تتجه انظار العرب اليوم إلى قمة تونس والسعودية ضمن منافسات المجموعة الثامنة لمونديال ألمانيا ، حيث تتعدد القراءات الفنية للمباراة ، وتتنوع التقديرات ، على اعتبار ان المواجهة بين الطرفين تدخل في خانة الديربي ، حتى لا نقول بانها اختبار لمستوى الكرة العربية في عرس المونديال و سيكون مصير مدربي المنتخبين مشابها إلى حد ما فمدرب السعودية، البرازيلي ماركوس باكيتا، حصل على ثقة الاتحاد السعودي الذي حسم امره اواخر مايو الماضي بتمديد عقده لعامين اضافيين. وكان كلام الامير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم واضحا عندما اعلن "استمرار المدرب لمدة عامين يقود خلالها المنتخب في مشاركاته المقبلة ومنها التصفيات المؤهلةالى كأس الامم الاسيوية 2007 وكأس الخليج في الامارات مطلع العام ذاته بصرف النظر عن نتائج المنتخب في مونديال المانيا". [c1]التغيير الدائم[/c]ويؤخذ على السعودية تغييرها الدائم للمدربين في البطولات الكبيرة، لكنها اكدت بقاء باكيتا الذي اعرب بدوره عن ارتياحه لقرار الاتحاد السعودي "الذي سيمنحني مزيدا من الثقة للعمل مع المنتخب". وكان باكيتا مدربا لفريق الهلال، ثم تعاقد معه الاتحاد السعودي للاشراف على المنتخب خلفا للارجنتيني غابرييل كالديرون.وكان الارجنتيني سولاري قاد المنتخب في مونديال الولايات المتحدة عام 1994، والبرازيلي كارلوس البرتو باريرا (مدرب منتخب بلاده حاليا) في مونديال فرنسا 1998 ثم اقيل من منصبه قبل المباراة الاخيرة في الدور الاول ضد جنوب افريقيا حيث اسندت المهمة الى المحلي محمد الخراشي.وفي المونديال الماضي في كوريا الجنوبية واليابان، اعتمد الاتحاد السعودي على المحلي الاخر ناصر الجوهر الذي يعمل حاليا مساعدا لباكيتا. واتخذ الاتحاد التونسي لكرة القدم قرارا مماثلا اول من امس الاحد في مدينة شفاينفورت الالمانية حيث كان يعسكر المنتخب استعدادا لانطلاق البطولة. وقد اعلن رئيس الاتحاد التونسي حمودة بن عمار تمديد عقد المدرب الفرنسي روجيه لومير حتى عام 2008، مع خيار البقاء حتى عام 2010 "اذا اراد ذلك". وقاد لومير منتخب تونس الى الفوز بلقب بطولة امم افريقيا في تونسي عام 2004 وذلك للمرة الاولى في تاريخها[c1]ثاني قمة عربية [/c]تتجه انظار العرب اليوم إلى قمة تونس والسعودية ضمن منافسات المجموعة الثامنة لمونديال ألمانيا ، حيث تتعدد القراءات الفنية للمباراة ، وتتنوع التقديرات ، على اعتبار ان المواجهة بين الطرفين تدخل في خانة الديربي ، حتى لا نقول بانها اختبار لمستوى الكرة العربية في عرس المونديال و سيكون مصير مدربي المنتخبين مشابها إلى حد ما .فبعد 12 عاما على المواجهة الاولى بين السعودية والمغرب، اوقعت القرعة السعودية بالذات مع تونس في مجموعة واحدة الى جانب اسبانيا واوكرانيا. ويختلف المشهد تماما بالنسبة الى السعودية، فمشاركتها في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 كانت الاولى لها في هذا المحفل العالمي، فخاضت غماره بحماسة كبيرة ونجحت في تحقيق فوزين على بلجيكا بهدف شهير لسعيد العويران ثم على المغرب 2-1، فيما خسرت امام هولندا 1-2، لكنها حجزت بطاقتها الى الدور الثاني قبل ان تخسر امام السويد 1-3[c1]فأل خير [/c]وسجل المهاجم المخضرم سامي الجابر هدفا في مرمى المغرب من ركلة جزاء في المباراة المذكورة، وقد يشارك غدا ضد تونس ايضا وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.