كل أحد
* شيء عجيب ومحير، حتى على مستوى (النوايا الحسنة) ليس هناك شخصية واحدة من اليمن نالت هذا اللقب الشرفي والرمزي من إحدى المنظمات الدولية أو الإقليمية كــ (سفير للنوايا الحسنة) ؟! وأدع الباب مفتوحاً للتصحيح أو الإفادة عن استثناء غاب عني. * إن ذهاب هذه الألقاب والتشريفات لشخصيات فنية وأسماء أو ممثلين من أقطار عربية بعينها - وفي المقدمة مصر وسوريا ولبنان - يشير إلى رواج الثقافة الفنية والصناعة الإعلامية المواكبة لها في هذه البلدان ، ما يجعل من الممثلين محط أنظار واهتمام المنظمات الإنسانية والدولية ومنظمات الإغاثة العاملة في المجال التنموي والإنساني. * على اعتبار أن هؤلاء يحظون بقابلية ورواج إيجابي أكثر من غيرهم لدى جمهور المتلقين والرأي العام في البلدان المستهدفة أو التي تتناولها أنشطة وبرامج تلك المنظمات والجهات المعنية بالوصول إلى المواطنين العاديين، وتحسين ، أو تغيير عاداتهم وسلوكياتهم تجاه قضايا معيشية وثقافية وإنسانية عدة. * لعله تمثيل رمزي وشرفي بالمقام الأول ولكنه أيضاً تشريف أكيد ، فضلاً عن كونه تكليف يستند إلى محددات شخصية وموضوعية، وإسناد اعتباري لمهام وواجبات تعمل في صلب التواصل الحي والحيوي، بين مستويات العمل المؤسسي المدني والدولي.. والمجتمعات الرسمية والمحلية في بلدان الإقليم الجغرافي المستهدف - الشرق الأوسط ، مثلاً، أو العالم العربي، أو المنطقة الإسلامية - وبين منظمات وجماعات مدنية وأهلية محلية.. الأهداف إنسانية وتوعوية وتحريضية تهدف لإشاعة روح المبادرة، والإيجابية المنتجة في هذه القطاعات والخدمات. * على أن اختيار سفير للنوايا الحسنة لدى المنظمات والجهات المذكورة ، يعمد إلى الانتقاء من بين الوسط الفني والثقافي بالدرجة الأولى (عادل إمام ، دريد لحام ، أحمد بدير ، صفية العمري ، حنان ترك .. وآخرين) وليس من الوسط السياسي أو الاقتصادي أو الأكاديمي - فالأمر لصيق بالرسالة والغاية التي تتوخاها المنظمات من هذه الآلية. * حيث الأولوية معطاة، ودائماً ، للأشخاص القريبين من ذهن وذاكرة الجمهور، والخبرة اليومية لدى هؤلاء حول الشخصيات الحاضرة في واجهة الإعلام والدراما المتلفزة .. والأغنية القريبة من ذائقة واهتمام الجمهور والغالبية من السكان. ها هنا تبرز أهمية المناشط الفنية والأعمال الأخرى المقترنة بها كما يذكرنا بالرسالة التي يمكن إسنادها أو تحميلها في قوالب فنية ودرامية وأدبية للوصول إلى العقل الشعبي والجماهيري، والترويج للمفاهيم والقيم الإيجابية والتنموية عبر هذه الوسائل والممكنات الحضارية المدهشة. * في حقيقة الأمر، فإن إسناد لقب سفير النوايا الحسنة من منظمات دولية مختلفة - لعدد واسع من الفنانين في مصر وسوريا ولبنان ينطوي على تقدير أكيد وضمني للنهضة الفنية والأدبية والثقافية في البلدان المعنية، ويصل الأمر لدى الممثلة الملتزمة (حنان ترك) ، والتي زارت بلادنا مؤخراً للمشاركة في حملة جمع التبرعات لصالح مرضى السرطان، إلى كونها سفيرة للنوايا الحسنة لدى (منظمة الإغاثة الإسلامية) ، ما يعني أن التقليد انتقل من المستوى الدولي إلى المستويات الإقليمية والكيانات أو التجمعات النوعية والخاصة نوعاً ما .* لم يعد الفن مجرد تمثيل وغناء وتسلية فقط ، والذين يحاربون الفضاءات الإنسانية الرحبة ، غير واعين تماماً لرسالية وإنسانية الفن والفنان ، ويحرمون أنفسهم وجماعاتهم الخاصة من امتيازات حقيقية لا يحصلون عليها من مجالات أخرى، أولاً يشبعون الحاجة الداخلية والضرورية إليها بالاعتماد على قوالب مختلفة ومحاكاة تماثلية للمنتوج الفني بزعم كونه ( البديل المشروع، أو (الحلال) المباح ، عن القوالب الأولى! وهي بدائل تدمر الفن والذائقة!! * حتى نتنبه إلى أهمية إحداث النهضة الغائبة حتى الآن في الحياة الفنية والأدبية ، وإنتاج أو تقديم نماذج متماسكة ومنتج فني وثقافي جيد، ورائج، ومفهوم، ورسالي .. سوف نظل نستقبل الآخرين من الجوار العربي الأقرب والأبعد.. باعتبارهم سفراء نوايا حسنة نحتفي بهم ونتسابق لالتقاط الصور التذكارية معهم كما حدث ويحدث مع (عادل إمام) و(حنان ترك) حيث تسابق الجميع، إعلاميون وغير إعلاميين، للاحتفاء والتوثيق لمصافحة عابرة، بصورة فوتوغرافية!! * ولن تجد أحداً منهم يلتفت أو يلقي بالاً لممثل أو فنان أو موهبة محلية - يمنية - فهناك استسلام عجيب لعقدة الأجنبي أو الآخر عموماً! مقابل التفريط الزائد عن الحد، في تقدير الذات، والإفراط في جلدها وتجاهلها .. والاستخفاف بكوادرنا ومواهبنا الوطنية. فهل الآخرون من نوعية خاصة وجنس أرقى، حتى نبجلهم ونجلهم ونحتفي بهم- وهم يستحقون ذلك بالتأكيد إنما بالتساوي مع أمثالهم من مجتمعنا - فيما أصحابنا من نوعية أقل وجنس أردأً ؟!! هل هذا هو التفسير المفترض - والأحمق - أم أن وراء المظاهر المتكلفة والمتصنعة تختفي جبال من العقد والأمراض والشعور بالنقص المرضي؟!! وقبل أن أنسى ، سأقول لكم وللجميع : شهر مبارك، وصوم مقبول، وكل عام واليمن (سعيد) بنا ، إذا أفلحنا في إسعاده!! [c1]شكراً لأنكم تبتسمون [/c]