صبـاح الخـير
لابد من التأكيد في البداية على ان انعقاد المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحفيين اليمنيين جاء بعد ان بلغ سيل الاستقالات الزبى بعد ان اختتم المؤتمر العام الثالث اعماله بقليل في فبراير من العام 2004م . وبقراءة سريعة لواقع العمل النقابي في إطار الاسرة الصحفية برزت العديد من الاشكاليات التي كانت محل ارباك في سير اهم شرط من شروط التأثير وهو القدرة على زرع الثقة بين قيادة النقابة والاعضاء ، خرجت النقابة من عرس المؤتمر الثالث وهي مبعثرة دون ان تجد او تلم في مكونات العمل المستقبلي حيث كان الخلط في المفهوم الدقيق للعمل النقابي والعمل الحزبي قد اخذ خطَّ سيرٍ متعرجاً.. الأمر الذي جعل الاهداف والرؤى التي كانت سترسم أفقاً أوسع للنقابة تضيع في زحمة ( التفريق ) والبحث عن أزمة طويلة . هذا الامر جعل قطاعاً واسعاً من الصحفيين يفقدون لون هذه النقابة ورائحتها وملامح اوجه عملها وكذا هوية الحراك الذي لابد يظهر معها على سطح الواقع.اختلط الامر على الجميع حيث ظلت كل أركان العملية النقابية في وعدم ترجمة ولو لقرار واحد من القرارات التي خرج بها المؤتمر العام الثالث . كان الاساس الذي وجدت فيه قيادة النقابة نفسها لايشجع على خلق مناخ نقابي برغم وجود العديد من الممهدات التي يمكن ان تمحو ماكان قائماً او طرأ خلال الفترة القصيرة من عمر القيادة الحالية . في الاتجاه نفسه لم تستطع النقابة من تهيئة العديد من القضايا التي برزت امامها في اجندة المؤتمر واهمها القرارات والتوصيات التي من خلالها وعبرها ستضع اوراق عمل تشرك فيها اعضاء الجمعية العمومية لخلق نوع من التفاعل.ولكن ماحصل ان ذهبت قيادة النقابة واتجهت نحو زرع اشواك القضايا الهامشية دون ان تراعي المسؤولية المهنية التي ينبغي ان تعمل من اجلها لصالح الجميع .ومن هذا المنطلق فإن مايتطلب من المؤتمر الاستثنائي ان يضع العديد من الخطوط العريضة لعمل قيادة النقابة وشد العمل النقابي والتفكير الجدي والحاسم لأهم مطلب يقلق قطاعات اوسع من المشتغلين بمهنة الصحافة وهو هيكل الأجور، وكذا وضع خطط طموحة تلبي جوانب اكثر ذات صبغة نقابية منها الجوانب المطلبية للصحفيين من حيث خلق مناخ مستقر لكي يزداد الابداع اكثر.فالرحلة الحالية هي البحث عن ( نقيب ) تقرره الجمعية العمومية وتنتخبه وهذا النقيب لابد وان يحمل في مخيلته العمل اكثر من الحلم فالقضايا الملحة في العمل النقابي تتطلب مناخاً مستقراً ومتجانساً يزرع الامل الذي ضاع منذ فترة طويلة في تحقيق عمل نقابي يخدم الصحفيين لا مجال فيه للمماحكات التي لاتولد إلّا الانكسار .