القاهرة / 14 أكتوبر / رويترز:قال يوم أمس الخميس أحد المشاركين في محادثات مصالحة تجري في القاهرة بين الجماعات الفلسطينية المتناحرة إن هذه الجماعات فضت المحادثات دون تحقيق انفراج بشأن شكل أو برنامج حكومة الوحدة الوطنية التي ستشرف على إعادة إعمار غزة والإعداد لانتخابات.وقال مسؤول مصري لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المحادثات ستستأنف الأسبوع المقبل.وينظر إلى نجاح المحادثات التي ترعاها مصر على أنه أمر أساسي في توحيد الفلسطينيين بعد 21 شهرًا من الانقسام بين قطاع غزة الذي تحكمه حماس والضفة الغربية التي تتمتع فيها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتأييد أكبر.وقال وليد العوض من حزب الشعب الشيوعي الفلسطيني إن الفشل في تشكيل الحكومة سيضر بشدة بأي جهود لبناء البيوت والمباني العامة والمرافق التي دمرت في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.وقال لرويترز «لن يكون هناك حديث في حالة هذا الفشل لا سمح الله حول إعادة إعمار غزة ورفع الحصار (الذي تقوده إسرائيل).»وتوجد خلافات جوهرية بين حركتي فتح وحماس حول كيفية التعامل مع إسرائيل. وتؤمن حماس بالكفاح المسلح برغم أنها مستعدة للتوصل إلى هدنة طويلة مع الدولة اليهودية بينما يؤيد عباس التفاوض.واتفقت المنظمات الفلسطينية على مبدأ تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول 25 يناير كانون الثاني عام 2010.وقال واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية لرويترز إن عشرة أيام من المحادثات لم تكن كافية للتوصل لاتفاق بين المشاركين على ما إذا كانت الحكومة ينبغي أن تضم المنظمات السياسية الفلسطينية أم تتشكل بالكامل من تكنوقراط كما تريد مصر والغرب.وقال «ليس هناك حل للقضايا الخلافية حتى الآن.»وقال مشارك آخر في المحادثات لرويترز إن المنظمات ستنتظر عودة مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان من زيارة رسمية لواشنطن قبل استئناف المحادثات.وأضاف أن المشاركين قرروا في جلسة يوم الخميس الحصول على راحة والعودة خلال أيام قليلة.وتابع أن أعضاء الوفود سيتشاورون مع قياداتهم قبل العودة للحوار «خلال أيام قليلة.»وقال عمرو الشوبكي وهو محلل سياسي مصري إن الفشل في الوصول إلى اتفاق على الحكومة سيكون «مأساة» للفلسطينيين. وكان الشقاق بين فتح وحماس تحول إلى صراع دموي حين هزمت حماس قوات فتح في غزة في يونيو حزيران عام 2007.وقال الشوبكي «يمكن أن يخسروا كل شيء. ما لم تكن هناك حكومة على قدر من التوافق قادرة على أن تكون شريكا في مفاوضات السلام... فإننا سنكون في طريقنا إلى نهاية القضية الفلسطينية.»ورفض الغرب حكومة وحدة وطنية سابقة قادتها حماس بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2006. ويعتقد عرب كثيرون أن الغرب عاقب الشعب الفلسطيني على اختياره الديمقراطي.وتقول إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إن حماس منظمة إرهابية وترفض التعامل معها. ولا تعترف الحركة ذات الاتجاه الإسلامي بالدولة اليهودية.ويقول مشاركون في محادثات القاهرة إن إحدى نقاط الخلاف تدور حول ما إذا كان على الحكومة الجديدة أن تلتزم بالاتفاقات السابقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.وقال أبو يوسف ان الجماعات لم تستطع أيضا الاتفاق على قانون للانتخابات.وقال أعضاء في الوفود خلال اليومين الماضيين إن جميع المشاركين باستثناء حماس يؤيدون إجراء الانتخابات على أساس التمثيل النسبي.وقبل حوالي أسبوعين قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض انه يعتزم الاستقالة بنهاية مارس آذار الحالي لتمهيد الطريق أمام تشكيل الحكومة الجديدة.وطلب عباس من فياض الذي عينه عام 2007 بعد أن هزمت حماس القوات الموالية لفتح في قطاع غزة أن يواصل عمله إلى أن تظهر نتائج الحوار الجاري في القاهرة.ومن المتوقع أن تتولى الحكومة الجديدة أيضا مسؤولية إعادة اعمار غزة بعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع الذي استمر ثلاثة أسابيع وانتهى في يناير كانون الثاني الماضي.