التعليم خيار المرأة الأول والتسويق الأسوأ.. وبوصلة المهن تتغير
جدة / وكالات :كشفت الغرفة التجارية الصناعية في جدة، ممثلة بمركز السيدة خديجة بنت خويلد، عن تبنيها إجراء مباحثات مكثفة مع وزارة العمل لرفع الحد الأدنى لأجور العاملات السعوديات في القطاع الخاص الى أكثر من 1500 ريال (400 دولار)، وذلك ضمن حملة منظمة لتوظيف السعوديات العاطلات عن العمل، وتطبيق القرار 120 المنظم لعمل المرأة بالقطاعين العام والخاص.وأوضحت نشوى طاهر عضو مجلس إدارة الغرفة ومركز السيدة خديجة بنت خويلد بأنها تتوقع تطوراً إيجابياً في هذا الأمر، وانفراجة كبيرة بالنسبة لتوسع مجالات العمل المتاحة أمام المرأة السعودية في القطاعين العام والخاص، مشيرة إلى تنسيق مع بلدية جدة يفضي إلى فتح قسم نسائي خاص يتم فيه توظيف فتيات سعوديات بعد أن يؤهلهن المركز ويدربهن في الفترة القريبة المقبلة.وطالبت طاهر العاملات والموظفات بالإسهام في حل مشكلة تدني الرواتب والمزايا الوظيفية التي تعاني منها بعض مؤسسات القطاع الخاص، وذلك من خلال رفض الاستغلال الذي تنتهجه مؤسسات توظف النساء بنصف رواتب الرجال وبدون أي مميزات على الإطلاق.وقالت طاهر: من جانبنا ننسق مع وزارة العمل بهذا الخصوص، لكن تبقى خطوة مهمة يجب أن تساهم بها السيدات وهي زيادة الوعي والمعرفة بماهية العقد الرسمي وأهميته، وعدم خضوعها لعروض عمل منخفضة الأجر.من جهة أخرى اكدت موظفات في مجالات مختلفة في أحاديث صحافية بأن التسويق، والعلاقات العامة، والتعليم في القطاع الخاص، والخطوط الأمامية كالاستقبال، والحراسات الأمنية، تتصدر قائمة أسوأ الوظائف في نظر السعوديات.واختلفت الأسباب بين تلك الموظفات، إذ تشير أماني الفقيه (مندوبة مبيعات) إلى انخفاض المردود المادي لتلك الوظائف، إضافة إلى قلة البدلات وانعدامها في بعض بيئات العمل، والمجهود الشاق المبذول فيها، مضافا إليها ساعات العمل الطويلة.أما الجديد في الأمر بين الموظفات اللاتي قابلتهن، فكان تحول بوصلة المهن المفضلة للسعوديات لتشمل مهنا كانت تؤخذ بنوع من الاستخفاف في المجتمع السعودي سابقاًَ. ومن تلك المهن: الأعمال الحرفية التي تشمل التجميل والتزيين، والأعمال الحرة بشكل عام، والمحاسبة، والوساطة، والتصوير الفوتوغرافي، وأعمال الصيانة، وتصميم الأزياء، إلى جانب أعمال أخرى ظلت لسنوات طويلة حكراً على الرجال كالعقارات والمقاولات.وبالرغم من اتساع مجالات العمل بالنسبة للسعوديات إلا أن التعليم الحكومي لا يزال الأفضل من وجهة نظر السعوديات لمردوده المادي المجزي والاستقرار الوظيفي الذي يمنحه، بالإضافة إلى مهن تظل محط الاحترام والتقدير في المجتمع كالطب، والهندسة.وإذا كانت الوظائف الحكومية، وفي قطاع التعليم بشكل خاص، أفضل بنظر الكثيرات كونها توفر مزايا عديدة واستقراراً نفسياً أكبر إلا أن هناك هجرة عكسية تؤكدها حالة سلمى أبو العلا التي هجرت وظيفتها كمعلمة لتتفرغ لإدارة مشغل والدتها الذي يدر أكثر بكثير مما تتقاضاه كمعلمة، إضافة إلى استمتاعها الكامل بوقتها ومرونة جدول أعمالها التي تسمح لها بالتمتع بعطلة سعيدة مع عائلتها في الوقت الذي ترغب فيه.مهن أخرى كانت غير جذابة من وجهة النظر الاجتماعية، أصبحت مرغوبة وأكثر احتراماً كمهنة التمريض التي تعد إحدى أكثر المهن جاذبية من وجهة نظر السعوديات، نظراً لمردودها المادي المناسب، والبدلات المجزية إضافة إلى إمكانية التطوير والحصول على دورات تدريبية متقدمة في هذا المجال.