القاهرة / وكالات :قال مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية الخميس 16 - 11 - 2006 ان مؤسسات علمية إسرائيلية تعرض حاليا على الانترنت نسخا من مخطوطات القدس للبيع.وأضاف يوسف زيدان في بحث عنوانه "المخطوطات المقدسية المفهرسة" إن بعض مجموعات من المخطوطات العربية لاتزال "بيد اليهود منها مجموعة بالجامعة العبرية في القدس لا نكاد نحن العرب نعرف عن محتوياتها الا أقل القليل" اضافة الى مخطوطات أخرى محفوظة في المكتبة القومية اليهودية والمكتبة الجامعية بالقدس.وأشار في مؤتمر "تراث القدس.. ذاكرة المكان والإنسان" الذي اختتم مساء أمس جلساته في القاهرة إلى أن باحثين إسرائيليين قاموا بفهرسة مخطوطات عربية منها مجموعة شالوم يهودا "وتم عمل نسخ منها على الميكروفيش لبيعها للمهتمين من الأفراد والمؤسسات".المؤتمر الذي انعقد بمشاركة نحو 30 باحثا عربيا سعى الى تبني "وثيقة تراث القدس" بهدف الاهتمام بالمجموعات الخطية المقدسية وعمل قاعدة بيانات الكترونية لها. وينظم المؤتمر معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.وقال زيدان: ان بيع نسخ المخطوطات العربية يتخذ شكلا مؤسسيا "وسط صمت عربي" على المستويين الرسمي والعلمي. وأضاف أن نص الإعلان الذي نشر على الانترنت يقول "والمستشرق المعروف ابراهام شالوم يهودا (1877 - 1951) جمع طائفة من المخطوطات حصل على أغلبها من مصر وعددها 1055 مخطوطة. تسعون بالمئة منها باللغة العربية وهي تحتوي على عدد كبير من المجاميع بحيث يصل مجموع عناوينها إلى ثلاثة آلاف عنوان منها قرابة الآلف يعود تاريخ نسخها الى الفترة الممتدة من القرن الثالث الى القرن العاشر الهجري".وأضاف أن الإعلان عن بيع نسخ من المخطوطات العربية يزيد حماس قارئه حين يذكر أن هناك 400 عنوان في هذه المجموعة لم يذكرها أي فهرس من فهارس المخطوطات.وأشار إلى أن النسخة المصورة معروضة بمبلغ 32 ألف يورو "وسوف يمنحون المشتري حتى نهاية شهر ديسمبر /كانون الأول 2006 خصما تشجيعيا بحيث يصل السعر إلى 19 ألف يورو فقط".وقال زيدان "حولوا تراثنا العربي إلى سلعة يستفاد منها ماليا ولو باعوا من النسخ المصورة 100 نسخة فقط وهو عدد أقل من المتوقع فسوف يحصلون الملايين... ناهيك عن المهانة التي تلحق بنا نحن العرب حين نرى أبناء عمومتنا يعرضون تراثنا للبيع لكل من شاء أن يشتري".وكان عبد الستار الحلوجي الأستاذ بجامعة القاهرة قال أمس الأول الأربعاء في إحدى جلسات المؤتمر ان التراث المخطوط بمكتبات القدس كثير ومتنوع وموزع على أديرة ومعابد وكنائس ومتاحف ومساجد إضافة إلى المكتبات الخاصة مشيرا إلى أن هذا التراث لايزال بحاجة الى تعريف وصيانة.وقال زيدان ان العرب أنفسهم أهملوا في حق التراث الموجود بالقدس مشيرا إلى تأخر تكوين المجموعات الخطية الكبيرة في القدس وفلسطين مضيفا أن تأخر فهرستها من بداية القرن العشرين إلى نهاياته "شاهد على عدم وعينا بأهمية تراث الإنسان في المكان. ومن العجيب أننا قضينا الخمسين سنة الأخيرة نثور أو نحتقن كلما اقترب اليهود من ساحة المسجد الأقصى مع أن هذا المسجد وغيره يضم تراثا مهملا بأيدينا. كان اليهود وغير اليهود يسلبونه من دون أن نثور وأن نحتقن رغم كثرة حديث الباحثين عن عمليات النهب المنظم للمجموعات الخطية الفلسطينية".