بدرجة أو بأخرى يمثل الإنسان حيث حل في أي بقعة من بقاع الارض الهم المشترك الذي تتوحد حوله الجهود الوطنية والدولية في آن واحد ، وتنبع الاولى من كون هذه الجهود إحدى الاستحقاقات الهامة والاساسية للمواطنين على دولهم ، بوصفهم رعايا وأبناء ينتسبون إلى هذه الدولة، ومن ثم فلهم حقوق مستوجبة ينبغي الحصول عليها، تتساوى مع الواجبات المنوط بهم القيام بها، بما لاتفريط فيه ولا إفراط.أما الجهود المبذولة فمردها، إلى جانب الروابط الإنسانية التي توحد بين انسان هذا الكوكب، إلى أن هناك تبعات ايجابية أو سلبية تلتحق بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالانسان في هذا العالم حال حدوث أي مكروه له، ومن ثم يأتي إحساس المجتمع الدولي بضرورة التوحد حول جملة من القضايا الانسانية الحيوية، والعمل على معالجة السلبي منها ، تحاشياً لتبعاته واضراره، وتعظيم الايجابي فيها تفعيلاً لمردوداته ،وبخاصة بعد ان تأكد من خلال التجارب العديدة استحالة الفصل الكلي بين سكان الاقطار ،وبخاصة مع تقارب المسافات المكانية التي قربت الدنيا من مشرقها إلى مغربها وإلغاء المسافات الزمنية التي ازالت الحجب، وفتحت الابواب ليرى قاصي الدنيا من يسكن في دانيها.وتمثل القضية السكانية واحدة من اولويات القضايا التي تتوحد حولها الجهود الدولية، لتعمل جنباً إلى جنب مع الجهود الوطنية للمساعدة في حل المشكلات العديدة المتعلقة بهذه القضية ، والتي يمثل الانسان محورها الاساسي، وفي بلادنا توجد العديد من المنظمات الدولية والانسانية التي تعمل على معالجة القضايا المتعلقة بالسكان ، ومع مرور الوقت تتعزز تجارب العاملين في هذا الحقل سنة تلو اخرى، نتيجة للخبرات المتراكمة والمعارف المكتسبة في هذا المجال، ومن ثم فإن المتوخى من المشتغلين في هذا الحقل الانساني الهام تحقيق انجازات افضل بما يتناسب وهذه الخبرات والمعارف المتنامية ، بما يسرع من وتيرة النجاحات في جميع القضايا السكانية، فمثلاً اذا كان معدل الزيادة السكانية قد شهد تراجعاً متواضعاً خلال سنوات العمل في حقل السكان على ما يزيد عن عقد من السنوات ، فان طموحنا في هذه المرحلة لاينبغي ان يقل عن تحقيق نسبة مضاعفة من هذا الانخفاض في فترة زمنية مقارنة بسابقتها ، وبخاصة في ظل زيادة الشركاء وتضاعف الامكانيات المتاحة واهتمام الدولة ، وقناعة ارباب القرار بالاهمية القصوى لهذه القضية، فضلاً عن نمو الخبرات والمعارف المشار اليها آنفاً بين العاملين في حقل السكان.في ضوء هذه المعطيات الاساسية فليس من الامور المستغربة تعدد الانشطة العديدة الخاصة بقضايا السكان المختلفة، والتي لايقتصر حدوثها في العاصمة اليمنية فحسب ، بل وتشهدها العديد من المدن اليمنية، التي لاتنال من التركيز الإعلامي ما يتناسب واهميتها ، وتلك مسالة اخرى تستدعي التوقف امامها ، على اعتبار الشراكة الغاية في الاهمية ما بين العاملين في القطاعات السكانية والمشتغلين في مجال الإعلام والاتصال الجماهيري، والتي ربما اتينا عليها في وقت لاحق.د. عبدالرحمن محمد الشامي
شركاء في قضايا الإنسان
أخبار متعلقة