدود. ولم يرد تعقيب فوري من الجيش الإسرائيلي.وهذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها كل من الجانبين لخسائر بشرية منذ حرب 2006 التي قتل فيها 1200 شخص معظمهم من المدنيين في لبنان بالإضافة إلى 158 إسرائيليا معظمهم من الجنود.بدأ ذلك الصراع بعد أن هاجم حزب الله دورية حدودية إسرائيلية وقتل ثمانية جنود وخطف اثنين آخرين اعيدت جثتاهما في وقت لاحق في مبادلة سجناء.وتتولى قوة قوامها 13 ألف جندي من قوات حفظ السلام حراسة جنوب لبنان بموجب قرار للأمم المتحدة تم تمديد تفويضه وأنهى الحرب في 14 أغسطس عام 2006 . وقالت قوات يونيفيل أنها تبحث ملابسات الاشتباك.وقع الحادث بعد يوم من إطلاق صواريخ تشتبه إسرائيل أن متشددين إسلاميين أطلقوها من مصر وسقطت في ميناء العقبة الاردني وقتلت رجلا.ونقل عن الرئيس اللبناني ميشال سليمان قوله إن هناك ضرورة لصد أي محاولة عدوان إسرائيلية أيا كانت الظروف. وحث على استخدام الدبلوماسية في التعامل مع الحادث الحدودي.من ناحية أخرى قالت مصر بعد اشتباك وقع أمس الثلاثاء بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود إنها تتضامن مع الحكومة اللبنانية. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الوزير أحمد أبو الغيط أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري “للاطلاع على تطورات الموقف... والتاكيد على تضامن مصر الكامل مع الحكومة اللبنانية في مواجهة الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية”. وأضاف البيان أن أبو الغيط شدد في تصريحات صحافية على ضرورة “ وقف الاشتباكات فورا وضبط النفس ومنع أي تدهور للموقف”.وتابع البيان أن أبو الغيط عبر عن ثقته بقدرة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان على لعب دورها في تهدئة الموقف واحتواء الاشتباكات ومنع تكرار الخروق الإسرائيلية في المستقبل. وقتل ثلاثة جنود لبنانيين وصحافي لبناني خلال الاشتباكات قرب قرية العديسة اللبنانية والتي ألقت إسرائيل بالمسؤولية عنها على حكومة لبنان.
عمال إنقاذ يحملون جنديا لبنانيا أصيب في القصف الإسرائيلي على بلدة العديسة
من ضحايا الأشتباك اللبناني الإسرائيلي