ويحق للسعوديين اعتبار المواجهة العربية مع تونس فأل خير عليهم قياسا على ما حققوه امام المغرب، لكن ذكريات مباراتهم الافتتاحية ضد المانيا باهدافها الثمانية في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ما تزال امامهم، لذلك فان التفاؤل يشوبه الحذر الشديد.وانتظر المنتخب السعودي اربع سنوات اختلفت فيها تشكيلته كثيرا وتنقلت ادارته الفنية بين اكثر من مدرب الى ان رست على البرازيلي ماركوس باكيتا، وحان الوقت امامه لاستعادة الهيبة التي اهتزت كثيرا في مونديال 2002 التي تعد مشاركته فيه الاسوأ في تاريخه ومحو الصورة الهزيلة التي ظهر بها بتلقيه ثلاث هزائم هي امام المانيا (صفر-8) والكاميرون (صفر-1) وجمهورية ايرلندا (صفر-3). وبقي تسعة لاعبين فقط من تشكيلة 2002 هم الحارس محمد الدعيع والمدافعون احمد الدوخي ورضا تكر وعبد العزيز الخثران وحسين عبد الغني، ولاعبو الوسط نواف التمياط ومحمد الشلهوب ومحمد نور والمهاجم سامي الجابر.وهناك لاعبان لم يشاركا اساسيين هما الحارس مبروك زايد ولاعب الوسط عمر الغامدي. ويعيش لاعبان فقط هذا المزيج من الذكريات والمشاعر بين فرحة 1994 وخيبة 2002 هما الدعيع والجابر.[c1]تفادي الأخطاء[/c]ولتفادي الاخطاء التي حصلت في اعداد "الاخضر" لمونديال 2002، وفر الاتحاد السعودي خطة شاملة لتهيئته الى نهائيات المانيا 2006، فخاض 13 مباراة دولية متدرجة المستوى اهمها في المعسكرين اللذين سبقا انطلاق المنافسات حيث فاز على توغو 1-صفر وخسر امام تشيكيا صفر-2 وتركيا رابعة النسخة الماضية صفر-1، وكان خسر امام بلجيكا 1-2 قبل ذلك، ثم فاز على فريق منطقة باد ناوهايم حيث كان يستعد قبل توجهه الى ميونيخ 15-صفر، وعلى احتياطيي فرانكفورت 8-صفر.واعلن باكيتا في اكثر من مناسبة عن جاهزية المنتخب فنيا وبدنيا وقال "المنتخب جاهز تماما لخوض غمار المونديال وهدفنا ليس فقط المشاركة انما المنافسة على احدى بطاقتي التأهل الى الدور الثاني".وعن تأثير المباراة الافتتاحية للمنتخب السعودي في المونديال السابق على اللاعبين امام تونس قال باكيتا "لا شك بان اللاعبين السعوديين عانوا كثيرا من الناحية النفسية عام 2002 وهم لن ينسوا ذلك ابدا لكن تصميمهم كان واضحا على تقديم الافضل هذه المرة وقد عملنا كثيرا على تهيئتهم بدنيا ونفسيا ليكونوا جاهزين تماما للمباراة الاولى".[c1]تقارب المستوى [/c]واوضح "الفارق في المستوى بين المنتخبين متقارب جدا وبالتالي اتوقع مباراة متكافئة". واكد بان المهاجم المخضرم سامي الجابر الذي يخوض النهائيات للمرة الرابعة سيبدأ المباراة على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين لانه يتعافى من اصابة طفيفة وقال "سيكون الجابر جوكر المنتخب". وشدد باكيتا على انه عمل على تفادي الاخطاء التي وقع فيها المنتخب قبل اربع سنوات عندما تعرض لهزيمة نكراء امام المانيا بثمانية اهداف نظيفة وقال "عملنا على تحسين الاداء الدفاعي للمنتخب، لاننا لا نريد ان نكرر اخطاء عام 2002".