تحقيق وتصوير/ مصطفى ثابت شاهرعندما تقوم بزيارة إلى إحدى مناطق اليمن خصوصاً المكسوة تربتها بالاخضرار تتسرب النشوة والمتعة إلى كيانك ويتجدد نشاطك وتظل دوماً مشتاقاً لزيارتها مرات ومرات ففي زيارتنا إلى إحدى مديريات محافظة تعز أنا وزميلي الأخ حلمي محفوظ هذه المديرية التي تحتضنها عدد من الجبال وكأنها طفل بين ذراع أمه مكسو باللون الأخضر هذا أقل ما يقال عن مديرية "المعافر" هذه المديرية التي تغلب عليها أشجار المانجو والنخيل وكان لسقوط الأمطار الخفيفة شيء في النفس وكأنه يداعبنا ويدعونا إلى البقاء لفترة أطول ما أروع هذا المنظر الجميل..هذه المديرية التي تضم في صدرها أكثر من خمسة وعشرين قرية صغيرة منها قرى : الحمين - البيرين والملكة - النقيع والأعرود - الخرايب - الحجر - الدفن - العبلي - الشرف - المجارو - النشمة - المخدوش - المقدار وعدد من القرى الأخرى - يبلغ عدد سكانها أكثر من 80 ألف مواطن ومن أهم وديان مديرية المعافر وادي الملكة والبركاني والصافية والأخمور.مديرية المعافر يحدها من الشرق جبل صبر ومن الغرب المشاولة ومن الشمال جبل حبشي ومن الجنوب الصنة.. هذه المديرية تمتلك أرضاً خصبة وتختزن في جوفها كميات وفيرة من المياه، تشتهر بزراعة البصل والطماطم يوجد بها سوق الربوع حيث يأتي إليها الناس من كافة القرى المجاورة لشراء حاجياتهم - حيث يزدحم بالباعة وبضائعهم والمشترين ليجدوا فيه كل محتاجاتهم من مواشي وخضروات ومواد منزلية و تعتبر من أعرق الأسواق اليمنية ويزدحم بشكل غير عادي من الفجر حتى الظهيرة ويسمى سوق البيرين.
مديرية المعافر
[c1]* لماذا سميت بالمعافر وما هي أهميتها؟[/c]كانت اليمن مقسمة إلى دويلات مثل قتبان وريدان وحمير وغيرها من المدن اليمنية.والمعافر مرتبطة بالتاريخ القديم نسبة لحاكمها كان اسمه يعفر بن محمد آل الكرندي حتى انتهاء حكمه في القرن السادس الهجري.وهذه المنطقة كانت مركزاً للقوافل غرباً ومنفذاً للبحر الأحمر وشمالاً جياء حتى باقي المدن اليمنية الأخرى.إلا أن الدولة لم تكن غائبة حيث قامت ببناء المدارس والمستوصفات ومد خط الكهرباء إلا أنها سوف تقوم بالقريب العاجل بسفلتة أكثر من ثلاثين كيلو متراً من منطقة البيرين حتى المشاولة السفلى ولم نكتف بهذه الزيارة إلى مديرية المعافر بل قمنا بزيارة إلى مديرية يغرس حيث يوجد مسجد وضريح العلامة أحمد بن علوان وكان خير دليلنا الشيخ أحمد عفيف الشريف الذي رافقنا والذي أعطانا شرح كاملاًعن مديرية المعافر وعن مسجد وضريح العلامة أحمد بن علوان. وكان مرافقنا طول الزيارة.
مسجد ابن علوان
[c1]مسجد وضريح العلامة أحمد بن علوان[/c]هذا العلامة والشيخ الجليل ولد يوم السبت من شهر صفر سنة 537هـ وتوفي سنة 654هـ أي بعمر 117 سنة وكان قبره دون بناء عليه حتى جاء مولانا عامر بن عبدالوهاب بن داؤود بن طاهر سنة 920هـ وقام ببناء المسجد حيث يوجد ضريح أحمد بن علوان بداخله.جذب انتباهنا عند دخولنا المسجد نفق مبني على شكل عقود بطول 30 متراً تقريباً وعند مرورك به تشعر بروحانية للمكان غير مألوفة خلافاً دخولك أي مسجد آخر وهذا ما شعرت به وعند دخولنا من الباب لاحظنا مسبحاً صغير يسبحون فيه الأطفال وقبتين كبيرتين وقبة متوسطة وعدد من القباب الصغيرة حيث اقتربنا من بوابة الضريح فهو مزخرف بالشكل القديم ولاحظت على إحدى البوابات (400 هذو الحجة). وكما عرفت بأن المسجد يضم مدرسة لتعليم الدين ومسكناً للزائرين وكان يوجد أيضاً حمام ساخن قد اهمل ولم يستفد منه ويحصل المسجد على المياه من أعلى الجبل في القرية حيث توجد ساقية بطول 2 كلم تقريباً، بنيت هذه الساقية بشكل جميل على شكل عقود كبيرة بارتفاع ثلاثة أقدام تمر من فوق هذه العقود ساقية مغلقة متصلة مع بعضها حتى تصل إلى المسجد مروراً ببركة يستفيد منها الأهالي على مدار السنة.
الشيخ / أحمد عفيف
وكما يقال أن الشيخ/ أحمد بن علوان كان يقف ضد الظلم.وأشتهر أحمد بن علوان بعلمه في الفقه والمعرفة وله عدة مؤلفات منها كتاب التوحيد الأعظم والفتوح الثاني والمهرجان والكبريت الأحمر والبحر المشكل.. وله العديد من المؤلفات التي لم تطبع حتى الآن.مسجد الشيخ أحمد بن علوان مزار يومي ومعلم سياحي ومدرسة للتعليم.. يأتون إليه من كافة المدن اليمنية حيث يتجمعون فيه مرتين في السنة 15 رجب و 15 شعبان ،ويحضر في هذه الأيام جمع كبيرة يمارسون الطقوس الدينية والتذكار والعبادة وأيضاً الإبداع في الشعر ومدح الشعر ومدح الرسول وغيرها من القصائد ويجد السائل حاجته الفقهية والمعرفية ويتآلف الناس فيما بينهم ويمحون الأحقاد.[c1]الشجرة العملاقة [/c]هذا العنوان فعلاً ينطبق على هذه الشجرة التي سميت "شجرة الغريب" والتي تقع في قرية السمسرة دبع.. عمرها 2400 سنة أي قبل ميلاد المسيح عيسى بـ (394) سنة قطر جذعها 25 متراً.. لها أذرع سميكة كالأخطبوط.
شجرة الغريب
عندما تلف حولها كأنك تلف حول غرفة وعندما تشاهدها عن قرب لا تصدق عينيك من سمكها.. بينما يوجد حولها حديقة يأتي إليها الزوار من كافة أرجاء اليمن وأيضاً مزار الزوار الأجانب وجميعهم يندهشون من عمرها وسماكة جذعها الكبير حيث كرمها الشاعر السوري "سليمان العيسى" بقصيدة.. وكما يقال إن هذه الشجرة نوعاً من أنواع العلاج.