عواصم العالم
لاهور (باكستان) / جنيف / 14 أكتوبر / رويترز:أكد دومنيك ستراوس كان مدير صندوق النقد الدولي يوم أمس الخميس أن الصندوق سيمنح باكستان 450 مليون دولار مساعدات طارئة لمواجهة الفيضان مما يقدم بعض العون لحكومة تئن تحت وطأة الكارثة وتواجه خطر تجدد عنف المتشددين. وتابع ستراوس كان في تصريحات أدلى بها في واشنطن أن هذه الأموال ستقدم لباكستان “خلال الأسابيع القادمة”. وأضاف أن المناقشات ستستمر مع وفد يقوده وزير المالية الباكستاني عبد الحفيظ شيخ بشأن كيفية “إعادة تنظيم” برنامج قرض من صندوق النقد بقيمة 11 مليار دولار. واستطرد يقول إن إسلام أباد مازالت ملتزمة بالشروط التي تتضمن إصلاح قطاعي الضرائب والطاقة. واجتاحت الفيضانات البلاد في الوقت الذي قال فيه الجيش إنه أحرز تقدما في الحرب ضد طالبان التي تربطها صلات بالقاعدة. وشددت باكستان الإجراءات الأمنية في مدينة لاهور بشرق البلاد أمس الخميس بعد أن تسببت ثلاثة تفجيرات في مقتل 33 شخصا وإصابة 171 . وسوف يكون من الصعب السيطرة على تفجر موجة جديدة من العنف في ظل ضخامة مهمة توفير المساعدات للملايين من ضحايا الفيضانات. ويمكن لمساعدات صندوق النقد أن تحافظ على تماسك الاقتصاد الباكستاني الذي كان يعاني بالفعل قبل فيضانات اجتاحت مناطق واسعة من شمال شرق البلاد إلى جنوبها وألحقت خسائر بالمحاصيل والبنية التحتية قدرها رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بنحو 43 مليار دولار أي نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي. وتحمل التفجيرات التي استهدفت موكبا للشيعة يوم الأربعاء الماضي بصمة مقاتلين موالين لطالبان نفذوا أعمال عنف طائفية من قبل بهدف زعزعة استقرار الحكومة. وقال سجاد بوتا أكبر مسؤول إداري في لاهور لرويترز “تم إحكام الإجراءات الأمنية في المدينة لمنع مثل تلك الحوادث. استدعينا قوات الأمن بعد تفجيرات الليلة الماضية وهي على درجة عالية من التأهب ويمكن استدعاؤها مرة أخرى في أي وقت إذا كانت هناك حاجة” .ومما يظهر اتساع نطاق نفوذ طالبان الباكستانية وجه الادعاء الأمريكي الليلة الماضية اتهاما لزعيمها حكيم الله محسود بضلوعه في هجوم أسفر عن مقتل سبعة من العاملين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.ان.إيه) في قاعدة أمريكية بأفغانستان في ديسمبر كانون الأول الماضي. كما أضافت الولايات المتحدة طالبان الباكستانية إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية وأعلنت عن مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لأي معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على اثنين من زعمائها وهما محسود وولي الرحمن. وقال محللون إن قرار صندوق النقد الدولي يعد تصويتا بالثقة في الاقتصاد الباكستاني. وقال آصف قريشي المدير بشركة انفيزور سيكيوريتيز المحدودة “هذا الأمر يرسل بالتأكيد إشارة إيجابية تقول إن باكستان ما تزال على المسار في ما يتعلق بالحصول على التمويل من مانحين دوليين وهو ما تحتاج إليه بشدة رغم الفروق بين التكاليف التقديرية والتكاليف الفعلية في الجانب المالي”. ومازال الملايين من ضحايا الفيضانات مشردين يواجهون احتمال تفشي الأمراض ما ينذر بموجة جديدة من الوفيات. وأوضح مسؤول كبير في جنيف أن العاملين في الصليب الأحمر الدولي يواجهون حشودا غاضبة عندما يقومون بتوزيع الطعام والإمدادات الأخرى لضحايا الفيضانات وهي ظاهرة مزعجة يمكن أن تعرض للخطر عمليات الإغاثة. وأضاف جاك دي مايو رئيس عمليات جنوب آسيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة مساعدات تابعة للصليب الأحمر اضطرت لوقف توزيع الإمدادات وتراجعت مسرعة في إقليم البنجاب هذا الأسبوع. وابلغ دي مايو مؤتمرا صحافيا في جنيف “تعرضنا لحالتين اضطررنا فيهما لوقف توزيع الإمدادات بسبب الاضطرابات. نشعر بالقلق لأنه لو اتسع نطاق هذا السلوك وتزايد فإنه سيشكل ضغطا على قدرتنا على مساعدة الناس” .وأشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم أمس الخميس إلى أن الظروف البائسة في المناطق المنكوبة بالفيضانات بجنوب غرب باكستان يمكن أن تدفع آلافا من اللاجئين الأفغان والنازحين الباكستانيين لعبور الحدود إلى إيران. وأكد منجيشا كيبيد ممثل المفوضية في باكستان أن عدد النازحين في إقليم بلوخستان - أكبر أقاليم باكستان وأفقرها- يصل إلى مليون شخص وأن نقص المساعدات يمكن أن يدفعهم للفرار إلى إيران المجاورة. وأضاف كيبيد في مؤتمر صحافي في إسلام أباد “هذا لم يحدث بعد ... لكن الجميع يدركون بالتأكيد التحركات المهمة التي تجري” .ومضى يقول “إذا لم نقم بتلبية الحاجات الإنسانية للناس فلن تحدث فقط حالة سخط اجتماعي بل قد ينتقلون الى أماكن أخرى وللأسف هذا يعني أنهم قد يدخلون إيران” .