فلسطين المحتلة/وكالات:اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية، وجابت الآليات العسكرية شوارع في المدينة وأزقة في المخيم وسط إطلاق نار كثيف.وأفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان بأن القوة المقتحمة انسحبت في وقت لاحق، ولم يبلغ عن اعتقالات.وبموازاة ذلك اعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيا فجر أمس عندما كان يحاول اجتياز السياج الأمني الفاصل في جنين.وأشارت الإذاعة الإسرائيلية أن الفلسطيني عثر بحوزته على سكين، موضحة أنه أحيل إلى أجهزة الأمن للتحقيق معه.وفي الخليل أزالت قوات الاحتلال حاجزا مهما أقيم منذ ثمانية أعوام على طريق قرب الخليل جنوبي الضفة، كما أخلت مستوطنة عشوائية في مدينة نابلس واعتقلت عددا من المستوطنين الذين كانوا يعارضون عمليات الإخلاء.وتزامن ذلك بدء قوى الأمن الفلسطينية تنفيذ حملة أمنية واسعة النطاق في محافظة طوباس شمال الضفة يقول المسؤولون إن هدفها معالجة كل الأمور التي تتعارض مع القانون والنظام العام.في هذه الأثناء أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن صاروخا أطلق من شمال قطاع غزة وانفجر في منطقة مفتوحة قريبة من مدينة عسقلان جنوب إسرائيل.وقال المتحدث للإذاعة الإسرائيلية إن الصاروخ لم يسفر عن وقوع إصابات في الأرواح أو أي أضرار مادية.ولم يعلن أي فصيل فلسطيني حتى الآن مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ.وفي غزة أيضا فجر مجهولون قنبلة أمام مطعم للوجبات السريعة قرب جامعة القدس المفتوحة غربي القطاع، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بالمطعم من دون وقوع إصابات.وجاء الحادث بعد يومين من استهداف مسلحين مجهولين مدرسة مسيحية في غزة، من دون وقوع إصابات. وتوعدت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة بملاحقة المتورطين في هذا الحادث، ويشتبه في ضلوع جماعات راديكالية تتماهى في أفكارها مع أفكار تنظيم القاعدة في هذه الهجمات.على صعيد أخر توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت باتخاذ إجراءات -لم يحددها- «قريبا جدا» في قطاع غزة لوقف إطلاق صواريخ المقاومة من القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس).وقال أولمرت في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة «نحن مقتنعون بأنه لا يمكننا في أي ظرف أن نسمح باستمرار الوضع في الجنوب على ما هو عليه في الأشهر الأخيرة»، مضيفا أن «ساعة البت في الطريقة التي سندير فيها الأمور (في غزة) قريبة جدا».وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس أن الوزير إيهود باراك سيلتقي اليوم الاثنين الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ على هامش مؤتمر اقتصادي دولي.وقالت الوزارة إن اللقاء سيتناول خصوصا مناقشات تجريها مصر مع حركة حماس بحثا عن هدنة بين إسرائيل وحماس. وفي السياق سيلتقي باراك برئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان المكلف بالملف الفلسطيني الإسرائيلي.من جانبها قالت حماس إنها أرسلت وفدا إلى القاهرة للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات مع الوسطاء المصريين بهدف التوصل إلى هدنة مع إسرائيل.وتأمل حماس أن تحصل مقابل وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل على وقف الهجمات الإسرائيلية ورفع الحصار الذي تفرضه تل أبيب على غزة وإعادة فتح المعابر لا سيما معبر رفح عند الحدود مع مصر.وطالبت إسرائيل من جهتها بإنهاء الهجمات ووقف تهريب الأسلحة بين شبه جزيرة سينا المصرية وقطاع غزة والمضي قدما في مناقشات من أجل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية قبل نحو عامين.وفي تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس فإن مسئولين سابقين في الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية وقعوا عريضة تدعو إلى إجراء حوار غير مباشر مع حركة حماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وعبروا عن رفضهم فكرة شن عملية عسكرية واسعة ضدها.وبين موقعي العريضة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) أفرايم هاليفي ورئيس الأركان السابق أمنون شاحاك والقائد السابق للمنطقة العسكرية التي تشمل قطاع غزة الجنرال احتياط شمويل زكاي.وقال الموقعون إنه «يجب الاعتراف بأن إنهاء نظام حماس في غزة ليس هدفا واقعيا وبأن إعادة حركة (التحرير الوطني الفلسطيني) فتح إلى السلطة بفضل العصا الإسرائيلية أمر غير مرغوب فيه».