[c1]إلى روح الفقيد شكيب عوض [/c]د . عيدروس نصر ناصربعد صراع مرير مع المرض غادرنا الاعلامي والكاتب الصحفي والرجل النبيل شكيب عوض وقد مثلت وفاته صدمة عنيفة لكل اهله واصدقائه ومحبيه وتلاميذه وكل من عرفه وتابع اخبار صراعه مع المرض.لم يكن شكيب عوض مجرد كاتب صحفي يكتب المقالة الصحفية او يجري المقابلة او الاستطلاع وينشر مايتوصل اليه عبر هذه الصحيفة او تلك ولم يكن فقط مذيعا ناجحا يقدم البرنامج التلفزيوني او الاذاعي بتألق وامتياز.شكيب عوض كان موسوعة كبيرة من المعلومات والمواهب الثقافية المتعددة استطاع ان يجمع فيها المعلومة الفريدة والقدرة النادرة على الاداء والبراعة في المحاورة والذاكرة القوية التي تحتفظ بتفاصيل عن احداث ومعلومات مضت عليها سنوات وسنوات وقبل هذا وبعده امتلك شكيب الثروة النادرة التي قلما توفرت لدى الكثيرين غيره. انها دماثة الخلق ونقاء الروح وطيبة النفس ونزاهة الضمير وجمال الصبر ونظافة اليد.حيثما حل شكيب كان يتميز عمن سبقوه أو اتوا بعده، فعندما رأس الصفحة الثقافية لصحيفة 14 اكتوبر استطاع ان يحول هذه الصفحة الى ميدان مباراة بين المثقفين والشعراء وكتاب القصة والنقاد من مختلف الاعمار والمستويات ومن خلال هذه الصفحة برعت اسماء العديد من الشعراء وكتاب القصة والنقاد الجدد الذين صرنا اليوم نشير اليهم بالبنان.ومن خلال برامجه التلفزيونية "فلم الاسبوع"، "سهرة مع فنان"، "ذاكرة الفن"، وسواها من البرامج المتميزة استطاع شكيب ان يقدم مادة تلفزيونية جميلة ومثيرة تجمع بين المتعة والاثارة والتشويق والفائدة الثقافية والمعرفية والمعلومة التاريخية، كما اعاد الاعتبار للعديد من الفنانين والمبدعين الذين اوشكت المتغيرات ان تغيبهم عن ذاكرة الاجيال.كان شكيب خلال رحلة عطائه الفنية والواسعة ثروة من المعلومات والبرامج التي اتصور ان فاعليتها واهميتها لاتنحصر على زمن تقديمها بل ستظل ترفد المكتبة الثقافية والفنية اليمنية بالكثير والكثير من هذا الثراء المتجدد.مازلت اتذكر تلك المقابلة التي اجراها شكيب مع الفنانة العربية القديرة سميحة ايوب عبر تلفزيون عدن في منتصف الثمانينات حينما كانت في زيارة لليمن عندما سألها عن استقبال اقيم لها في هولندا "اذا لم تخنّي الذاكرة" وحينما سألها عن تعليق احدى الصحف الفنية في هولندا عن احد افلامها قالت انها لم تعد تذكر فراح يذكرها بتفاصيل التفاصيل وماذا كتب عنها النقاد الهولنديون فصاحت الممثلة القديرة :- ياه .. ذا انته تعرف عني اكثر مما اعرف عن نفسي.!!ولئن رحل عنا شكيب الجسد فان شكيب الابداع والعطاء والتألق والذكرى العطرة سيظل معنا نسامره ويسامرنا من خلال مانحتفظ به من شعور بالعرفان والتقدير والاجلال والمحبة التي هي اقل ما يستحق منا هذا الرجل النبيل.
|
مقالات
وداعاً أيها الفارس النبيل
أخبار متعلقة