لا ابالغ اذا قلت ان مستقبل القضية الفلسطينية يحومة الخطر الشديد، ومستقبل النضال الفلسطيني سيواجه الخطر الاشد. ليس هذا من باب التشاؤم، ولكن مسار الأحداث يوصلنا الى هكذا استنتاج.كان الفلسطيني ومنذ رفع راية الكفاح المسلح يحمل شعار تحرير فلسطين، كل فلسطين حينها كانت غزة والضفة الغربية مع العرب وكان المقصود بالتحرير اراضي التي قام عليها الكيان الصهيوني دولته عام 1948م ثم جاءت نكسة حزيران 1967م واحتلت دويلة الكيان الصهيوني قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء والجولان وأجزاء من الاردن وتبدل شعار التحرير ليصبح تحرير الضفة والقطاع ولم يعد هناك حديث عن تحرير التراب الوطني الفلسطنيي المحتل عام 1948م،وبات هم العرب استرداد أرضهم المحتلة وهذا حق لهم وواجب فكانت حرب 1973م والتي كان من نتائجها توقيع اتفاقات كامب ديفيد والتي بموجبها تم إعادة سيناء ثم توقيع اتفاقية وادي عربة ومازالت الجولان محتلة ومازالت ارض لبنانية محتله ومازالت الضفة الغربية محتلة وقطاع غزة محتل رغم كل ماقيل ويقال ان اتفاقية أوسلو أعادت غزة والضفة الغربية.هاهي إسرائيل وبعد انسحابها من غزة تضرب حوله الطوق وتسيطر على المعابر و تقصفه بالمدفعية والطيران كل يوم وتجتاح شماله وجنوبه كلما رأت ذلك ضرورياً بحجة ملاحقة الإرهابيين اما الضفة الغربية فعدد المستوطنات يزداد يوم بعد بعد يوم وجنود الاحتلال تصول وتجول في شوارع نابلس وجنين ورام الله والخليل تعتقل وتقتل وتهدم بيوت دون ان يوقفها احد، وأكثر من ذلك ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من الضفة والقطاع إلى حدود حزيران 1967م وترسم الحدود التي تريد وتستمر في بناء جدار الفصل العنصري و تصادر الأراضي وخاصة في القدس.إذا أردنا ان نتحدث عن أسباب الأزمة الفلسطينية، والاقتتال الفلسطيني- الفلسطيني بين فتح وحماس فان مرده وجذوره تعود إلى الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة والضفة الغربية والحصار للقطاع الذي مضى عليه مايزيد عن عام كامل ومنع وصول الأموال والغذاء والدواء للقطاع، الاحتلال الذي تمكن من زرع العملاء في صفوف الشعب الفلسطيني والذين كانوا وراء اغتيال القادة والمناضلين واعتقالهم والذين هم كانوا وراء الفلتان الأمني في قطاع غزة والضفة وراء النهب والسطو على المواطنين وزرع الفتنة بين الفصائل الفلسطينية حتى وصلت الامور الى ماوصلت اليه لايوم، نداء لابد من معرفة هذه الحقيقة اولاً وما يأتي بعد ذلك من خلافات بين فتح وحماس تبقى تفاصيل وفرعيات واذا اردنا ان نتحدث بصراحة اكثر نستطيع القول ان المتغيرات السياسية على الصعيد الدولي، والهجمة التي تتعرض لها امتنا العربية بشكل خاص وجزء منها مايجري في العراق ولبنان والتآمر على سوريا والذي دفع ببعض العرب الى التجاوب والتعاطي مع الاملاءات الامريكية وتقديم التسهيلات لها والاستعداد للاعتراف باسرائيل بعد ان كان محرما عربيا الحديث بهذا الموضوع لاءات الخرطوم( لاصلح-لاتفاوض-لا اعتراف) وقد ذهب هذا الموضوع مهب الريح، وباتت القطرية هي طابع الحديث الغالب لبعض الرؤساء والقيادات العربية ولم يعد الموضوع القومي هم العرب، ولم يعد الحديث عن الصراع العربي الصهيوني كما كنا نسمع ونحن صغار قائم، بل لم يعد الحديث عن القضية الفلسطينية قائماً لانها حجمات وصغرت لتصل إلى الحديث عن غزة وأجزاء من الضفة الغربية،هذه هي الأزمة الحقيقية بالمقابل وأمام هذا الوضع الدولي والعربي برر طرف فلسطيني التنازلات من اجل الحصول على دولة فلسطينية في الضفة والقطاع كما وعدوه وعاش على المراهنات ومازال وهنا تعددت وجهات النظر الفلسطينية، وبرز في الساحة الفلسطينية خطان احدهما تمسك بخيار المقاومة والكفاح المسلح والاخر تمسك بالحوار والحلول السلمية التي جربناها جميعاً ولم توصلنا الى حل بسبب التعنت والرفض الصهيوني.ماجرى هو صدام بين برنامجين وخطين ونهجين متضادين لكنه لايبرر الاقتتال ولا باي شكل من الاشكال ولايبرر استخدام السلاح ولايبرر القتل المتبادل.ليس امام الفلسطيني الا الحوار مع اخيه الفلسطيني، ليس امام فتح وحماس الا الاتفاق ليس امام الفصائل الفلسطينية الا الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكل الاجراءات التي يعلن عنها اليوم لن تحل مشكلة والعودة الى العقل هي الاساس، غزة والضفة الغربية جزء واحد لايتجزأ ويجب ان لانعمل على قسمتهم وفرقتهم، نحن بحاجة الى كل الفصائل الوطنية والمسلمة بحاجة الى كل مواطن، بحاجة الى ابن فتح وابن حماس لمواصلة النضال، وعدونا الأول والاخير هو الكيان الصهيوني، وندعو كل الاشقاء العرب لمساعدتنا على لملمة الجراح وجمع ووحدة الصف والمضي في طريقنا نحو الهدف الاكبر وهو تحرير فلسطين تحرير القدس وعودة اللاجئين.
|
آراء حرة
القضية الفلسطينية .. إلى أين؟
أخبار متعلقة