اليمن في عيون زوجات السفراء العرب
صنعاء / سبأالتنوع الغزير الذي تتميز به اليمن بخصوصيتها الثقافية والاجتماعية والحضارية لا يزال محل اهتمام العالم، فيما تبدو الصورة لدى الدبلوماسيين العرب والأجانب الذين عرفوا اليمن عن قرب مغايرة للمألوف، إذ أنها تتحدث عن ملامح خاصة وعشق خاص لهذا البلد الذي يوصف بكونه متحفاً طبيعياً متنوعاً إلى درجة الدهشة .والحال مع المرأة اليمنية التي جسدت بتقاليدها العريقة نموذجاً خاصاً تلمحه عيون الدبلوماسيات زوجات السفراء العرب والأجانب المقيمين في اليمن فثمة عيون ملونة ترى في المرأة اليمنية تاريخا عريقاً يحاول بقوة شق الطريق في رحلة إثبات الوجود وإعادة مجد ملكات سبأ.لكن كيف هي اليمن في نظر الدبلوماسيات؟ وما الذي اكتشفنه في المرأة اليمنية؟ .. (سبأ) حاولت طرح السؤال على زوجات عدد من السفراء العرب والأجانب .. وخرجت بهذه الحصيلة.[c1]من الكونغو إلى صنعاء[/c]السيدة نجيبة بابا شيخ حرم السفير التونسي - رئيسة جمعية زوجات رؤساء البعثات الدبلوماسية بصنعاء تتحدث عن تجربتها في اليمن بالإشارة إلى محطتها الأخيرة في جمهورية الكونغو” قبل مجيئنا لليمن فرحت كثيراً عندما اخبرونا بانتقالنا إلى اليمن ممثلين لبلدنا.. باعتبارها بالنسبة إليَّ أحسن حالا من عدد من البلدان الأفريقية التي فيها ظروف صعبة.وأضافت “لم تكن لدي فكرة كبيرة عن اليمن، لأننا بعيدين عنها كتونسيين أنا اعرف أن هناك يمن شمالي وجنوبي وجرى توحيد الشطرين لكن الرؤية ظلت ضبابية، وعندما وصلت للإقامة فيها صدقيني و بلا مجاملة أشعر أني أعيش في بيتي وأهلي وأنا سعيدة بوجودي هنا.أكثر ما أدهشني في اليمن الموروث الحضاري الهائل والغزير وقد زرت أماكن عديدة منها مدينة كوكبان ومناطق في محافظة إب وأتمنى زيارة كل محافظات الجمهورية اليمنية”.وعن المرأة اليمنية تقول : “بالنسبة للمرأة اليمنية فقد تعرفت عليها عن قرب وبالطبع لا أتكلم عن المرأة اليمنية في الشارع وإنما أتكلم عن المرأة العاملة والمثقفة والتي عايشتها عن قرب من خلال اللقاءات في عدد من المناسبات والفعاليات المختلفة التي برهنت أن المرأة اليمنية تعمل بجهد وتحاول الحصول على حقها الطبيعي والمشروع في المشاركة في التنمية في البلد، وأتمنى أن تتقدم المرأة وتحقق كل ما تطمح إليه في كل المجالات”.[c1]جذور يمنية[/c]السيدة رجاء التهامي حرم السفير المغربي تؤكد أنها ترى في اليمن بلدها الثاني فهو بلد الجذور العربية، حتى أن زوجي ينحدر من جذور يمنية ولهذا فلها مكانة خاصة في قلوبنا”.ويضاف لذلك أن اليمن بلد عربي ومسلم ومنبع الحضارات ومن أكثر البلدان التي تمتلك موروثاً حضارياً هائلاً تعكسه العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية التي تميزه عن غيره”. وتضيف : “المرأة اليمنية من قديم الزمان تتمتع بالحكمة ورجاحة العقل والروح القيادية وهذا ليس بالجديد عليها، فالجميع يعرف أن ملكة سبأ التي تمثل المرأة اليمنية لعبت دورا هاما في ازدهار الحضارة اليمنية القديمة وبرعت في تكوين دولة قوية حضارية إنتاجية تفوقت على غيرها من الدول “.