المفتتح
صدمت حينما كنت ماراً أمام مجموعة من طلبة نهاية التعليم الأساسي "التاسع" وهم يتناقشون حول الامتحانات كانت صدمتي عندما سمعت أحدهم يسأل الآخر هل سمحوا لكم بالغش؟ فكانت الإجابة بالإيجاب بنسبة 100% واضاف أن السماح بالغش كان من أول ربع ساعة من وقت الامتحان.وكان حديثهم يدور حول أن لا أحد من الطلبة إلا القلة مستعد تمام الاستعداد للامتحان، فالكل كان منتظراً لفرصة الغش وقد نالوا فرصتهم بكل سهولة.هل نحزن أم نستعجب أم ماذا؟ كان عندي أمل وعند كل من ساءهم الوضع أن تكون الامتحانات هذه المرة شيئا يختلف عن كل مرة، ولكن للأسف ومن الملاحظ أن المراقبين أنفسهم متواطئين مع الطلبة، ونطلق على ما يحصل تواطؤ لأنها بالفعل جريمة، ما يحدث جريمة في حق أنفسنا وفي حق الوطن أن كنا مازلنا نؤمن بالوطن.ألا يشعر هؤلاء المراقبون بأن الطلبة بحاجة لصعقة كهربائية كأن لايجدون فرصة للغش هذه المرة على الأقل، وأين هو الشعور بالمسؤولية والأمانة ؟!فإن كنا كمراقبين ومدرسين سنغش أنفسنا، فلا نستعجب مطالبة الطلبة بالغش كحق من حقوقهم.كفانا غشاً ولتعلموا أيها المراقبون أنكم تغشون انفسكم عندما تسمحون للطلبة بالغش، ولتعلموا أن غش النفس هو من أصعب وأخطر أنواع الغش ولتعلموا أيها الطلبة أن خسارة أنفسكم تبدأ من هنا.. من هذه القاعة فالمستقبل بعد ذلك لن يكون في هذه القاعة بل سيكون في أرض عملية يظهر فيها كل ماهو مغشوش وكل ماهو نقي صادق وقادر على المتابعة.* عثمان عصام عثمان