المنامة / متابعات : دعت الناشطة البحرينية، فاطمة علي، إلى احترام حقوق المرأة في بلادها من خلال السماح لها بـ"الولاية"، متهمة التيار الديني بأنه وقف وراء إفشالها في الانتخابات البرلمانية السابقة مع 17 امرأة أخرى، حيث نظمت حملة ضدها وصلت إلى تكفيرها عبر رسائل الكترونية بسبب توزيع صورها في حملتها الانتخابية وهي ترتدي الحجاب لا النقاب، على حد تعبيرها. إلا أن الشيخ عادل المعاودة، الذي يُوصف بأنه زعيم السلفيين بالبحرين، قال إن الباب مفتوح أمام المرأة، ولكن يجب ألا تُفرض إرادات معيّنة على الناس وألا تُفسر بعض الآيات القرآنية وفق الأمزجة، مشيرا إلى وجود وزيرات في الحكومة وعضوات في مجلس الشورى. ودرست فاطمة علي في حوزة قم الإيرانية، العلوم الإسلامية من فقه ونحو وفقه استدلالي ومنطق وأصول من عام 1994 حتى 2001 . وحازت على درجة جامعية في علم النفس وكذلك في الدراسات الإسلامية وهي زوجة الشخصية الدينية الشيعية المعروفة ضياء الموسوي. وكانت فاطمة علي قد خسرت الانتخابات البرلمانية السابقة في البحرين التي كانت فيها أصغر المرشحين في انتخابات نوفمبر 2006، إذ تبلغ 32 عاما .وبعد فترة صمت أعقبت خروجها من الانتخابات، عادت ناشطة حقوق المرأة البحرينية فاطمة علي إلى واجهة الأخبار المتعلقة بالشأن البحريني بدعوتها إلى ولاية المرأة في بلادها. وقالت فاطمة علي في تصريح نشرة موقع "العربية.نت": إن ترشحي للانتخابات كان كفيلاً بالقول إنني أؤمن بولاية المرأة بناء على اقتناع ديني بأن المرأة لها الحق بالولاية التشريعية، في الوقت الذي يقول فيه بعض الاسلاميين إن البرلمان منصب تشريعي والتشريع ولاية وأن الولاية لا تحق للمرأة معتمدين على الحديث الشريف (لن يُفلح قومٌ ولَّوا أمرَهم امرأة) . رواه البخاري ( 4163 ). ولفتت إلى ما أسمته "المجتمع الذكوري بالبحرين" والجمعيات الاسلامية في البحرين، قائلة إنهم " ترجموا علانية رفضهم لولاية المرأة من خلال إسقاط 18 امرأة من الانتخابات للمجلس التشريعي و4 للانتخابات البلدية بحجة أن المرأة ليس لها حق الولاية"، معتبرة أن دخول لطيفة القعود البرلمان كان عبر التزكية وليس الانتخاب. ورغم اعترافها بأهمية وجود نساء في مجلس الشورى، وبينهن يهودية ومسيحية، ووجود وزيرات في الحكومة لهن حق التشريع وبالتالي هنّ في ولاية، إلا أن فاطمة علي تعتقد أن ولاية المرأة لم تتحقق على المستوى المطلوب حيث توجد في منصبها من خلال التعيين وليس الانتخاب والمطلوب-حسب قولها- تغيير فكر موجود لأن الولاية ليست شيئاً محرُماً على المرأة. وأرجعت فاطمة علي خسارتها في الانتخابات إلى حملة مركّزة استهدفتها، وبدأت – كما تقول- بتكفيرها عبر رسائل وصلتها بحجة أنها وزعت صورا لها في الشوارع وهي ترتدي الحجاب وليس النقاب ولا يجوز لها وهي التي درست في قم وزوجة رجل دين أن تبقى بلا نقاب بينما أنا لا أراه واجبا. وتابعت " ثم قام بعض الإسلاميين بترويج أحاديث اقتطعت من سياقها التاريخي واعتبروا أن المرأة خرجت عن الإسلام في ذهابها للانتخابات لتنازع الرجل في مواقع تشريعية وأن التشريع ولاية لا تكون إلا للرجل". مشيرة إلى الآية الكريمة في القرآن " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، قائلة هذه الآية لم تحدد أن الولاية فقط للرجل. وأضافت " أقول للمجتمع البحريني المحافظ أنت محافظ وأنا امرأة محافظة على حجابي وعفّتي والإسلام هو الذي يعطيني القوة لأنني أتكلم من منطق العالمة بالتشريعات". وردا على ما يقال إنها ناشطة شيعية ولذلك تطالب بولاية