[c1]التاريخ لا يزال هنا[/c]السيدة مليكة أرزه عقيلة السفير الإسباني تقول : “لم أكن أعرف اليمن إلا من خلال الصور وعندما وصلت إلى هنا رأيت أن اليمن أجمل بكثير مما يكتب ويصور عنه وقد زرت محافظتي تعز وإب الجميلتين وأعجبت بالمناظر الساحرة بتلك المحافظات”.وتشير إلى أن “أكثر ما يميز اليمن بشكل عام هو احتفاظه بطابعه التاريخي وموروثه الحضاري التقليدي الأصيل”.وأضافت “أما المرأة اليمنية فهي اليوم متقدمة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً وقادرة على المشاركة الفاعلة في كل المجالات، وقد لاحظت ذلك من خلال علاقاتنا المتواصلة مع الأخوات اليمنيات في بعض الفعاليات التي يشاركن فيها بتفاعل كبير”.وتلاحظ السيدة اندريا مان عقيلة السفير الألماني إن اليمن بلد جميل وشديد التنوع ..” وقد سافرت وتنقلت في محافظات كثيرة وقضيت ثلاث ليالٍ في الصحراء.. كل شيء في اليمن جميل وكل منطقة تتميز عن الأخرى من الساحل إلى الوادي إلى الجبل إلى الصحراء ما يؤهلها لأن تكون بلداً سياحياً من الدرجة الأولى”. وتضيف “ من خلال جولتي في بعض المناطق اليمنية لاحظت أن المرأة اليمنية تتعرض لبعض المشاكل وتتحمل أعباء كثيرة على أكتافها وتعمل بجد سواء في المنزل أو خارجه”.. وتتمنى أن تذهب كل النساء والأطفال إلى المدرسة ويحظين بالتعليم الذي تعتبره الطريق لفتح آفاق للمرأة و تحررها، وقالت “ إنه عندما تكون المرأة متعلمة ستكون مؤهلة لتستطيع الدفاع عن حقوقها فالدراسة أهم شيء للمرأة ويجب أن يتغير الانطباع بأن البنت لا تدرس ويجب أن تتزوج.[c1]مكانة في القلب [/c]وتؤكد السيدة أمل العسكر حرم السفير السعودي أن لليمن مكانة خاصة في قلب كل من يعرفه “وكوني قضيت فيها خمس سنوات من عمري فإن لها مكانة كبيرة في قلبي، وقد كان والدي يعمل في محافظة تعز ضمن بعثة تعليمية ودرست سنتين بإحدى مدارس المحافظة، وعندما عدت إلى اليمن كزوجة للسفير السعودي لاحظت تغيراً كبيراً في الحركة التنموية والعمرانية ولكني لم أشعر بأي غربة على الإطلاق، لأن العادات والتقاليد والأخلاق الطيبة لدى الشعب اليمني لازالت كما هي ولم تتغير”.السيدة عروبة جرادات حرم السفير الأردني تقول : “إن اليمن بلد عزيز إلى القلب ولولا هذا ما كنا عدنا إليه للمرة الثانية ممثلين لبلدنا الأردن، والسبب حميمية العلاقة التي كانت بيننا وبين الأخوات اليمنيات”.وتضيف “اليمن بالنسبة إلي كما كان دائما مميزا بكل ما فيه جباله ارتفاعاته ونمط عمارته الفريد من نوعه، ولذلك توجد فيه أجمل المناطق التي رأيتها في حياتي منطقة المحويت التي أحرص كثيراً ولا أتردد في زيارتها كل فترة وأخرى”.وتلاحظ السيدة جرادات أن المرأة اليمنية مميزة جداً جداً كل ما فتح لها المجال لتثبت نفسها ولديها مقومات كبيرة جدا رغم ما يحيط بها عادات وتقاليد، إلا أنّها قياسا بالمرأة في دول أخرى حققت منذ زمن طويل مكانة كبيرة حيث وصلت الى منصب وزير و نائب في البرلمان وسفير وغيرها، بالاعتماد على نفسها.وتشير إلى أن “ أهم ما يميز المرأة اليمنية هو أنها سيدة متزوجة في مقتبل العمر رغم هذا تكمل تعليمها إلى أعلى المستويات، حتى أنها تحصل على الدكتوراه وتصل إلى المكانة التي تريدها حيث لم يشكل الزواج المبكر في اليمن عائقاً في حصول المرأة على حقها في التعليم و تحقيق ذاتها”.