مازالت قضية شبابنا في الانحراف الأخلاقي تفرض نفسها على الساحة الاجتماعية، وما زال كثير من التساؤلات حتى الآن بدون إجابة عن الأسباب الحقيقية وراء حالة التسيب الأخلاقي المتفشية في المجتمعات العربية. الذي يبحث عن ظاهرة الشباب سيعثر على أشياء كثيرة وظواهر متعددة في عصر الطفرة الإعلامية التي أغرقتنا بحضارات لم نمهد أنفسنا لها ،حضارات جاءت إلينا وكانت نفوس الشباب مخلخلة وأفكارهم مشتتة ،ولم يستقروا بعد على أسس حضارية واثقة أو أسس علمية تتحمل هذا الواقع العولمي . فبعض الشباب والفتيات أصبحوا في متاهة من أمرهم. وبدأا لشباب ينخرط في تيار تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة ومن المؤسف أنه أصبح شيئا طبيعياً أن يتعاطى الشباب المخدرات في كثير من الأماكن أمام أعين الناس ولم يعد هناك شيء من الحياء أو الخوف تجاه ارتكاب الأخطاء وسادت حالة من اللامبالاة بين هؤلاء الشباب ،والقضية أن معظم الشباب في غيبوبة ولا يملكون من مقومات الحياة إلا التنفس أما الفكر والمنطق فلا أظن أن عاقلاً واحداً يمكن أن يلمس لهما أثراً أو وجوداً ، فلم يعد يفكر في أشياء ذات قيمة وأصبحت اهتماماته سطحية ووهمية كالهزائم الكروية والفتيات لم يعدن يفكرن في الخروج عن دائرة أخر صيحات الموضة والنميمة التي لا تنتهي ، فهذا هو تفكير معظم الشباب بالرغم من المشاكل والأزمات التي تحيط بالمجتمع وبالعالم كله وكأنهم في عالم أخر غير الذي نعيش فيه ،رغم كل ذلك يجب أن نعي أن الأمل معقود على الشباب في قيادة الأمة ولذلك يجب تأهيلهم للقيام بهذا الدور بأعداد البرامج الصالحة واللازمة لهذا الهدف وعلى الدول الواعية أن تبذل كل جهودها لإعداد الشباب وتوجهيهم ا لتوجيه السليم بدنياً وعقلياً وروحياً حتى ينشأ جيل سوي يكون قادراً على تحمل أعباء قيادة أمته والنهوض بها على أنه من الضروري أيجاد وسيلة للتعاون بين البيت والمدرسة منذ البداية لترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأطفال لتكبر معهم وتنمو فيجب إعادة النظر في مناهج وأساليب التربية الدينية في المدارس منذ الصغر فهذه التربية تطبق حالياً بطريقة شكلية لا روح فيها ولا حياة الأمر الذي يجعلها غير قادرة على أن تنمي عقيدة أو تهذب خلقاً .[c1]عبدالحكيم علي عبد الرحمن [/c]
شبابنا والانحراف الأخلاقي
أخبار متعلقة