في ندوة بمناسبة اليوم العربي للتوحد :
القاهرة / (14أكتوبر) - وكالة الصحافة العربيةالتوحد هو حالة من حالات الإعاقة التي لها تطوراتها ، وتعوق بشكل كبير طريقه استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها، كما أنها تؤدي إلي مشاكل في اتصال الفرد بمن حوله، واضطرابات في اكتساب مهارات التعلم ، والسلوك الاجتماعي، وتظهر إعاقة التوحد بشكل نمطي خلال الثلاث السنوات الأولي من عمر الطفل لكل حوالي 15- 20 مولوداً ، وتفوق إصابة الصبية أربع مرات نسبة إصابة البنات ، ويحيا الأشخاص المصابون بهذا النوع من الإعاقة حياة طبيعية ، وتجدها منتشرة في جميع بلدان العالم ، وبين كل العائلات بجميع طوائفها العرقية والاجتماعية ، فمرض التوحد الذي بدأ ينتشر بصورة كبيرة مؤخراً حسب ما جاء في التقرير الذي ينشره معهد أبحاث التوحد (Autism research) فقد لوحظ مؤخراً زيادته بنسبة كبيرة بين الأطفال·ويطلق علي الأطفال المصابين بالتوحد مسمي (ذوي القصور النمائي الشامل) ، ويختلفون في سماتهم من مستوى إلي آخر، مما يعكس اختلافاً في اللعب ، حسب شدة الإصابة بالمخ وشدة الأعراض المصاحبة للحالة المرضية ،وبما أن أطفال التوحد تفكيرهم غير مرن في الغالب وغير منطقي، فإننا نجد استجاباتهم بطيئة للمواقف المعقدة في اللعبة وتنعكس علي تصرفاتهم بشكل عدواني، فيقومون بالتكسير ، والتدمير فالتوحد، إذاً من الإعاقات الصعبة التي تعرف علمياً بأنها خلل وظيفي في المخ لم يصل العلم بعد لتحديد أسبابه، ويظهر خلال السنوات الأولي من عمر الطفل، ويمتاز بقصور ، وتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي ، والتواصل مع الآخرين·ويلاحظ أن الطفل المصاب بالتوحد، فقط يكون طبيعياً عند الولادة ، وليس لديه أية إعاقة جسدية أو خلقية، وإنما تبدأ المشكلة بملاحظة الضعف في التواصل لديه ، ثم يتجدد لاحقاً بعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية وميله إلي العزلة، مع ظهور مشاكل في اللغة إن وجدت ، ومحدودية في فهم الأفكار ، ولكنه يختلف عن الأطفال المتخلفين عقلياً، من هذا المنطلق ، عقد المجلس القومي للطفولة والأمومة، ندوة بعنوان (بمناسبة اليوم العربي للتوحد) حيث تناولت الندوة ، الجوانب الطبية المختلفة لمرض التوحد، والتدخل العلاجي التعليمي، والتأهيلي لهذا المرض·في البداية تحدثت السفيرة د· مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة قائلة: بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، اهتم المجلس بعقد عدة ندوات لمحاولة درء خطر انتشار هذا المرض الذي لم يصل إلى حد الظاهرة بعد ، ولكن الوقاية خير من العلاج ، وذلك عن طريق برامج نوعية ، لمعرفة كيفية التعامل ،مع هذا المرض في حالة وجود القليل، حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد ، صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي ، والتفاعل الاجتماعي ، وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية، وأشارت أن مرض التوحد ، يؤدي إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين ، وفي الارتباط بالعالم الخارجي ، لذلك قام المجلس القومي للأمومة والطفولة ببحث هذا المرض، ومحاولة تفنيد أسباب الإصابة به ، عن طريق تخصيص خط ساخن للأطفال ذوي الاحتياطات الخاصة ، لتلقي الحالات المصابة ، ومحاولة تأهيلها ، ومن ثم تطوع العديد من علماء النفس ، لهذا المشروع ، بجانب مشروع خط نجده الطفل لبحث الأمراض المختلفة ، وخاصة (مرض التوحد) الذي يشغل أولى اهتماماتنا ، وعن