رئيس الوزراء العراقي يحث على الحد من الاعتماد على النفط
لندن/بغداد/وكالات/14 أكتوبر/رويترز:اتخذت الحكومة البريطانية قرارا غير مسبوق يقضي بوقف نشر تفاصيل ما دار بين وزراء الحكومة آنذاك بشأن المشاركة في غزو العراق بدعوى أن ذلك سيثير مخاوف لدى الوزراء تجعلهم يحجمون عن التعبير بصورة حرة عن آرائهم في المواضيع التي قد تثير الجدل مستقبلا, حسب ما أوردته صحيفة (غارديان).وفي سياق تطرقها لهذا الخبر قالت الصحيفة إن وزير العدل البريطاني جاك سترو برر هذا القرار بالقول إن وزارته استخدمت حق الفيتو الذي يخولها القانون لوقف نشر تفاصيل هذه المحاضر لأن الضرر المحتمل من ذلك على الحكومة البريطانية يفوق بكثير ما قد يتحقق من ورائه من مصلحة عامة.ونفى استرو أن يكون يهدف من وراء قراره ذلك إلى التحايل على هذا القانون قائلا بأن سرية المداولات تخدم اتخاذ القرارات العميقة وأن نشر تفاصيل ما يجري داخل مجلس الوزراء في مثل هذه القضية تقوض فسحة التفكير والنقاش في الوقت الذي تكون فيه ضرورية للغاية».الصحيفة قالت إن هذا القرار قوبل في البرلمان باستهجان أعضاء من الأحزاب السياسية البريطانية المختلفة فمنهم من صاح «عار» ومنهم من صاح «خزي», إلا أنها ذكرت أن وزير العدل في حكومة الظل البريطانية المحافظة دومينيك غريف أيد القرار الحكومي، غير أن حملة مناهضة التسلح النووي شجبت قرار سترو معتبرة أنه محاولة أخرى لقمع النقاش العام حول «أسوأ فضيحة سياسية تشهدها البلاد» منذ عقود.كما ندد النائب البرلماني عن حزب المحافظين إدوارد لي بهذا القرار قائلا «لا شك أن للناس الحق في معرفة الأسس القانونية لحرب أودت بمقتل ما يصل إلى 600 ألف شخص, هذا الأمر كله نتن».على صعيد أخر دعا رئيس الوزراء نوري المالكي العراق أمس الأربعاء للتخلي عن اعتماده على إنتاج النفط وحذر من أن البلاد ستظل عرضة للتضرر من الأزمة الاقتصادية العالمية إن لم تفعل. وقال المالكي إن العراق يحتاج لتوجيه أموال لإنعاش قطاعات الزراعة والصناعة لكنه أقر بأن إيرادات تصدير النفط مطلوبة لتحقيق ذلك في بادئ الأمر، وأضاف المالكي في مؤتمر حول كيف يمكن للعراق إنهاء اعتماده على احتياطياته النفطية وهي ثالث أكبر احتياطيات في العالم إن المشكلة المزمنة التي يعاني منها العراق منذ فترة طويلة هي اعتماده على مورد واحد. وقال المالكي أمس إنه على الرغم من كل الجهود التي بذلتها وزارة النفط والحكومة لتطوير قطاع النفط خاصة بعد تحقيق قدر من الأمان فإن البلاد مازالت تحتاج للتمويل والقدرات. وأضاف إن أهم ما يحتاجه العراق هو الوقت فالوقت عامل حاسم في تطوير قطاع النفط العراقي. ويعتزم العراق فتح بعض حقول النفط والغاز الرئيسية أمام الشركات الدولية هذا العام من خلال جولتين لمنح التراخيص. على الصعيد الميداني قال الجيش الأمريكي إن هجوما استهدف مركزا للشرطة في شمال العراق أسفر عن مقتل جندي أمريكي ومترجم عراقي ولكن الجيش لم يؤكد تقارير عراقية بأن الشرطة المحلية فتحت النيران على قوات أمريكية. وذكرت مصادر أمنية عراقية إن إطلاق النيران وقع خلال زيارة لجنود أمريكيين ومترجميهم لمركز للشرطة في الموصل أكثر المدن العراقية عنفا. ووفقا للمصادر فتح اثنان من الشرطة مسئولان عن حراسة جسور النيران على الجنود ثم فرا. وقال الجيش الأمريكي في بيان في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء إن ثلاثة جنود ومترجما أصيبوا في الهجوم. ولقي جندي أمريكي آخر حتفه بعد أن نقل إلى مستشفى ميداني كما قتل مترجم عراقي آخر. وكان جنديان أمريكيان قتلا بالرصاص على أيدي جندي عراقي في الموصل في نوفمبر تشرين الثاني. وتراجع العنف في العراق بشكل كبير عما كان عليه عامي 2006 و2007 عندما بلغ العنف ذروته ولكن تفجيرات السيارات الملغومة والقنابل المزروعة على الطرق والاغتيالات مستمرة في الموصل ومحافظة نينوى المجاورة يوميا. وأطلقت القوات الأمريكية والعراقية حملة عسكرية جديدة الأسبوع الماضي في الموصل التي ينظر إليها على أنها معقل لتنظيم القاعدة وجماعات إسلامية سنية أخرى كما ألقت القوات القبض على العديد من المشتبه بهم منذ ذلك الوقت.