في الحوار المفتوح عن حرب صعدة وآثارها السكانية والبيئية
صنعاء/ بشير الحزميأقام مركز التدريب والدراسات السكانية بجامعة صنعاء حواراً مفتوحاً حول حرب صعدة وآثارها السكانية والبيئية وذلك تحت شعار “جيل الوحدة اليمنية .. حماة الثورة اليمنية”.وفي بداية الحوار المفتوح الذي شارك فيه عدد من قيادات العمل السكاني والبيئي وطلاب الدراسات العليا بمركز التدريب والدراسات السكانية والمهتمين من الجهات ذات العلاقة أكد الأستاذ الدكتور/ خالد عبدالله طميم رئيس جامعة صنعاء أهمية عقد هذه الندوة الحوارية من قبل الطلاب المتخصصين الذين لديهم معلومات دقيقة في هذا الجانب. وقال إن هذا الحوار المفتوح يحمل دلالات كبيرة جداً وخاصة بتناولها من الشق السكاني والبيئي الذي له أثر كبير في هذه الظواهرمشيرا إلى أن الهدف من مناقشة هذه القضية هو من أجل الخروج بنتائج وتوصيات للجهات ذات العلاقة موضحاً بأن هناك حاجة أيضاً إلى إقامة ندوة حوارية اخرى تناقش الموضوع من المنظور النفسي والاجتماعي والاقتصادي والقانوني وذلك من أجل دراسة المشكلة بشكل وافٍ ودقيق وأن تساهم الجامعة في تقديم التوصيات للخروج بنتائج ذات قيمة إجرائية تؤدي إلى حل أغلب الإشكاليات التي سيتأثر بها المجتمع اليمني جراء هذه المشكلة أملاً بأن تساهم الجامعة من خلال مراكز ها المتخصصة وبالتنسيق مع المجلس الوطني للسكان في تقديم معونات حقيقية للسكان المتضررين من هذه الحرب وأن تشكل فرق خاصة بالدراسات البحثية والاستطلاعية للخروج وبنتائج قيمة من شأنها حل أغلب الإشكاليات في الجانب السكاني والبيئي.من جانبه أكد الدكتور/ أحمد علي البورجي - أمين عام المجلس الوطني للسكان على أهمية عقد هذا الحوار المفتوح والذي تخوض من خلاله جامعة صنعاء ومركز التدريب والدراسات السكانية واحدة من مشاركات الجامعة في التصدي لقضايا المجتمع.وقال إن التركيز على حرب صعدة والآثار المدمرة لفتنة الحوثي على السكان والبيئة قضية في غاية الأهمية خصوصاً وأنه سيتم مناقشتها باستضافة مع طلاب متخصصين في الدراسات العليا في هذا الجانب مثمناً كل التعليقات والمداخلات التي طرحت في هذا الحوار.وأشار إلى أن هذا الحوار يمثل بداية للتشخيص وخوض الجامعة غمار وقضايا المجتمع وهي كثيرة جداً وعلى الجامعة التصدي لها موضحاً أنه سيتم إصدار الأدبيات التي طرحت في الحوار من قبل الطلاب المتخصصين وذلك في كتيب لنشرها وتوزيعها والاستفادة منها.وقال إن هناك مداخلات هامة طرحت في هذا الحوار تصب في تقوية الروح الوطنية والمواطنة ونشر ثقافة التسامح والمحبة ونقد ثقافة المجتمع المدني وأن اليمنيين هم من حملوا راية الإسلام ورسالة الخير والمودة والتسامح إلى الأمم الأخرى من خلال أعمالهم وسلوكهم والصدق وحسن المعاملة وهو ما ينبغي أن نجسده كسلوك في مجتمعنا اليمني.من جهته أوضح الدكتور/ أحمد الحداد - المدير التنفيذي لمركز التدريب والدراسات السكانية بجامعة صنعاء أن إقامة هذا الحوار المفتوح في مركز التدريب والدراسات الساكانية بجامعة صنعاء حول كارثة حرب صعدة وآثارها السكانية والبيئية على المجتمع اليمني هو من أجل تقديم طلاب الدراسات العليا في المركز وكذا الباحثون فيه والمهتمون من الجهات ذات العلاقة الأفكار حول الآثار الضارة سكانياً وبيئياً واجتماعياً على الوطن من جراء هذه الحرب المدمرة مثمناً تثمينا عالياً ما قدمه الطلاب المشاركون من مساهمات مختلفة في هذا الجانب.وكان طلاب الدراسات العليا قد استعرضوا خلال الندوة الحوارية أطروحاتهم المختلفة حول حرب صعدة وآثارها السكانية والبيئية.[c1]ما الذي يريده هؤلاء؟[/c]* الأخ/ عصام أحمد مرشد الخولاني، قال في ورقته إنه لا أحد يعرف ما الذي يريده هؤلاء المتمردون حتى يخرجوا عن سلطة النظام والقانون ويرفعوا السلاح في وجه الدولة.وأضاف أنه لا يوجد لهؤلاء أية قضية واضحة وعادلة، لو كان لديهم مطالب مشروعة فكان بإمكانهم أن يطالبوا بها بالطرق السلمية المشروعة.وأشار إلى أن ما تقوم به هذه العصابة من نهب لمقدرات الدولة وإقلاق الأمن والسكينة ونهب السكان والاستيلاء على المباني الحكومية ومحاولة توسيع دائرة الحرب ونقلها إلى أكثر من منطقة يضع أكثر من علامة استفهام ما الذي يريدونه بالضبط؟ وهنا ينبغي التأكيد على أن ما تقوم به قواتنا المسلحة والأمن من مواجهة هي السبيل الوحيد لحسم هذه القضية والقضاء على الفتنة الحوثية.[c1]الآثار الصحية والبيئية[/c] * أما الدكتور/ مروان سعيد عبده فقد أوضح في ورقته أن هناك العديد من الآثار المباشرة وغير المباشرة لهذه الحرب على الصحة العامة للسكان والتي منها آثار نفسية وآثار جسدية وارتفاع في معدل انتشار الأمراض المعدية والأوبئة وسوء التغذية وتفاقم الأمراض المزمنة. وقال ان الاطفال والنساء هم الاكثر عرضة لذلك أما آثار الحرب على البيئة فقد أشار إلى أنها تتركز في تلوث المياه والهواء.[c1]كارثة التمرد[/c]* ويقول الأخ/ أيمن محمد الحداد في ورقته إن كارثة التمرد الحوثي قد حدثت في محافظة صعدة بفعل التمرد الضلالي البغيض الذي لا ينتمي إلى أي مذهب إسلامي معروف، الأمر الذي يشكل فعلاً كارثة وطنية كبرى وينبغي على كل فرد في المجتمع اليمني العمل على مواجهة هذه الشرذمة الضلالية واجتثاثها بكل الوسائل الممكنة. وأضاف أن مواجهة هذه الكارثة أصبحت واجباً وطنياً وإنسانياً ودينياً على كل مواطن ينتمي إلى هذا الوطن وهي ليست مهمة القيادة السياسية والحكومية والجيش وإنما هي مسؤولية وطنية تقع على كاهل كل أفراد المجتمع.[c1]أثار الحرب على البنية التحتية[/c]* أما الأخ/ عبده علي البحري فقد أوضح في ورقته أن لغة الحرب والدمار والتهجير قد أصبحت اللغة السائدة وأن الحرب في صعدة قد آثرت بشكل مباشر على مشاريع التنمية التي كانت تسير في هذه المحافظة قبل الحرب على قدم وساق. وقال إن نشوب الحرب في صعدة أدى إلى تدمير الكثير من مشاريع البنى التحتية بالإضافة إلى تداعيات هذه الحرب على الاقتصاد الوطني وجهود الدولة في تحقيق الاستقرار والتنمية وجذب الاستثمارات المحلية والخليجية والأجنبية.وأشار إلى أن الحرب في صعدة تسببت في إحداث الكثير من الخسائر البشرية والأضرار المادية بالممتلكات الخاصة والمنشآت العامة والبنى التحتية وأدت إلى عرقلة جهود التنمية في هذه المحافظة.وأوضح أن المنشآت العامة التي تعرضت للأضرار هي عبارة عن مرافق عامة ومشاريع تنموية ومدارس ومراكز صحية، كما تعرضت مشاريع الطرقات والجسور إلى أضرار وتخريب من أجل قطع إمدادات الجيش والنازحين بالإَضافة إلى العديد من مشاريع البنى التحتية في قطاعات الاتصالات والكهرباء والمياه، وأثرت بشكل كبير على السياحة وهو ما كلف الدولة ملايين الدولارات وحرم المحافظة وأبنائها من مشاريع التنمية.[c1]الدوافع الأجنبية وراء التمرد[/c]* الأخ/ محمد شرف الدين أشار في ورقته إلى أن الشعارات التي يطرحها المتمردون الحوثيون ما هي إلا شعارات فارغة وليست لها أي بعد مذهبي أو ديني كما يزعمون.وقال رن التقارير من المعارك الدائرة في صعدة قد أثبتت أن هناك خبراء إيرانيين وأسلحة إيرانية وإمدادات تأتي من الخارج موضحاً أن الأيام القادمة ستكشف الكثير من الحقائق في هذا الجانب.[c1]آثار الحرب على المجتمع[/c]* من جانبها توقعت الأخت/ نجلاء السعيدي بأن الحرب في صعدة ستخلف على الصعيد الاجتماعي سلسلة من الثارات والضغائن وسيجد الانتهازيون وأصحاب النفوس المريضة فرصة لاستغلال نتائج هذه الحرب وستزداد خطورة عصابات تهريب الأطفال وانتشار الجريمة واتساع رقعة الفقر وقالت إن هذه الحرب قد أتت على معظم النشاط الاقتصادي للمحافظة بالإضافة إلى الأضرار البليغة والدمار الشديد الذي لحق بالممتلكات الخاصة والعامة وهو ما سيؤدي إجمالاً إلى تدني مستوى المعيشة للسكان وسينتج عن ذلك الكثير من المعاناة الإنسانية من سوء التغذية وانتشار الأمراض والمشاكل الاجتماعية وتعطيل المدارس وحرمان آلاف الطلاب من الالتحاق بالتعليم.[c1] فقدان العائل الأسري [/c]*أما الأخت/ عفاف شرف الدين فقد أشارت إلى أن الحرب في صعدة ستيتم الكثير من الأطفال وستحرم العديد من الأسر ممن يعولها.وقالت إن هذه الحرب لن يدفع ثمنها سوى المرأة والطفل لأن الكثير من الأطفال الذين فقدوا آباءهم بسبب هذه الحرب سيجدون أنفسهم مشردين ويبحثون عمن يعولهم، وستجد الكثير من النساء اللاتي فقدن أزواجهن من ربات البيوت عاجزات عن تأمين لقمة العيش لأبنائهن بعد أن أصبحن وحيدات لا عائل لهن ويقف أمامهن تحد كبير هو الجوع وظروف العيش القاسية.