مع الاخرين
المواطنون في عدن عاشوا ويعيشون على السمك ، فكيف نحرمهم منه وعلى ماذا يعيشون بدونه ؟لكل منطقة من مناطق البلاد طبخة خاصة بها تكون هي القاسم المشترك بين وجبات اهلها او المفضلة لديهم او المتسرة لهم طيلة ايام السنة ، والطبخة المعروفة للناس في عدن هي ( الرز والصانونة ) .. ( والصانونة ) هي ابنة شرعية للسمك ، فالسمك هو اب وام ( الصانونة ) العدنية قبل ان نعرف ونكعف ( صانونة ) غير شرعية هي ( صانونة الهوا ) اي الخالية من السمك ، واهل عدن يستطيعون ويرغبون في اكل السمك في وجباتهم الثلاث لوتوفر لهم ذلك ، وبما ان طلباً كهذا يعتبر اليوم مخالفاً لنظم التجارة والتموين وتهوراً يجب الا يصدر من اناس عقلاء وتقليد عفا عليه الزمن ولا يتفق ودراسات مراكز البحوث فقد قبل الناس في عدن ان تقتصر وجبتهم الرئيسية اي طعام الغذاء على السمك ولكن على الرغم من قبولهم بالهم فالهم نفسه لم يعد يقبل بهم بعد ان اصبح السمك بالنسبة لهم هماً اوكما يصفه البعض ترفاً لايمكن للناس الحصول او الوصول اليه يومياً فأسعار الاسماك تفوق اسعار لحم ( الكباش ) وطبعاً الدجاج الذي اصبح الآن هو اللحم الرسمي للناس . ولان عدن مدينة بحرية اساساً فإن ارتفاع اسعار الاسماك فيها يرفع ضغط الدم لدى الأسر الساكنة في المدينة ويهدد بتفجر شرايين مخها ، كيف لا وتاريخهم يقول أنهم في الاصل ابناء صيادين كانت حرفتهم - قبل التجارة والشطارة - هي صيد الاسماك ، كيف لايرتفع ضغط دمهم وهم يرون اسماكهم امام اعينهم ولاتستطيع ايديهم ان تمتد اليها خوفاً من لسعة اسعارها وكأننا استوردناها من بحار الصين او المحيط الاطلسي مع انها من شواطئنا التي نسبح فيها بل ان هذه الاسماك لونطقت لتحدثت الينا بالعربي و ( عرعرت ) لنا بالعدني . والاسماك لا تحتاج الى علف او سماد فهي موجودة في مياه البحر وبكميات كبيرة تزيد انواعها في بحارنا عن (150) صنفاً لانرى الاصنف ( الباغة ) وتفرض علينا ثلاثة اصناف هي ( الديرك والسخلة والثمد ) التي تخرج لنا السنتها قائلة ... ابعد عنا ياشاطر . نحن نقرأ في صحفنا خبراً هنا او موضوعاً هناك حول ثروتنا السمكية والشركات المحلية والاجنبية العاملة في مجال الاصطياد في بحارنا وما تصدره من اسماك للخارج و .... و ..... اما اسعارها هنا فيتم تناولها باستحياء وكان حصول الناس على هذه الوجبة الضرورية يأتي في آخر قائمة الاساسيات . صحافتنا نفسها قصير اوضيق ، انه اضيق من نفس الدجاجة وهي تستعد لاصابتها بأنفلونزا الطيور ، فنحن لم نقرأ ونتابع حملة صحفية متكاملة حول هيجان اسعار الاسماك وكشف المتسببين فيها وعدم التوقف عن الكتابة حتى يعود ميزان اسعارها الى الاعتدال ويحصل الناس على حقهم من سمك بلادهم . لهذا سأحاول في الاعمدة القادمة مواصلة الكتابة عن اسعار الاسماك على امل مشاركة القراء في هذه الحملة المتواضعة . * [email protected] تيليفاكس : 241317