(سالوجا وغزال)
على بعد 1300 كيلومتر جنوباً من القاهرة تستقبلك أصغر المحميات الطبيعية في مصر على الإطلاق، بمناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تجمع محمية “سالوجا وغزال” على مساحتها التي تبلغ نصف كيلومتر مربع فقط بين الغطاء النباتي والمسطح المائي، وتحوي 94 نوعاً نادراً من النباتات الطبية والعطرية، وأكثر من 60 نوعاً من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض على المستوى الدولي.تقع محمية “سالوجا وغزال” في محافظة أسوان وبالتحديد عند الشلال الأول وتتكون من مجموعة من الجزر الموجودة في نهر النيل وأشهر هذه الجزر جزيرتا سالوجا وغزال، وقد أخذت المحمية مسماها منهما، وتقع جزر أسبونارتي وأمون والحديقة النباتية بأسوان شمال منطقة المحمية أما جزيرة سهيل فتقع في الجبهة الجنوبية منها .وأعلنت المنطقة محمية طبيعية بقرار من قبل رئيس مجلس وزراء مصر عام 1986أي منذ 24 عاماً وضمها إلى المحميات الطبيعية في جنوب مصر، وكان الهدف من تحويلها إلى محمية طبيعية الحفاظ على التنوع البيولوجي للحيوانات والنباتات والثدييات المهددة بالانقراض، حيث يوجد بالمحمية 94 نوعا نادرا من النباتات الطبية والعطرية، و60 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة المهدد بعضها بالانقراض . تعد سيارات الدفع الرباعي هي الطريقة الوحيدة للتنقل داخل المحمية، وذلك بعد قطع المسافة من أسوان إلى المحمية بطول 180 كيلومترا عن طريق أحد المراكب النيلية، ويذكر أنه بعد الحصول على تصريح خاص من جهاز حرس الحدود بأسوان، سمح للمصريين والأجانب بزيارة المحمية في أي وقت من العام.وعن أصل تسمية المحمية بهذا الاسم، قال المهندس محمود حسيب، مدير المحميات بأسوان: كلمة سالوجا تعني “الشلال” في اللغة النوبية، وغزال تشير إلى انتشار نوع من الغزلان في المنطقة في فترة زمنية سابقة، وقد سميت المحمية بنفس مسمى جزيرة “ سالوجا وغزال” إحدى الجزر الموجودة في نهر النيل.وأكد المهندس حسيب تنوع الكائنات الحيوانية والنباتية في المحمية رغم صغر حجم مساحتها ووجودها في وسط النيل، حيث تمثل أحد المزارات السياحية التي يقبل عليها الأجانب لمشاهدة الحيوانات والنباتات النادرة والتمتع بالمناظر الطبيعية، وتتميز الجزيرة بنسبة زيارات عالية من الأجانب والمصريين في الصيف والشتاء.ومن أشهر الحيوانات الموجودة في المحمية “الثعلب الأحمر” ، على الرغم من كونه لا يعيش أساسا في جزر المحمية ولكنه يعيش في الضفة الغربية للنيل، ويعبر النهر سباحة ليبني جحراً على جزر المحمية.وقد أتاحت الظروف الطبيعية المتميزة لهذه الجزيرة فرصاً لحياة الطيور المقيمة والمهاجرة وقد تم حصر أكثر من 60 نوعاً من بينها الطيور النادرة والمهددة بالانقراض على المستوى الدولي، ومن الطيور النادرة “أبو منجل الأسود” الذي اتخذ رمزاً للمحمية ومن الطيور المهددة بالانقراض “العقرب النسري ودجاجة الماء الأرغوانية، وطائر الواق، والإوز المصري، والهدهد، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل وغيرها”، كما يعيش بها عدد من الطيور المقيمة مثل: الحباري، والصقور، والحجل، والرخمة، والعقاب، والبط، والنعام، بالإضافة إلى بعض أنواع من الزواحف مثل: الحيات والعقارب، كما تتميز بعدد كبير من اللافقاريات التي يعيش معظمها تحت الشجيرات مثل: النمل والخنافس التي لها دور مهم في التوازن البيئي وخصوبة التربة، بالإضافة إلى 15 نوعاً من الثدييات، مثل: الجمال والماعز والحمار البري والغزلان والضباع.