واضاف "يتوجب علينا ان نمحو الهزيمة الثقيلة امام المانيا اولا، ثم سنحاول الحصول على ثلاث نقاط من اجل ان نحافظ على فرصتنا في بلوغ الدور الثاني".[c1]احتمالات متعددة[/c]واعتبر باكيتا ان غياب هداف المنتخب التونسي سيلفا دوس سانتوس بسبب الاصابة "لن يؤثر على خطته للمباراة الاولى"، مشيرا الى انه "فكر بجميع الاحتمالات وان تشكيلته لمواجهة تونس واضحة مع احتفاظه ببعض الاوراق السرية لاستخداهما في الوقت المناسب".وبدا واضحا اعتماد باكيتا على تشكيلة شبه ثابتة في المباريات الودية الاخيرة نواتها محمد الدعيع او مبروك زايد في حراسة المرمى، احمد الدوخي ورضا تكر وحمد المنتشري وعبد العزيز الخثران (حسين عبد الغني) في الوسط، وسعود كريري ومحمد نور وخالد عزيز وعمر الغامدي (محمد الشلهوب) ونواف التمياط في الوسط، وياسر القحطاني (سامي الجابر) في الهجوم.
[c1]تونس تبحث عن انجاز [/c]قد يكون المنتخب التونسي بطل افريقيا على ارضه عام 2004 افتقد احد اخطر لاعبيه باصابة سيلفا دوس سانتوس، لكنه يملك من اللاعبين ما يجعله قادرا على تقديم مباراة كبيرة يستهل بها مشواره في النهائيات حيث يسعى ايضا الى الفوز املا في خطف احدى بطاقتي المجموعة الى الدور الثاني.وتتأهل تونس الى المونديال للمرة الرابعة ايضا كما هي حال السعودية، لكنها المشاركة الثالثة على التوالي، فيما كانت مشاركتها الاولى عام 1978، ولم تتمكن من تخطي الدور الاول حتى الان.وكان سانتوس تعرض للاصابة في ركبته خلال مباراة اعدادية لتونس ضد فريق محلي في مدينة شفاينفورت الالمانية ضم في صفوفه لاعبين بافاريين، حيث اضطر سانتوس الى مغادرة الملعب في الدقيقة 30 بعدما شعر بالام في ركبته لم يتعافى منها قبل المواجهة المرتقبة مع السعودية.كما تلقى المنتخب التونسي ضربة ثانية باصابة مدافع تولوز الفرنسي مهدي مرياح الذي سيغيب عن البطولة نهائيا لاصابته في ساقه اليسرى حيث تم استبداله بمهاجم ستراسبورغ الفرنسي هيكل قمامدية حسب ما اكد الاتحاد الدولي (فيفا). وسبق ان حل شوقي بن سعدى بدلا من عصام جمعة للسبب عينه ايضا. [c1]استقرار فني [/c]وباسثناء هاجس الاصابات، فان المنتخب التونسي يمر بحالة فنية مستقرة تحت اشراف المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي قاده الى الانجاز الافريقي للمرة الاولى في تاريخه قبل عامين. وينظر لومير الى المونديال نظرة التحدي لانه كان فشل فشلا ذريعا مع منتخب بلاده عام 2002 حيث دخل مرشحا بقوة للاحتفاظ بلقبه لكنه خرج من الدور الاول. ويعول لومير على نخبة من الاسماء اللامعة في المنتخب التونس الذي وصف بأنه الافضل في تاريخ الكرة التونسية وابرزهم الحارس المخضرم علي بومنيجل (40 عاما) وراضي الجعايدي وحاتم الطرابلسي وكريم حقي وجوهر المناري وعادل الشاذلي وزياد الجزيري ورياض البوعزيزي.