وزراء الخارجية العرب يعقدون اليوم مباحثات طارئة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يدعوان إلى وقف عاجل للعنف
القاهرة/14اكتوبر/ رويترز:قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس السبت إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة اليوم الأحد لاتخاذ موقف موحد تجاه غارات إسرائيلية قتلت نحو 205 أشخاص في غزة ودعا قادة عرب لعقد قمة طارئة.وأوضح موسى للصحفيين أن ليبيا - الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس الأمن - ستسعى في الوقت نفسه إلى عقد اجتماع عاجل للمجلس.وأضاف موسى أنه كان يجرى مباحثات لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين يوم السبت تمهيدا لاجتماع آخر لكنه بعد أن جاءه طلب من الأردن بصفة عاجلة “تقرر عقد اجتماع وزراء الخارجية لبحث الموقف في غزة والعدوان الخطير هناك وتجرى مشاورات الآن لعقد هذا الاجتماع.”وتابع أنه اجتماع فوري واستثنائي لوزراء الخارجية العرب سيعقد يوم الأحد بطلب الأردن.وقال إن هجوم يوم السبت ما هو إلا بداية.وقال “إذن نحن أمام مشهد مستمر خطط له بعناية ودقة ولذلك يجب أن نتوقع كثرة في عدد الضحايا. نحن أمام مأساة إنسانية كبرى.”وأضاف أن الاجتماع سيتخذ موقفا عربيا مشتركا إزاء ما يحدث ويتفق في نفس الوقت على الخطوات التي ستتخذ.
لكن وزير الإعلام العماني حمد بن محمد الراشدي قال لـ(رويترز) في مسقط إن اجتماعا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي - السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين - سيعقد كما كان مقررا الأحد. وأضاف أن وزراء الخارجية يمكنهم أن يرسلوا إلى القاهرة نوابهم أو سفراء.وأدان بيان منفصل صدر عن الجامعة العربية الهجمات الإسرائيلية وقال إن الأردن ومصر يريدان أن يدعو وزراء الخارجية إلى إنهاء “المذابح التي ترتكبها إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني في غزة.ودعت سوريا لعقد مؤتمر قمة عربي عاجل لمناقشة الأزمة.وقالت وكالة الأنباء العربية السورية ان الرئيس بشار الأسد يجري اتصالات مع القادة العرب حول إمكانية عقد قمة عربية لمناقشة ما وصفه مصدر رسمي سوري بأنه جريمة بشعة.وقالت الوكالة إن الأسد الذي استضافت بلاده مؤتمر القمة العربي أوائل العام الحالي اتصل بقادة قطر وليبيا والسودان واليمن لمناقشة الغارات الإسرائيلية على غزة.وقال المصدر ان سوريا تدعو القادة العرب لعقد مؤتمر قمة عربي طارئ لمناقشة الموقف الخطير في غزة.وقالت الجامعة العربية إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اقترح بدوره عقد قمة عربية بعد اجتماع وزراء الخارجية.وأدان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الهجوم واصفا إياه بأنه عدوان وحشي ودعا لعقد مؤتمر قمة عربي طارئ لمناقشته بحسب قول وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.وأدان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة “المجازر الأخيرة” التي ترتكبها إسرائيل في غزة وناشد في بيان الأمم المتحدة وأمينها العام اتخاذ إجراءات سريعة لإنهاء الهجمات الإسرائيلية.تعهد زعيم حكومة حماس الإسلامية في قطاع غزة في رسالة للفلسطينيين يوم السبت بأن غزة لن تستسلم لإسرائيل أيا كانت القوة التي تستخدمها ضد القطاع.من جانبه قال اسماعيل هنية في رسالة للشعب الفلسطيني عبر موقع مؤيد لحماس بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي قتلت 205 في غزة إن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم ولن يرفعوا الرايات البيضاء ولن يركعوا إلا لله.وأضاف إن الدماء في كل مكان وان الجرحى “والشهداء” في كل منزل وفي كل شارع. وقال إن غزة يوم السبت يزينها الدم وانه يمكن أن يسقط المزيد من “ الشهداء” والجرحى لكن غزة لن تنكسر أبدا ولن تستسلم أبدا.اسرائيل تقتل 205 في هجوم جوي على غزةوقد قصفت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر قتالية إسرائيلية قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) أمس السبت ما أسفر عن سقوط 205 قتلى على الأقل في واحد من أكثر الأيام دموية على مدى 60 عاما من الصراع مع الفلسطينيين.ورد النشطاء الفلسطينيون الذين شنوا عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل منذ انتهاء هدنة قبل نحو أسبوع بإطلاق المزيد من الصواريخ ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.وقال كلا الجانبين إنهما مستعدان لشن هجمات أوسع ما يهدد بإغراق المنطقة في أزمة قد تخرج المحادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية عن مسارها.وتصاعد دخان أسود في سماء مدينة غزة حيث كان المصابون والقتلى ملقون على الأرض بعد أن دمرت الضربات الجوية الإسرائيلية أكثر من 40 مجمعا أمنيا بما في ذلك مجمعان كانت حماس تقيم بهما حفل تخرج لمجندين جدد.