دبي/ وكالات:كشفت مصادر خاصة أن الخطوط السعودية تدرس تأسيس شركة طيران منخفض التكاليف للنقل بين المطارات الداخلية، وتشير المصادر إلى أن فريق عمل برئاسة مساعد مدير الخطوط السعودية ضم أكثر من 10 فرق فنية عكف على دراسة مشروع وحدة الطيران منخفض التكاليف وإعداد الخطط الاستراتيجية للمشروع. وذكرت صحيفة "الاقتصادية" السعودية يوم أمس، أن الخطوط السعودية وضعت خيارات متعددة في دراسة المشروع ترتكز على تأسيس شركة طيران جديدة أو بيع المقاعد مسبقة الحجز بأسعار مخفضة التكاليف عبر حملة كبيرة خلال مواسم ركود حركة السفر الجوي بين بعض المحطات الداخلية.ووفقا لخالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية فإن "السعودية" تعتمد اليوم على آلية تفرض عليها كيف تستغل أكبر مساحة من مقاعد الطائرة بطريقة علمية ومفيدة ومربحة للخطوط وفق خطة لطرح مقاعد للبيع بسعر رخيص جداوبحث مسؤولون مؤخرا من شركة إير آسيا الماليزية مع مسؤولين في الخطوط السعودية مشروع تأسيس شركة طيران داخلي مع الخطوط السعودية يعتمد على نظام البيع بالأسعار التحفيزية "الطيران منخفض التكاليف".وأبلغت "الاقتصادية" مصادر وسطاء بالقول "نعم جرت محادثات بين "إير آسيا" و"الخطوط السعودية" وهناك نقاشات مطولة بين الفريقين ومباحثات تناقش مسائل عديدة"، مبينة أن السعودية صرفت النظر عن مشروع مماثل مع شركات صينية.وتشير المصادر إلى أن الخطوط السعودية تركز على "مشغل فني وإداري" يساند مواجهة الطلب المرتفع على خدمات السفر الجوي الداخلي ترغب أن يستفيد من جملة خيارات واسعة ومشجعة لها في سوق السفر الداخلي.ومن المنتظر أن تكشف "السعودية" في أكتوبر/تشرين الأول المقبل عن استراتيجية المؤسسة الجديدة وبرامجها وخطط أعمال تخصيص السعودية وشركاتها المساندة. وتشير المصادر إلى أن نجاح شركتي الطيران الداخلي "ناس" و"سما" حفز الخطوط السعودية إلى استبدال مشروع بيع المقاعد مسبقة الحجز بأسعار تشجيعية إلى إطلاق شركة طيران داخلي جديدة مع شركة طيران إير آسيا الماليزية التي تعد من أنجح شركات الطيران الاقتصادية في العالم. يشار إلى الأسواق العربية عرفت الطيران منخفض التكلفة في الثمانينات من القرن الماضي، حينما ظهرت في مصر شركة طيران زاس، لكنها توقفت وبعد مرور نحو ربع قرن على تجربة "زاس"، عاد مفهوم الطيران منخفض التكلفة إلى سوق السفر الجوي، بدخول شركات طيران "العربية"، و"الجزيرة"، و"ناس"، و"سما" التي حققت نجاحات كبيرة.وتقول مصادر راقبت المشروع الجديد أن الخطوط السعودية ناشطة للخيار الأول، حيث ستستفيد من جملة النتائج السريعة التي حققتها في تخفيض تكلفة التشغيل.وتعكف الخطوط السعودية و"إياتا" وهيئة الطيران المدني حاليا على مشروع تعديل المسارات الجوية الداخلية الذي سيوفر للخطوط السعودية 600 مليون ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالا) سنويا من فاتورة استهلاك الوقود، وهو ما يعادل 15% من حجم استهلاك الوقود سنويا حسب أسعار السوق السائدة، ومعلوم أن استهلاك الوقود يمثل الشريحة العظمى من مجمل التكاليف التشغيلية في عالم الطيران.ويرى مراقبون اقتصاديون أن "السعودية" تستطيع اليوم الوقوف ماديا وبقوة بعد أن تمكنت من توفير سيولة كبيرة في نفقات التشغيل خلال عام واحد تصل إلى 2.5 مليار ريال من خلال مشروع استبدال التذاكر الورقية إلى تذاكر إلكترونية وتوفير مبالغ كبيرة في فاتورة وقود التشغيل الداخلي، إضافة إلى تمكنها من بيع حصة 49% من حصص شركة التموين. إضافة إلى خطواتها المتسارعة نحو تخصيص شركات الشحن وأكاديمية الأمير سلطان للطيران والمساندة الأرضية. يذكر أن شركات الطيران الاقتصادية في العالم استطاعت أن تحقق نموا هائلاً خلال السنوات الماضية، حيث تضاعف عدد الرحلات التي سيرتها خلال عام 2006، ليرتفع من 32 ألف رحلة أسبوعيا إلى 70 ألف رحلة عالميا.وأدى نجاح تجربة طيران "سما" و"ناس" في الأجواء الداخلية السعودية إلى تعديل خطط الشركتين للوصول إلى نقل أكثر من عشرة ملايين راكب سنويا بحلول عام 2011.وتشير مصادر في طيران "ناس" و"سما" إلى أنهم فوجئوا بحجم تفاعل السعوديين في شراء التذاكر مخفضة التكاليف عبر الإنترنت خاصة في المناطق النائية ووفقا لمصادر فقد تمكنت "ناس" من نقل أكثر من 130 ألف راكب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من انطلاق رحلاتها الداخلية. ورغم نجاح خطة الخطوط السعودية للنقل في موسم صيف هذا العام إلا أن توجيهات الإدارة تسير وفق مواجهة السوق الحديث وتعول على الاستفادة من قرار مجلس الوزراء السعودي الأسبوع الماضي الذي منحها فرصة لتطبيق استراتيجيتها الجديدة نحو التوسع الأفقي في سوق السفر الجوي وذلك بتحويل الوحدات الاستراتيجية في القطاعات المراد تخصيصها إلى شركات يرخص للمؤسسة بتأسيسها بمفردها وتملكها كاملة وذلك تمهيدا لتخصيصها بمشاركة مستثمرين من القطاع الخاص. يشار إلى أن الخطوط السعودية تمتلك أسطولا يضم 90 طائرة وتمكنت العام الماضي من نقل أكثر من 17.5 مليون راكب وواجهت موسم الصيف "الساخن" باستئجار طائرات تركية لتغطية الطلب على خدماتها.ويتوقع أن تنمو حركة السفر الجوي في الشرق الأوسط بمعدل 7.1% حتى عام 2015 في حين تتوقع هذه التقارير أن تواصل حركة السفر الجوي في الشرق الأوسط نموها خلال الفترة من 2016 إلى 2025 بمعدل 5.2% سنويا مقارنة بمعدل 4.4% للنمو العالمي.
السعودية" تدرس تأسيس شركة طيران منخفضة التكاليف للنقل الداخلي
أخبار متعلقة