ما هذا الذي يجري بغزة هاشم ؟ .. هل حقاً أصبحت الإنسانية والضمير والأخلاق من بنات السياسة؟ .. أين الضمير الإنساني العالمي ؟ .. أين الأخلاق المنظومة في ثنايا الأمم والشعوب الحية ؟ .. أين القوى العظمى ؟ وأين القوة العربية التي يبدو أنها لم تعد موجودة ؟ لقد حطم الصهاينة اليهود كل مفاهيم الأخلاق والقيم والضمير .. وشجعهم صمت عربي وعالمي مطبق من النخب الحاكمة ! .. ترى ما هو الفرق بين الإرهاب والعدوان الصهيوني ؟ .. ألم يخلف العدوان شهداء وجرحى وبيوتاً مهدمة وأطفالاً مروعين منهم من قتل .. ومنهم من جرح .. ومنهم من بقي متمسكاً بجثمان أبيه وأمه لبضعة أيام ؟ دون طعام أو شراب أو أمن أو ونيس ؟! ترى هل صدق هتلر النازي حين قال : (( كان بوسعي أن أقتل جميع اليهود .. ولكنني تركت البعض ، لكي تعرفوا لماذا قتلتهم ؟ )) . لقد حطمت إسرائيل كل الدعوات المخلصة لتقارب الأديان وحوار الحضارات .. وحطمت كل الآمال بسلام وأمن واستقرار في هذا العالم الملعون بوجود إسرائيل وحمايتها ! . كما كشفت إسرائيل زيف ( الحية الأمريكية ) التي خادعت العالم باسم حمل رسالة الديمقراطية والتنمية والسلام وحقوق الإنسان فهل الديمقراطية هي هذا الدمار الشامل ، وإلغاء الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية في سير الحروب ؟ .. وهل السلام ومحاربة الإرهاب هو مباركة هذه الطغمة اليهودية الشاذة في فلسطين بكل أعمالها العدوانية التي وصلت حد منع الطعام والشراب على أكثر من مليون محاصرين في غزة حتى أثناء قصفهم وإبادتهم وتدميرهم في حرب لا تبقي ولا تذر ؟!! .. ووصلت حد منع الدواء واستهدفت حافلات الإغاثة الدولية (( الانروا )) وغيرها .. وضربت المدارس والملاجئ والسكان الأبرياء دون رحمة ! وهل العرب وأهل غزة والمستضعفون في الأرض هم بشر بلا حقوق في قراءة المقياس الأمريكي البائس ؟! إنني أكاد الآن أقول : قد جنت على نفسها براقش !! وأكاد أخشى أن يتراجع المد العربي والإسلامي والإنساني الذي هب في مكافحة الإرهاب وتضييق الخناق عليه بعد هذا التبرير المزري الأمريكي للعدوان على العرب والمسلمين ؟ وبعد هذا الدعم الأمريكي الخائب للعدو الإسرائيلي ، هذا الدعم الفاقد لأبسط لوازم الدبلوماسية ولوازم المحافظة على المصالح الأمريكية لدى العرب ! عند كل عدوان تقوم به إسرائيل ، تتكشف العورة الأمريكية بقدر ما شاء الله أن تتكشف ( ! ) .. ولكن في عدوان اليوم على غزة ، برزت أمريكا عارية للعيان ( ! ) لم تكلف نفسها البحث عن ورق التوت لتخصفها عليها وتستر بها عورتها ! وبهذا العري الأمريكي الكامل والفاضح ، خسرت الولايات المتحدة آخر رصيد علق العرب عليه أملاً في تفهمها لقضاياهم ؟ وخسرت آخر فرصة لتجميل وجهها القبيح مدى الدهر !! وكما قال الله تعالى وقوله الحق : (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )) فقد يكون هذا الخير هو نهاية الغطرسة الأمريكية وذنبها اليهودي في المنطقة .. وتنفس الشعوب المقهورة الصعداء على اندحار هذا الكابوس البشري الجاثم عليها منذ مدة !! بإذن الله سوف يكون النصر حليف فلسطين وحليف غزة ! .. سوف نودع هذه الحال المزرية من الزعامات الضعيفة والمهلهلة والتي زاد عدوان إسرائيل من تسليط الضوء عليها فازدادت وضوحاً للناظرين ( ! ) .. وبدأت تحس بالخجل والريبة وتتربص بالنهاية ريب المنون !! عزيزي القارئ الكريم ! : تبرعوا لأجل غزة ! .. ليتبرع الطفل والمرأة والعجوز والشاب والشيخ الكهول .. ودعوا عنكم وسواس الشياطين من المعوقين ( بكسر الواو المشددة ) والقائلين لإخوانهم : إياكم والتبرع فإنه لن يصل إليهم !! لا والله .. سيصل إليهم بإذن الله .. ولا يزال في الإنسانية خير ! والدليل ما فعلته فنزويلا غير المسلمة ( ! ) وقد طردت سفير الجرثومة الإسرائيلية من أراضيها .. تبرعوا وأرضوا ضمائركم أمام الله ! وأمام التاريخ ! وأمام الإنسانية ! وأمام أنفسكم ! وتبرعوا ولو بقليل ! فإن المنافقين الذين عابوا تبرعات المسلمين في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عندما تصدق أحد المؤمنين بدرهم فقالوا : إن الله عن صدقة هذا لغني ( ! ) ! ولما تصدق مؤمن آخر ببيضة ذهب : قالوا : إنما أراد هذا بصدقته رئاء ( ! ) ! . فأنزل الله تعالى راداً عليهم تشغيبهم : (( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ( أي صاحب البيضة الذهب ) والذين لا يجدون إلا جهدهم ( أي صاحب الدرهم ) فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم )) . سورة التوبة . إلى اللحيدان والفوزان وشيعتهما ! : اتقوا الله في المسلمين ! .. فقد كثرت فتاواكم المثيرة للغثيان ( ! ) .. وفي كل نازلة بالأمة يأبى الله لكم التوفيق ( ! ) فتظهرون بثياب القرون الأولى وكأنكم خارج العصر ( ! ) .. وفتواكم بتحريم التظاهرات يصب كما لا يخفى على ذي بصيرة في مصلحة العدوان الإسرائيلي والشيطان الأمريكي !! فمتى لو سمحتم سوف تغيّبون عنا أصواتكم النشاز وفتاواكم المهزوزة والمثيرة للقرف ؟!!! وشكراً لمشاعر الأطباء والجراحين المصريين والعرب الآخرين الذين تركوا بيوتهم وأولادهم ونساءهم وأموالهم ، وخرجوا إلى عراء رفح ملحين في طلب الدخول إلى غزة الجريحة للذهاب إلى مستشفياتها لمداواة جرحاها الذين يفتقرون إلى أطباء يعالجونهم ، وتحملوا مسؤولية قرارهم هذا في مشهد يثير الإعجاب ! ويستدعي الدموع ! وتقف أمامه المشاعر الإنسانية إكباراً وإجلالاً ! وحتماً سوف يلاقون جزاء هذا العمل الطيب عند رب لا يخيب عنده الراجون ، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ! .
غزة .. ولعنة العصر !!
أخبار متعلقة