نيودلهي / 14 أكتوبر / رويترز :طالبت الهند باكستان يوم أمس الثلاثاء بتسليم نحو 20 هاربا من مواطني باكستان يتصدرون قوائم المطلوبين في الهند كعلامة على حسن النوايا في الوقت الذي سعى فيه الجانبان إلى تهدئة التوترات بسبب هجمات مومباي قبل زيارة مرتقبة لوزيرة الخارجية الأمريكية. وقال وزير الخارجية الهندي إن بلاده لا تفكر في عمل عسكري لكنه حذر في وقت لاحق من أن عملية السلام بين الدولتين التي بدأت في عام 2004 مهددة إذا لم تتخذ باكستان إجراءات حاسمة. وعرض نظيره الباكستاني إجراء تحقيق مشترك للعثور على المتشددين المسؤولين عن الهجمات التي استمرت ثلاثة أيام وأسفرت عن سقوط 183 قتيلا في العاصمة المالية الهندية مومباي الأسبوع الماضي. وأثارت الاتهامات الهندية لباكستان بأنها سمحت لمتشددين بشن هجمات جديدة انطلاقا من أراضيها توترات قائمة منذ فترة طويلة وهددت بالتراجع عن تحسين العلاقات بين الخصمين النوويين. وقال وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي للصحفيين إن الهند جددت مطلبها الخاص بتسليم نحو 20 هاربا تعتقد أنهم في باكستان من خلال مذكرة احتجاج جرى تسليمها لشهيد مالك سفير باكستان لدى نيودلهي أمس الأول الاثنين. وقال مسؤولون إن المطلوبين بينهم داود إبراهيم زعيم عصابة للجريمة المنظمة في مومباي ومولانا مسعود أزهر وهو رجل دين مسلم باكستاني أفرج عنه من السجن في الهند مقابل إطلاق سراح ركاب طائرة مخطوفة. وقال مخيرجي أيضا لتلفزيون (إن دي تي في) إن الهند لا تدرس اتخاذ إجراء عسكري ولكنها تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات لحماية سلامة أراضيها. وتابع قائلا «ليس في نيتنا عدم المضي في عملية السلام.. إذا لم يتصد الجانب الآخر لهذه الحوادث بالإجراءات الكافية فسيصبح من الصعب المضي في العمل كالمعتاد بما في ذلك العمل في إطار عملية السلام».ومن المقرر أن تصل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى الهند اليوم الأربعاء في مسعى لتهدئة التوترات بعد هجمات مومباي والتي قد تهدد جهدا تقوده الولايات المتحدة لمحاربة المتشددين على طول الحدود الهندية الباكستانية. وقال شاه محمود قريشي وزير خارجية باكستان في كلمة أذاعها التلفزيون إن بلاده تريد علاقاته ترغب في تحسين العلاقات مع الهند وإن هذا ليس هو الوقت المناسب «لإلقاء اللوم والتوبيخ والإشارة بأصابع الاتهام». وتابع قائلا «عرضت حكومة باكستان على الهند آلية تحقيق مشترك وتشكيل لجنة مشتركة. نحن مستعدون للخوض بشكل مشترك في عمق هذه القضية ونحن مستعدون لتشكيل فريق يمكنه مساعدتكم (الهند)». ولم يشر قريشي إلى طلب الهند تسليم المطلوبين إلا أن وزيرة الإعلام الباكستانية شيري رحمن صرحت للصحفيين في إسلام «يجب أن ننظر فيه (الطلب) بشكل رسمي بمجرد أن نتسلمه وسنصوغ ردا.» ويتردد أن داود إبراهيم الذي يتصدر قائمة المطلوبين في الهند في باكستان ويقول خبراء الأمن إن للرجل الذي يتزعم الجريمة المنظمة له صلات بمتشددين وإن الهند تطالب به لصلته بتفجيرات في مومباي وقت في عام 1993 قتل فيها 250 شخصا على الأقل. وقال حسن غفور قائد شرطة مومباي امس الثلاثاء إن منفذي هجمات مومباي الأخيرة تدربوا لمدة عام أو أكثر على تكتيكات قوات العمليات الخاصة. وقال غفور في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ الهجمات «لم تحدث أي اعتقالات إلى الآن عدا الإرهابي الذي اعتقلناه نستجوب العديد من المشتبه بهم.» وقال غفور إن عزام عامر المسلح الوحيد من المهاجمين العشرة الذي لم تقتله قوات الكوماندوس الهندية قال لمحققين إنه باكستاني من إقليم البنجاب. ورفض غفور التعليق على جنسيات المتشددين التسعة الآخرين الذين قتلوا. وقال محققون إن ضابطا سابقا بالجيش الباكستاني قاد التدريب الذي نظمته جماعة عسكر طيبة تتحمل مسؤولية الهجوم الذي وقع على البرلمان الهندي في عام 2001. ويتردد أن داود كان أحد الداعمين ماليا للهجوم. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته «هناك كثير من الأسباب التي تدعو للتفكير في أنها جماعة... موجودة على الأراضي الباكستانية».كما أحدثت هجمات مومباي هزة في التحالف الحاكم بزعامة حزب المؤتمر. واستقال وزير الداخلية كما قدم ساسة كبار آخرون في الحزب استقالاتهم. ويقول محللون إنه يتعين على رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي سيخوض انتخابات في مايو أيار أن يسير على خط دقيق كي لا يقوض الاستقرار الإقليمي بينما عليه أن يتحرك بقوة كافية كي يتصدى لاتهامات المعارضة بأن حزب المؤتمر ضعيف فيما يتعلق بالأمن. وعبر كثير من الهنود عن غضبهم من الأخطاء الواضحة لجهاز المخابرات ومن بطء رد فعل الأمن على الهجمات على اثنين من أكبر الفنادق الفاخرة في مومباي وعلى معالم أخرى في المدينة التي يعيش فيها 18 مليون نسمة. وعادت الحياة في المدينة للعمل بشكل عاد لليوم الثاني منذ الهجمات.