إعداد / وهيبة العريقي :نظافة اليدين من البديهيات وينظر إليها البعض بسخرية وكأنها لا تستحق أي ذكر أو تستدعي نصحاً بأي حال مع أن ديننا دعانا وحثنا عليها في ما روي من أحاديث شريفة ومنها قول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم) :« إذا قام أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً « وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم ) عظيم الحرص على غسل يديه فلا يأكل حتى يغسلهما. للأسف لا يعير الكثيرون اهتماماً كافياً بغسل اليدين بعناية بالماء والصابون والبعض لا يعتني حتى بنظافة وتقليم أظافره. والأمر خطير من الناحية الصحية ففي أجزاء على الأسطح المختلفة والأشياء لا تتجاوز مساحتها مساحة رأس الإبرة تكمن مئات الآلاف من الجراثيم فكيف بالعدد الهائل منها الذي يعلق بأيدينا باستمرار وقد لا مست الأسطح والأشياء وصافحت أيدي الناس؟ ولسنا هنا بصدد المبالغة ففي دراسة علمية أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية لوحظ انتشار آلاف البكتيريا والجراثيم على اليدين غير النظيفة ومواد عضوية وغير عضوية تختلف باختلاف طبيعة الشخص ووظيفته. لوحظ - ايضاً - تمركز أنواع معينة من البكتيريا كالعنقودية والبكتيريا السبحية في ثنايا الجلد وبين الأصابع. كما تبين أن الطفيليات وبيوض معظم الديدان المعوية تستر تحت الأظافر بينما تحتل أنواع من الفطريات الممرضة المواضع المحيطة بها وتحتها. مع الأسف لا تجري العادة لدى الكثيرين في إعارة الاهتمام الكافي بغسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد الأكل وبعد قضاء الحاجة وقبل تحضير الطعام أو لمسه وعند إطعام الأطفال ولا تزال تشيع في المجتمع عادة سلبية غاية في السوء في العزائم والولائم وهي الغسل المشترك للأيدي من إناء واحد. بينما نسبة ليست بقليلة من الناس يقرنون الماء بالصابون عند غسل اليدين دون أدنى عناية بفرك كل المواضيع فيها وبين الأصابع وتحت الأظافر أو أنهم يكتفون بغسلها بالماء فقط. أما من لا يفرطن بأظافرهن الطويلة ويهملن نظافتها جيداً ثم يزاولن تحضير الطعام وإطعام الأطفال فلا شك أن هذا ما يزيد الطين بلة. حيث تتردى الأوضاع الصحية في العائلة ويشيع بين أفرادها الإسهال خصوصاً عند الأطفال وإذا عولجوا منها عاودت الظهور مجدداً من حين لآخر. وعلى ما يبدو غاب عنهن أن مواضع على الجلد وبين الأصابع وتحت الأظافر- لا سيما إذا كانت طويلة تؤوي ما لا يحصى من الجراثيم والميكروبات ويمكن أن تعلق بها بيوض طفيليات متحينة الفرصة لغزو جسم الإنسان متى وضع يده في فمه أو لامس طعاماً فتنتقل بذلك إلى حاملها وللأشخاص الآخرين. ولن نذهب بعيداً ففي المجتمع من حولنا يشيع الإسهال والنزلات المعوية والإصابة بالديدان المعوية ونجدها أكثر شيوعاً عند الأطفال كونهم الأسوأ اهتماماً بنظافة اليدين بمعزل عن المتابعة والنصح من قبل الوالدين في حين أن مناعتهم أقل كفاءة ضد الأمراض إذا ما قورنوا بالكبار فكلما كان الطفل اصغر سناً كانت قابليته للعدوى والإصابة بالأمراض أسرع واشد خطورة. فكم خلناها اموراً هينة في نظرنا ونلنا منها ولو بعد حين المتاعب والعناء. وهلا تساءلنا ماذا لو كان الثمن صحتنا ؟ أو صحة أطفالنا؟ لا شك في أننا لن ندخر وقتاً لنكشف الإجابة مع القليل من التفكير وسنجد أننا أمام خيارين أما أن نسلك مسلك النظافة ونعتني بنظافة اليدين وتقليم الأظافر وغسل اليدين قبل وبعد الأكل وعند الخروج من الحمام وقبيل لمس الطعام أو إطعام الأطفال أو نأنس بالكسل ويهيمن علينا الإهمال ثم لا يلومن احداً إلا نفسه!.
غسل اليدين
أخبار متعلقة