دون سابق إنذار يطالعك احدهم وقد تأبط يدي “ طفل “ مساعداً إياه في اعتلاء المنبر ليفاجأ المصلين بخطبة عصماء عن الجنة والنار بنبرة هي اقرب الى المحاكاة من أي شيء اخر، اما التقديم لذلك ( الخطيب) فهو لايخرج في الغالب عن كونه طالب علم وتلميذ نجيب لفلان او علان من الشيوخ!وبطبيعة الحال نحن لانعترض على ان يكون من بين أبناءنا من يستطيع ان يأخذ ويعطي في المسائل الدينية ويعطي للأمور الشرعية حقها، لكننا نعترض ونعترض على ان يؤتي بـ( صبية) لكيل التهديد والوعيد ومحاكاة الصراخ ودق ( العصي) على المنابر على وقع آيات وأحاديث قد لايفهمون معناها وكل مايربطهم بها هو الحفظ الآلي والاداء الذي يشبه التمثيل ..لحول ولاقوة الا بالله نكتب مثل هذا القول بعد ان تزايدت الممارسات في هذا الاتجاه حتى اصبحت تمثل سمة اساسية في بعض المساجد وبالذات تلك المساجد التي تقع في الحواري الشعبية البسيطة وفي اطراف المدن ، اذ نجد ان جماعة تسيطر على المسجد وتمنح الصكوك لمن شاءت وتحدد من يحاضر وفيما يحاضر او يلقي الدروس وهي في الغالب لاتعطي (الخبز لخبازه)وتقدم الحق لمن لايستحقه وبالذات لمثل هؤلاء (الصبية) الذين يهرفون بما لايعرفون ويرددون كلاماً لايدركون معناه.مرة اخرى نعيد القول: لنسا معارضين ان يتعلم ابناؤنا احكام الشرع وعلوم الشريعة ولكننا ضد ان يقاد اولئك الى مايراد لهم عنوة وضد الاستعجال وطي المراحل اما مهم وضد ان يصور لهم بأنهم قد اضحوا شيوخاً بمجرد وقفة سنحت لهم قبل الاوان نحن مع ان يتفوق شبابنا وصغارنا في الخطابة الدينية وغير الدينية لكننا مع التدرج المنطقي ومع العلم والفهم قبل الصراخ ودق العصي.ومن اجل ان تأخذ الامور مجراها الصحيح نتمنى ان لاتعطي المنابر لاي عابر ونتمنى ان يركز ( الشيوخ) على (التعليم) وليس التلقين بحيث تأتي الخطابة في وقتها ووفق أصولها وليس بمجرد السماع والمحاكاة والتقليد الاعمى .. واهم من ذلك نتمنى على الجهات ذات العلاقة ( تقنين) هذه المسألة و(قوننتها) وعلى وجه الخصوص في المساجد الصغيرة حيث يعيش اكثر الناس بساطة وحيث يمارسون شعائرهم وهنا لانعني مجرد مراقبة مكبرات الصوت واوقات استخدامها كما قد يعتقد البعض بقدر مانعني التوجيه بشأن مايقال بالمايكروفات وبدونها والتحقق من هوية من يتحدثون ويمارسون الوعظ والارشاد ومدى اهليتهم للقيام بمثل هذه المهمة..والله من وراء القصد.. [c1]حسن عياش [/c]
|
آراء حرة
صبية المنابر..!
أخبار متعلقة