المرض وأسبابه ، والبحوث الجديدة في علاجه·[c1]تشخيص التوحد[/c]وتقول د· منال عمر استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس: عادة ما يتم تشخيص التوحد ، بناء علي سلوك الشخص، ولذلك فإن هناك عدة أعراض للتوحد ، ويختلف ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر ، فقد تظهر بعض الأعراض عند طفل ، بينما لا تظهر عند طفل آخر ، رغم أنه جرى تشخيصهما على انهما مصابان بالتوحد ، كما تختلف حدة التوحد من طفل لآخر ، وعادة لا يمكن ملاحظة التوحد بشكل واضح من 24-30 شهراً حينما يلاحظ الوالدن تأخراً في اللغة أو اللعب أو التفاعل الاجتماعي وعادة ما تكون الأعراض ، واضحة في تواصل الطفل ، فقد يكون تطور اللغة بطيئاً ، وقد لا تتطور إطلاقاً والتفاعل الاجتماعي ،فقد يقضي الطفل وقتاً أقل مع الآخرين ، وأن يبدي اهتماماً أقل بتكوين صداقات مع الآخرين ، وتكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية ، مثل الابتسامة ، أو النظر للعيون، وقد تظهر الأعراض بشكل واضح في السلوك، فقد يكون هناك نشاط أو حركة أكثر من المعتاد، أو قد تكون حركته أقل من المعتاد ، مع وجود نوبات من السلوك غير السوي، (كأن يضرب رأسه بالحائط) دون سبب واضح ،أو قد يصر على الاحتفاظ بشيء ما ، أو التفكير في فكرة بعينها أو الارتباط بشخص واحد بعينه ، حيث يوجد لديه نقص واضح في تقدير الأمور المعتادة ، وقد يظهر سلوكاً عنيفاً أو مؤذياً أو مؤذنياً، وعن طرق علاج مرض التوحد ·وأشارت د· منال عمر إلى أن: هناك طرق عديدة بعضها ذات طابع علمي لم تثبت جدواها بشكل واضح ، وكثير منها ذات طابع تجاري بحت ، وربما يقودها الدليل العلمي علي نجاحها ، ويجب التأكيد علي أنه ليست هناك طريقة علاج واحدة ، يمكن أن تنجح مع كل الأشخاص المصابين بالتوحد ، كما أنه يمكن استخدام أجزاء من طرق علاج مختلفة لعلاج الطفل الواحد، ولعل الطابع ( الربحي) لمعظم المؤسسات التي ابتكرت وطورت طرق العلاچ، هذه يجعل الفرد منا يتردد في ترجيح إحداها على الأخري ، وبسبب طبيعة التوحد ، الذي تختلف أعراضه ، وتنقص ، وتزداد من طفل لآخر ، فقد أظهرت البحوث ، والدراسات ، أن معظم الأشخاص المصابين بالتوحد ، يستجيبون بشكل جيد للبرامج القائمة علي الأسس الثابتة، والمتوقعة مثل (الأعمال اليومية المتكررة لكل طفل والتي تعود عليها) ، والتعليم المصمم ، بناء علي الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي ، والبرامج التي تشمل علاج اللغة ، وتنمية المهارات الاجتماعية ، والتغلب علي أية مشكلات جسيمة، علي أن تدار هذه البرامج من قبل أخصائيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة متناسقة ، وشاملة ، كما يجب أن تكون الخدمة مرنة تتغير بتغير حالة الطفل ، وأن تعتمد علي تشجيع الطفل وتحفيزه ، كما يجب تقييمها بشكل منتظم، من أجل محاولة الانتقال بها من البيت إلى المدرسة ثم إلى المجتمع ، كما لا يجب اغفال دور الوالدين ، وضرورة تدريبهما ، للمساعدة في البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطفل ·[c1]استجابة للضغط النفسي[/c]وعن الضغط النفسي لأسرة الطفل المتوحد تحدثت د· ناهد عبدالخالق الطبيبة بوزارة الصحة قائلة: إن من أهم العناصر التي تؤثر في الطفل المتوحد ، هو الاستجابة للضغط النفسي الواقع علي الأسرة ، لذلك كان علينا أن نتوقع تقدماً في سبيل علاج الطفل، فعلينا أولاً العمل على أسرته وإذا كان الاتجاه الحالي يعظم من شأن التدخل المبكر ، فإنه يكون واضحاً وجلياً بأهمية دور الأسرة فعلى أقل تقدير ، يحاول برنامج التدخل إيجاد برنامج تعاون مشترك بين الأسرة وفريق العمل ، فاختلاف تفاعلات وتصرفات الأسرة له تأثير مباشر علي حاجة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولكن في البداية يجب أن نكون متفهمين لأسباب الصدمة في وجود الطفل المتوحد، فقد تكون الصدمة نتيجة فقد معنوي للطفل ،مثل الأب أو الأم ، أو صدمة المشكلة اليومية المستمرة الخاصة بالعناية بطفل آخر حديث الولادة، وأضافت : إن من أهم أسباب الضغط النفسي ، هو عدم العلم مبكراً بوجود مشكلة ما ، مما ينتج عنه التأخير في اتخاذ خطوات إيجابية في مجال التدخل المبكر، وأيضاً هناك عدم وعي من قبل الأسرة بالحجم الحقيقي للمشكلة، ففردية الأطفال المصابين بالمرض ، تجعل كلاً منهم له شكل مختلف ، وبالتالي يكون له البرنامج الخاص ، ويترتب علي ذلك عدم إمكانية التنبؤ بإيجابيات ،أو حتى سلبيات الأساليب المستخدمة في علاجه ، وأساليب الرعاية للطفل المتوحد ، تجعل هناك نوعاً من الضغط النفسي علي الأسرة ، مما يؤثر بالسلب على علاجه ، وهناك أعباء مادية تؤدي إلي الإحساس بالذنب ، لعدم إمكانية توفير الأموال اللازمة للعلاج وأيضاً عدم توافر الوقت الكافي للرعاية ، وكذلك لتبادل العواطف والأحاسيس ، وعزلة أفراد الأسرة كل منهم عن الآخر ، وكل منهم عند المجتمع المحيط به، ونمو مشاعر مختلفة بين الإخوة ، وأخيهم المتوحد مما يؤدي إلي حرج اجتماعي ينشأ عنه عزلة اجتماعية للأسرة · وكما أوضحت د· ناهد: أن الضغط النفسي على الأسرة يظهر بشكل مباشر علي الطفل، ويتمثل اجمالاً بوجود اضطرابات في المشاعر ووظائف الجسم ،والسلوكيات ، والأداء للطفل المصاب ، لذلك لابد من وجود التوافق النفسي ، حيث يتصف السلوك البشري، بطبيعته الدينامية وصورته المتغيرة، فظروف الحياة في تقلب وتغيير دائمين ، ولذلك يضطر الكائن الحي إلي أن يعدل استجاباته ، ويغير نشاطه وفقاً لتغير ظروف البيئة التي يعيش فيها ، وقد يضطر أحياناً إلي إحداث تغيير في البيئة ، ومن هنا فإن الحياة تتضمن القيام بعملية التوافق بصفة مستمرة ما دام الكائن الحي قادراً علي القيام بهذا التوافق، فهو يستطيع الحياة والبقاء ، ولما كانت حياة الأفراد دائما سلسلة مستمرة من عمليات التوافق ، كان لزاماً عليهم أن يتصفوا بالمرونة والقدرة علي الالتفاف حول العقبات ·[c1]مشاركة الأفكار [/c]وعن فكرة تكوين جماعات للدعم بين أسر الأطفال المتوحدين تقول د· سهام خيري، (رئيس مجلس إدارة مؤسسة اني للفئات الخاصة والتوحد) أن من أهم أنواع الدعم الاجتماعي ، وأكثرها نفعاً للأسرة ، هي مجموعة الدعم الأسري التي يتم من خلالها مشاركة الأفكار ، وتبادل الخبرات ، والدفاع عن حقوق أطفالنا ، وأن لهم الحق في العلاج الفعال، وفي التدريب المنظم ، وفي التعلم والعمل ، وأهم من ذلك حقهم في الترفيه عنهم ، وفي أن يندمجوا في المجتمع بشكل كامل ، وفعال ، ومفيد لهم ،ولأسرهم وللمجتمع ككل ، وتضيف أن من أشكال الدعم الأسري (مجموعة self- help) وفيها لا يوجد قائد أو متخصص أو جهة مسؤولة مشرفة فقط أولياء الأمور والأصدقاء ، والمتهمين ، ومجموعة (non-self-help) وفيها يوجد مشرف أو متخصص أو جهة منظمة ، بالإضافة للأسرة وآخر شكل: هو دمج المجموعتين السابقتين ، وفيها تستعين الأسر بالأخصائيين أو المشرفين بشكل غير دوري ، وحسب الاحتياج وجدول الأعمال ، وتكمن أهمية ومميزات مجموعة الدعم الأسري في أنها تعود بالنفع علي أسرة الطفل ، الأب والأم وأحيانا الجد والجدة أو الأقربين للطفل بشكل خاص ، وتعود أيضاً علي الطفل التوحدي·