قصة قصيرة
مضت السيارة تجري مسرعة على الطريق بين منطقتي الشيخ عثمان والمنصورة وهي تحمل صاحبها الحاج سعد . سعد مقبل المجهد الذهن بعد ان اخذ عمره يقترب من الستين كانت وراءه في المقعد الخلفي " رزمة القات المطول " التي اشتراها هذه الظهيرة كعادته طوال السنوات الاخيرة .؟ مسكين هذا السعد سعد مقبل كما انه طيب للغاية هذا السعد سعد مقبل كان قد اجهد ذهنه طوال الطريق وهو يلعن ويشتم ( ابو ) الذي كان سبباً في تردده وعاداته اليومية على سوق القات في منطقة المنصورة ويحمل السبب في ذلك تارة رؤساءه في العمل وتارة اخرى جيرانه وزوجته بل زملاءه واصدقاءه ايضاً .. تريث في السير كان يتوقف .. ثم ينطلق مسرعاً .. يلطم خديه وكان هذا اقصى ما وصل اليه ذهنياً : في الحقيقة ان هذا الموضوع مهم جداً جداً ياسعد سعد مقبل وانت ياسعد سعد مقبل مشارف ومقبل كمان وكمان على الانتهاء من عمر الستين وهذا الموضوع لا بد بحاجة الى دراسة نفسية في الواقع ومن هنا ومن هذا المنطلق الذهني المباغت للحاج سعد سعد مقبل في التهادي والتوقف ثم الانطلاق هواء مسرعاً جاءت الفكرة والخبارة له فكرة كيف للانسان ان يتغير قال بمرح عجيب كعادته والمتزامن مع رياح الغوبة والغبار لمنطقتي الشيخ عثمان والمنصورة المواكبة والمتسارعة منها مع رياحين رياح المتغيرات . هذا صحيح ان هناك الكثير والكثير من البشر ذكوراً واناثاً من مختلف الجنسيات من مختلف الدنيا يأتون الى العيادات النفسية يعانون اضطرابات نفسية . فجأة وبأقصى الحالة الدهنية اللاإرادية مع النفاد كالعادة للحاج سعد سعد مقبل ونهاية البداية كالعادة للحاج سعد سعد مقبل للسيارة والهرولة والطريق بين منطقتي الشيخ عثمان والمنصورة كالعادة والرزمة القات .. فجأة تخفف من سرعة السيارة .. ينظر بلمحة سريعة الى المرايا الصغيرة التي امامه وقد اخذت السيارة تقترب من منزلة . قال بمرح : " ولكن يبدو ان الموضوع متشابك ؟! توقفت السيارة امام منزله وازاح اندهاشه جانباً مد عينيه بصلف داخل السيارة متناولاً رزمة القات التي كانت وراءه في المقعد الخلفي ثم انطلق الى منزله مترجلاً غاضباً وهو يلعن أبو الذي كان السبب .محمد حسين بيحاني