طور أطباء بريطانيون طريقة جديدة وسريعة تعيد حاسة السمع للأطفال الذين يعانون من الصمم التام بإجراء عملية جراحية بسيطة. فقد تمكن فريق من الأطباء في مركز كوينز الطبي في مدينة نوتنجهام في شمال بريطانيا من تطوير طريقة جديدة لزرع جهاز خاص مصنوع من مادتي السليكون والتيتانيوم المرنتين في منطقة حلزون الأذن العاطلة بإجراء عملية جراحية يطلق عليها عملية الثقب.وأدخل الأطباء الجهاز عن طريق قطع حز في الجلد طوله ثلاثة سنتيمترات خلف الأذن لا يترك أثرا على جلد المريض ويقلل إلى درجة كبيرة من مخاطر العدوى التي تحصل أحيانا بعد العمليات الجراحية. وكان هذا النوع من العمليات يجري في السابق بعمل قطع كبير في جمجمة المريض يترك أثرا واضحا للعيان وجرحا يستغرق التئامه وقتاً طويلاً.وكانت الطفلة البريطانية آليس هاردي، البالغة من العمر سنتين ونصف، أول شخص يعالج بهذه الطريقة بعد أن كانت تعاني من الصمم الشديد. وتقول والدة الطفلة إن إبنتها حققت تقدما كبيرا منذ خضوعها للعملية، واصبح في استطاعتها الآن سماع كل شيء حتى رنين الهاتف. وعبرت عن سعادتها ودهشتها من أن آليس عادت بعد عملية استغرقت خمس ساعات للبيت، دون وجود آثار جروح أو خدوش على جلدها، ولم تبق آليس في المستشفى سوى ليلة واحدة.يذكر أن حلزون الأذن يقوم بتحويل الإشارات الصوتية إلى إشارات كهربائية يستطيع الدماغ فهمها. ويحتوي الجهاز المزروع على أقطاب كهربائية تتيح للدماغ فهم الأصوات دون الحاجة إلى مرورها على مناطق عاطلة عن العمل في الأذن. وقد طور البروفسور جيري او دونوهيو الطريقة الجراحية الجديدة التي يقول عنها إنها تعيد إلى الأطفال حاسة السمع دون اللجوء إلى الطريقة القديمة التي تترك آثارا جسدية ونفسية كبيرة عند الاطفال.وقال إن التكنولوجيا الحديثة تتيح لنا الآن إجراء عمليات جراحية على الأطفال الصغار جدا. وجدير بالإشارة أنه يوجد في بريطانيا نحو ثلاثة وعشرين ألف شخص يعانون من الصمم، ويخضع نحو أربعين ألف من الأطفال والكبار لعملية زرع حلزون الأذن سنويا في شتى ارجاء العالم.
التطور الطبي في علاج صمم الأطفال
أخبار متعلقة