وفي حفل تخرج المجندين الجدد الرئيسي بمدينة غزة أوضحت تغطية تلفزيونية كومة من جثث المجندين الذين يرتدون الزي الرسمي بينما كان المصابون يصرخون في ألم. وكان بعض عمال الإنقاذ يضربون رؤوساهم ويصيحون “الله اكبر”. ورقد رجل مُصاب بجراح بليغة يتلو في هدوء آيات من القرآن.وقال مسؤولو صحة ان أكثر من 700 فلسطيني أُصيبوا.وقال الجيش الإسرائيلي انه استهدف “البنية الإرهابية” بعد أيام من الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل التي سببت بعض الدمار لكنها أوقعت القليل من الإصابات البشرية. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن من الممكن استهداف زعماء حماس.وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك “هناك وقت للهدوء ووقت للقتال وحان الآن وقت القتال.”وزادت الهجمات الصاروخية من الضغط على الزعماء السياسيين الإسرائيليين للتحرك مع اقتراب انتخابات العاشر من فبراير شباط.ولم يحدد الجيش إطارا زمنيا لكن رئيس بلدية عسقلان وهي مدينة تطل على البحر المتوسط وتقع في مرمى صواريخ جراد التي تطلقها حماس قال إن المخططين العسكريين أبلغوه أن العملية ستستمر “أكثر من أسبوع”.ودعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني وهي مرشحة بارزة لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية القادمة الى دعم دولي ضد “منظمة إسلامية متطرفة... تدعمها إيران.”وفيما يتفق مع خط الدولة اليهودية بدا أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي تمضي أسابيعها الأخيرة في السلطة تلقي المسؤولية على حماس في منع مزيد من التصعيد.وقال المتحدث جوردون جوندرو في بيان “الهجمات الصاروخية المستمرة لحماس على إسرائيل يجب أن تتوقف حتى ينتهي العنف.” وحث البيان إسرائيل أيضا على تجنب الخسائر البشرية المدنية لكنه لم يصل إلى حد الدعوة الى انهاء الضربات الجوية الاسرائيلية.وعلى النقيض دعا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى وقف عاجل لكل العنف.وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الضربات الجوية الإسرائيلية ووصفها بأنها إجرامية ودعا المجتمع الدولي الى التدخل.وقالت مصر انها ستواصل محاولة استعادة الهدنة بين اسرائيل وغزة.وهددت حركة حماس بفتح ابواب “الجحيم” للانتقام للقتلى بما في ذلك احتمال شن هجمات انتحارية داخل اسرائيل.وقالت حماس ان 100 فرد على الاقل من قواتها الامنية قتلوا بما فيهم قائد الشرطة توفيق جبر ورئيس وحدة الامن والحماية التابعة لحماس الى جانب 15 امرأة على الاقل وبعض الاطفال.وضاقت المشارح في انحاء قطاع غزة عن استيعاب الجثث.وقالت الحركة الاسلامية التي تقاطعها القوى الغربية بسبب رفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل ان كل مجمعاتها الامنية في قطاع غزة دمرت او لحق بها ضرر بالغ.وحذرت جماعات المساعدة من ان العملية الاسرائيلية يمكن ان تثير أزمة انسانية في القطاع الساحلي الفقير الذي يسكنه 1.5 مليون فلسطيني يعتمد نصفهم على المساعدة الغذائية.وقالت مستشفيات غزة ان ما لديها من الامدادات الطبية ينفد بسبب الحصار الذي تقوده اسرائيل ما يزيد من امكانية ارتفاع عدد القتلى.وخرج فلسطينيون في مظاهرات احتجاجاً في القدس الشرقية ورام الله والخليل ما ادى لمصادمات مع الجيش الاسرائيلي.وقال المحلل العسكري الاسرائيلي رون بن يشاي ان الضربات “علاج بالصدمة... يهدف الى ضمان وقف طويل الأجل لاطلاق النار بين حماس واسرائيل بناء على شروط مواتية بالنسبة لاسرائيل.”ودمرت الطائرات الاسرائيلية المجمع الرئاسي في غزة والذي استولت عليه حماس في يونيو حزيران 2007 من قوات حركة فتح العلمانية التي يتزعمها عباس بعد قتال فصائلي قصير.وافاد شهود عيان أيضا بقصف اسرائيلي عنيف على امتداد حدود غزة مع مصر. ويستخدم الفلسطينيون مئات الانفاق تحت الحدود لنقل كل شيء بداية من السلع حتى الاسلحة ما يجعلها على رأس الاهداف الاسرائيلية.وجاءت الضربات الجوية في أعقاب قرار لمجلس الوزراء الاسرائيلي الامني المصغر بتوسيع الهجمات للرد على اطلاق نشطاء فلسطينيين صواريخ عبر الحدود في أعقاب انهيار تهدئة استمرت ستة شهور بين اسرائيل وغزة كانت مصر توسطت فيها.وكان هجوم استمر خمسة أيام في مارس اذار قتل أكثر من 120 شخصا ولكن عدد القتلى في الضربات الجوية اليوم السبت قد يكون الاعلى بالنسبة للفلسطينيين منذ انتفاضتهم في الثمانينات.وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت حماس مطالبا اياها بوقف اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل.وقال لقناة (العربية) التلفزيونية الفضائية “لن أتردد في استخدام قوة اسرائيل في ضرب حماس وحركة الجهاد الاٍسلامي.”