المرأة وعند الشيعة لا مشكلة بذلك، تقول فاطمة علي : عندما أتحدث عن هذا الأمر أستشهد بالرسول (صلى الله عليه وسلم) وبالخلفاء ولا أقتصر فقط على مذهبي وأئمته؛ فأنا أستهشد بالخلفاء الأربعة وكذلك الخليفة عمر عبد العزيز، موضحة بأن المشكلة لدى البعض أنهم يقولون إني شيعية وأتكلم بهذا المنطق، والرسول جاء بالإسلام للمسلمين كافة والخلفاء كانوا للمسلمين كافة. وفي خطابي أحاول ألا أختزل نفسي بالطائفة الشيعية، بل على العكس أقول إن الإسلام هو الذي أعطاني القوة وليس المذهب فقط هو الذي أعطاني إياها. وذكرت أن الحملات ضدها لم تتوقف وعندما عادت للتصريحات الإعلامية مؤخرا قال البعض إني أجلب لنفسي الويلات وأنا أفهم عدم وجود إجماع على شخصيتي ويكفيني لو أستطيع إحداث تغيير 10 بالمئة في فكر النساء والرجال. وتضع الناشطة فاطمة علي على قائمة مطالبها وحملتها مسودة لقانون الأحوال الشخصية في البحرين الذي قالت إنه قُوبل برفض غير مبرّر لبعض رجال الدين بحجة أنه "ربما يؤدي إلى شئ غير جيد". وتابعت إنهم " يخافون إذا أُعطيت الحرية للمرأة أنها ستنفتح على الإباحية والغرب وستأخذ ما هو سيء منه ،وأنا أرى إضاءات جميلة في الغرب مثل حقوق الإنسان التي هي أصلا موجود في الاسلام ". وقالت : حتى اليوم في المحكمة الشرعية هناك نساء تعاني في المحاكم وبعضهن يشكو غياب النفقة وأخريات تحدثن عن أخذ أولادهن منهن .وعلى صعيد مقابل، قال الشيخ عادل المعاودة، الذي يُوصف بأنه زعيم السلفيين بالبحرين، في تصريح نشرة موقع "العربية.نت" إنه لم يسمع بدعوة فاطمة علي لولاية المرأة، مضيفا : لم يقف أحد أمام المرأة والمجال مفتوح أمامها على مصراعيه ولكن هل يجب أن نفرض على الناس إرادات معينة.. هناك في مجلس الشورى عضوات معينات من النساء بعدد هو أكثر مما يتناسب مع الاختيار الشعبي في مجلس النواب.. وهناك وزيرات. وردا على الدعوة لولاية المرأة، قال المعاودة : الذين يختارون الديمقراطية يجب أن يقبلوا بكل شروطها ونحن رغم مآخذنا على الديمقراطية عندما قررنا أن ندخلها لعبناها بشروطها، والعدل هو أن تكون الشروط مطبقة على الجميع بدون استثناءات. وفيما يتعلق بالآية الكريمة (المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض) يقول المعاودة : الآية محكمة وليس فيها أي لبس.الولي له عدة معان؛ من الموالاة أي المحبة والنصرة، والولي هو التزكية، والولي أيضا هو ولي الشر، الشيطان ولي وله أولياء على شاكلته. وهناك ولاية بين المؤمنين لبعضهم البعض.وهناك ولايات خاصة تكون للرجال على النساء. وهناك ولاية للأم على أبنائها. يجب ألا نلوي عنق نصوص الكتب من أجل أمزجتنا مع احترامي للسيدة فاطمة علي فهي فاضلة وهي زوجة شخص فاضل ولكن لم أقرأ ما قالته ولكن أرد بحسب ما سمعته الآن. وبخصوص قول فاطمة علي من أنها حُوربت من قبل إسلاميين استخدموا الحديث الشريف (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) ، يعلّق الشيخ عادل المعاودة: للرجال الأفضلية حسب القدرات والإمكانيات والمعتقدات. لكن هناك مجالات خاصة للرجال ومجالات خاصة للنساء، ومجالات لا يطيقها الرجال أصلا. لكن بالنسبة للانتخابات هناك من يلعب اللعبة بقوانين نظيفة وهناك من يلعبها بقوانين غير نظيفة ونحن مع القوانين النظيفة. هناك أيضا من النساء ينتخبن النساء فقط ليس على أساس الكفاءة ولكن على أساس أنهن إناث . الانتخابات مضمار والكل يدلو بدلوه ونأمل ان تكون الأساليب نظيفة.
ناشطة بحرينية: كفروني لصوري بلا نقاب..وأدعو لولاية المرأة
أخبار متعلقة