واشنطن/عواصم/14 أكتوبر/رويترز: قال متحدث أمريكي إن الولايات المتحدة ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق يدين العملية العسكرية الروسية ضد جورجيا بوصفها عملا غير مقبول. وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة « سنقدم قرارا يوضح أن التصرفات الروسية في جورجيا غير مقبولة للمجتمع الدولي.» إلى ذلك حذر البيت الأبيض روسيا أمس الأحد من أن التصعيد العسكري في صراع جورجيا قد يكون له «تأثير كبير وطويل الأمد» على العلاقات بين واشنطن وموسكو. وقال جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي إن من المهم رؤية رد الفعل الروسي على انسحاب القوات الجورجية من منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية. وقال جيفري «أوضحنا للروس انه إذا استمر التصعيد غير المتناسب والخطير من الجانب الروسي فان هذا سيكون له تأثير كبير وطويل الأمد على العلاقات الأمريكية الروسية.» وقال وزير الداخلية الجورجي في وقت سابق إن القوات الجورجية انسحبت من اوسيتيا الجنوبية حيث كانت تقاتل القوات الروسية بعد أن دخلت الإقليم من اجل إعادة بسط سيطرة جورجيا عليه. وقال جيفري «نأسف للتصرفات الخطيرة وغير المتناسبة من قبل القوات الروسية وسنكون منزعجين بشكل خاص إذا استمرت هذه الهجمات فيما تنسحب القوات الجورجية.» وأضاف أن الولايات المتحدة ستكون أيضا «قلقة للغاية إذا كان هناك بالفعل عمليات برية داخل جورجيا ذاتها وخارج نطاق منطقتي ابخازيا واوسيتيا.» وجاء الانسحاب الجورجي بعد ثلاثة أيام من القتال في توغل جورجي لاستعادة السيطرة من الانفصاليين على إقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي الموالي لموسكو فيما دفع روسيا إلى الدفع بقواتها إلى الإقليم وشن هجمات جوية داخل جورجيا. وقصفت روسيا مهابط طائرات عسكرية خارج العاصمة الجورجية في وقت مبكر أمس الأحد كما قصفت المطار مساء أمس وقالت تفليس إن الروس يحشدون أيضا قوات في ابخازيا المطلة على البحر الأسود وهي منطقة متمردة أخرى انفصلت عن تفليس في أوائل التسعينات بعد حرب. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش تحدث مرتين مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. وتحدث أيضا مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض «يتخذ الرئيسان نفس الموقف ويتفقان في الرأي بشكل عام وتحديدا فيما يتعلق بهذه النقاط الثلاث وهي أن هناك حاجة لوقف إطلاق النار وحاجة لفك الاشتباك وحاجة لاحترام وحدة الأراضي الجورجية.» ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ار.اي.ايه) عن مصدر في البحرية الروسية قوله أن السفن الحربية الروسية وصلت في وقت مبكر أمس الأحد إلى سواحل البحر الأسود. وقال المصدر أن الهدف كان وقف الأسلحة التي تصل بالبحر. وجدد جيفري دعوة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار وقال إن الجانبين يجب أن يعودا إلى مواقعهما في السادس من أغسطس قبل اندلاع القتال. وقال «نحث كلا من اوسيتيا الجنوبية وجورجيا على الجلوس والاجتماع ونحث الروس على وقف هجماتهم.» وأكد سكرتير مجلس الأمن القومي في جورجيا كاخا لومايا أمس الأحد أن تفليس تسحب قواتها من مدينة تسخينفالي عاصمة إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي واتهم السفن الحربية الروسية بإغلاق ميناء بوتي. وقال لومايا في مؤتمر صحفي عبر الهاتف مع الصحفيين «اتخذ القادة العسكريون قرارهم بالانسحاب من تسخينفالي هذا الصباح». وأضاف «أغلقت السفن الحربية التابعة لروسيا الاتحادية اكبر ميناء للشحن في جورجيا وهو ميناء بوتي ورفضت روسيا الاتحادية مرور ثلاث سفن للوقود والحبوب». في غضون ذلك عززت الشرطة الروسية من دورياتها الأمنية في محطات قطارات الأنفاق والقطارات بالعاصمة موسكو أمس الأحد بعد اندلاع القتال المحتدم في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وأشار مراسلون تابعون في موسكو إلى وجود مكثف ملحوظ للشرطة الروسية وقوات الأمن في المحطات الرئيسية لقطارات الأنفاق. وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الشرطة الروسية في محطات القطار تفتش وثائق المسافرين القادمين من منطقة القوقاز. وتقع جمهورية جورجيا إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة أسفل منطقتي الشيشان وداغستان الروسيتين المضطربتين. لكن وبعيدا عن الوجود المكثف للشرطة الروسية في موسكو لم تظهر دلائل قوية على أن الصراع في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي له أي تأثير على الحياة اليومية لسكان العاصمة الروسية.