روسيا / متابعات :بعث طفل “معجزة” أملاً ذا طابع روحي في نفوس الناس في جنوب روسيا الذي يغلب المسلمون على سكانه الذين يشعرون بيأس متزايد في مواجهة عنف المتشددين الإسلاميين.فمن جدات ظهورهن متحدبة إلى تلاميذ مدارس اصطف مئات الزوار هذا الأسبوع تحت أشعة الشمس اللافحة ليحظوا بلمحة من الرضيع علي يعقوبوف (تسعة أشهر) والذي يقولون أن آيات قرآنية تظهر وتختفي على جسده كل بضعة أيام.وقال زعماء دينيون أن آية “الحمد لله رب العالمين” القرآنية كانت مكتوبة بلون قرنفلي على ساق الرضيع اليمنى بخط عربي يمكن قراءته بوضوح.ورأى صحفيون أجانب قاموا بزيارته في وقت لاحق حرفاً واحداً متبقياً بينما اختفت بقية الحروف.وقال ساجد مرتضى علييف رئيس منطقة كيزليار على بعد نحو 150 كيلومترا شمالي ماخاشكالا عاصمة إقليم داغستان “مسألة أن هذه المعجزة حدثت هي إشارة لنا لنأخذ بزمام المبادرة ونساعد إخواننا وأخواتنا في تحقيق السلام”.ويتوافد ما يصل إلى ألفي زائر من مسلمي روسيا البالغ عددهم 20 مليوناً يومياً لرؤية الرضيع اللطيف ذي العينين الزرقاوين والذي بات منزله المبني من الطوب القرنفلي اللون مزاراً.وقال فلاديمير زخاروف نائب مدير مركز أبحاث القوقاز بجامعة موسكو للعلاقات الدولية انه ليس في وضع الحكم على صحة المزاعم لكن الواضح أنها ولدت من رحم اليأس.وأضاف بالهاتف “الإسلام والخوف من الإرهاب الآن يهيمنان تماماً على شمال القوقاز وربما يستخدمون هذا للهروب من حقيقة معينة”.وتحدد رايات من قماش الساتان الأخضر الطريق إلى منزل الرضيع المتواضع في كيزليار وهي بلدة صغيرة تميزها المساجد ذات اللون الأخضر وحقول الذرة والطرق الترابية.وتقوم شرطة داغستان المسلحة المنتشرة في كل مكان بدوريات حول المنزل بينما يعرض أئمة صوراً لذراعي يعقوبوف وساقيه وقد غطتها كتابة عربية من مرات سابقة ظهرت فيها الآيات القرآنية عليها وسط تهليل من الحشود الصاخبة.ويقولون ان كون شامل (27 عاماً) والد يعقوبوف يعمل بقوة الشرطة التي هي هدف دائم للمتشددين دليل على تدخل إلهي.وفسر سيد اميروف رئيس بلدية ماخاشكالا الذي نجا من نحو 12 محاولة اغتيال منذ منتصف التسعينات الضجة التي ثارت في الآونة الأخيرة حول الرضيع على أنها تحذير.وصرح للصحفيين “ما حدث هنا معجزة حقاً لكن يجب أن تكون هذه رسالة أيضا بالابتعاد عن التطرف الديني”.