واكد قيس الغضبان ان الاستعدادات تتواصل في ظروف جدية وبلغت مرحلتها الاخيرة مضيفا انه بعد ان اقتصر الاستعداد في سويسرا على الجانب البدني تركز هنا في المانيا على الجوانب الفنية والتكتيكية. واكد على اهمية ان يكون المنتخب جاهزا امام السعودية، مشيرا الى ان معنويات اللاعبين عالية.واضاف ان المنتخب تعود على تنويع خططه الفنية باعتماد التصور التنظيمي والتكتيكي للمدرب الفرنسي روجيه لومير وان ذلك لا يتاثر بالتغييرات على مستوى اسماء اللاعبين.[c1]خبرة طويلة [/c]من جهته، أوضح مدافع بولتون الانكليزي الجعايدي ان المنتخب جاهز لمباراة السعودية مضيفا "دون التقليل من قيمة المنتخب السعودي فان ملاقاته في المباراة الاولى وتحقيق نتيجة ايجابية سيساعدنا على دخول المونديال بنسق تصاعدي قبل ملاقاة اسبانيا واوكرانيا. وشدد الجعايدي على ان المنتخب التونسي "قادر على المضي قدما في المونديال"، مضيفا "يجب ان يؤمن اللاعبون بحظوظهم في هذا المونديال وان يلعبوا بروح التضامن والثقة في النفس من اجل ان يظهر الفريق بمستوى مشرف". واكد انه سيسعى الى تقديم اداء يترجم خبرته الطويلة سواء في البطولة التونسية او الانكليزية مشيرا الى ان ذلك بقدر ما يحمله مزيدا من المسؤولية فانه يعطيه في الوقت ذاته ثقة اضافية للظهور بوجه جيد.اما لاعب وسط رينجرز الاسكتلندي حامد النموشي فقال "الاجواء داخل المجموعة ايجابية جدا وان الجميع يسعى للخروج بنقاط الفوز ضد السعودية التي تحسن اداؤها كثيرا في السنوات الماضية مستفيدا من خبرة الفنيين البرازيليين الذي طبعوا الى حد كبير اداء الكرة السعودية".[c1]عزيمة بومنيجل [/c]من جهة أخرى أكد حارس مرمى المنتخب التونسي علي بومنيجل، اللاعب الاكبر سنا في نهائيات كأس العالم أن تقدمه في السن ليس له اي تأثير على مستواه سواء داخل صفوف المنتخب او فريقه النادي الافريقي. وقال بومنيجل في تصريح لوكالة فرانس برس "التقدم في السن ليس له اي تأثير على مستواي. لست أنا اول او آخر لاعب متقدم في السن يشارك في المونديال او لا يزال يمارس اللعبة في الملاعب"، مستبعدا فكرة اعتزاله اللعب في الوقت القريب.وأضاف "لا زلت املك الحافز نفسه والطموح والحماس الذي كنت أشعر به في مستهل مسيرتي الاحترافية، فانا واثق من قدراتي وسأبقى في الملاعب طالما ما زلت أرى بانني قادر على تقديم الافضل سواء لمنتخب بلادي او لفريقي النادي الافريقي".[c1]زوف وشالتون [/c]وتابع "سبقني حراس مرمى كبار لذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر الايطالي دينو زوف والانكليزي بيتر شيلتون، دون ان ننسى المهاجم الدولي الكاميروني روجيه ميلا الذي ابلى البلاء الحسن في مونديال ايطاليا وعمره 38 عاما قبل ان يشارك في مونديال الولايات المتحدة وعمره 42 عاما".واوضح بومنيجل "قد يكون لاستمرار العملاقين زوف وشيلتون في الملاعب رغم تقدمها في السن له علاقة باستمراريتي انا ايضا خصوصا وانهما قدوتي ومثلي الاعلى في مشواري الكروي".وتابع "الاستمرار في اللعب رغم التقدم في السن دليل على امور عدة هي الكفاءة والاحترافية والعمل الجيد في التدريبات والمثابرة والاهتمام باللياقة البدنية من نوم جيد واكل جيد". وأضاف "سيأتي يوم ما وسأتوقف عن اللعب وهذه سنة الحياة الكروية، لكن ذلك لن يحصل الان".