حدث وحديث
طال الحصار لغزة وطالت معه حالة الانقسام الفلسطيني بين إخوة الدرب والهدف الواحد، وبات المشروع الوطني الفلسطيني مهدداً، وأصبح الكيان الصهيوني أكثر ارتياحاً لما يجري في غزة والضفة الغربية بين كل من فتح وحماس من اقتتال واعتقال متبادل، أما المواطن الفلسطيني فهو الذي يدفع الثمن وفي كل الأحوال .حتى اللحظة لم تنجح كل المساعي من الأشقاء العرب الحريصين على وحدة الصف الفلسطيني في تحقيق الوحدة الوطنية ، وتنفيذ المبادرات التي من شانها إنهاء حالة الانقسام وفي المقدمة منها المبادرة اليمنية والتي حظيت بموافقة فتح وحماس ، ثم القمة العربية لتصبح بادرة عربية ، والحقيقة تقال لا يوجد تفسير مقنع لنا اليوم لعدم تنفيذ هذه المبادرة وبأسرع وقت ممكن .يخطئ كل من يقول إن القضية الفلسطينية، والمشكلة القائمة حلها شأن فلسطيني، خاصة وأن فلسطين هي قضية العرب الأولى وأن جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني صراع عربي صهيوني و ليس فلسطينياً صهيونياً ، والقدس تخص كل الأمة العربية والإسلامية، ومن هذا المنطلق نقول أن المسؤولية مسؤولية عربية. لقد آن الأوان ليقول لنا الأشقاء العرب الغيورين على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني من المخطئ ومن الذي يتحمل المسؤولية في إعاقة الوحدة الوطنية الفلسطينية وليس هناك ما يمنع أن تتواجد قوات عربية في قطاع غزة ويكون هدفها حفظ الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني ويكون هدفها منع الاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني وقتل المواطنين واغتيال المناضلين ويكون هدفها فتح المعابر وإنهاء حالة الحصار على القطاع ويكون هدفها إعادة لحمة الفصائل الوطنية والمسلحة الفلسطينية .لماذا لا ، ولماذا نرفض وجود قوات عربية ولماذا نخشاها ما دمنا نؤمن بأمتنا العربية وبقومية المعركة وبالمسؤولية الجماعية تجاه القضية.في هذه الأيام نعيش شهر رمضان المبارك ، وهذا يفرض علينا نحن المسلمين واجبات كثيرة ، وربما يكون في مقدمة هذه الواجبات وأكثرها خصوصية من المسلمين هو فك الحصار عن أهلنا في غزة وان لا نترك أهلها يهلكون يوماً بعد آخر نتيجة المرض والجوع الذي فاق التصور .إيماننا بهذه الأمة وبهذه العروبة هو إيماننا بقضية شعبنا العادلة ولن يتزعزع.