وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونج هوان ووزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج في سول يوم أمس الأربعاء.
بانمونجوم (كوريا الجنوبية)/14 أكتوبر / رويترز : أعلنت الولايات المتحدة يوم أمس الأربعاء فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية تستهدف قيادتها وحذرت من عواقب وخيمة إن هي هاجمت جارتها الجنوبية مجددا.وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن مستعدة للعودة إلى المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية إذا بعثت بيونجيانج «بإشارة ايجابية» غير أنه لم يبدر منها إي شيء حتى ألان.وأضافت كلينتون في مؤتمر صحافي بسول مع وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ونظيريهما الكوريين الجنوبيين «نستهدف بشكل محدد جدا الزعامة نستهدف أصولها وذلك بعد بحث مكثف للغاية استند الى ما تم القيام به من قبل لكنه لا يقتصر على ذلك».وأكدت أن العقوبات الاضافية لا تستهدف المواطنين العاديين بكوريا الشمالية الذين يمثلون أحد أفقر مجتمعات العالم وينعزل اقتصادهم المتعثر بالفعل عن العالم الخارجي بسبب التجارب النووية والصاروخية.وحذر المسؤولون يوم الاربعاء من «عواقب وخيمة» اذا شنت كوريا الشمالية اي هجمات في المستقبل على جارتها الجنوبية.وفي وقت سابق من يوم الاربعاء قامت كلينتون وجيتس بزيارة المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين وسط تحذيرات بأن شبه الجزيرة تواجه فترة جديدة خطيرة.وأعلن جيتس في وقت سابق ان القوات الامريكية وقوات كوريا الجنوبية ستجري مناورات عسكرية مشتركة في مطلع الاسبوع القادم وهي خطوة انتقدتها كوريا الشمالية وحليفتها الصين.وقالت كلينتون ان كوريا الشمالية تستطيع الحصول على ما تريد مثل معاهدة للسلام وعلاقات طبيعية مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات اذا كفت عن اظهار العداء واتخذت خطوات لا رجعة فيها لانهاء محاولات انتاج أسلحة نووية.واستطردت «لكن الى ان يغيروا توجههم تقف الولايات المتحدة بقوة مع شعب وحكومة كوريا الجنوبية».ويوم أمس الأول الثلاثاء قال الجنرال المتقاعد جيمس كلابر الذي رشحه الرئيس الامريكي باراك أوباما رئيسا لجهاز المخابرات الوطنية ان اغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية تشيونان ربما يكون ايذانا «بفترة خطيرة جديدة» من الهجمات المباشرة من بيونجيانج على جارتها الجنوبية.وجاء تحذير كلابر خلال جلسة موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه ليسلط الضوء على المخاوف المتزايدة داخل دوائر المخابرات الامريكية ووزارة الدفاع (البنتاجون) بشأن ما تعتبره هذه الجهات سلوكا من بيونجيانج يصعب التكهن به بشكل متزايد.وكان جيتس قد أعلن في وقت سابق أن التدريبات العسكرية الامريكية والكورية الجنوبية البحرية والجوية المشتركة التي ستبدأ مطلع الاسبوع القادم ستشارك بها حاملة الطائرات الامريكية جورج واشنطن وطائرات طراز (اف-22 رابتور).وانتقدت كوريا الشمالية التدريبات المزمعة واتهمت الحليفتين باستغلالها للاعداد لهجوم.كما أبدت الصين يوم الاربعاء «قلقا بالغا» بعد أن أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن بدء المناورات المشتركة على نطاق كبير يوم 25 يوليو تموز.وأضاف تشين قانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان «نحث الاطراف المعنية على الالتزام بالهدوء وضبط النفس وعدم التصرف بأي شكل يؤدي لتفاقم التوترات بالمنطقة.»وأضاف «نبدي قلقا بالغا ازاء هذه المناورات».ودعا جيتس الى استئناف العلاقات العسكرية مع الصين التي تم تعليقها في وقت سابق هذا العام بسبب مبيعات السلاح الامريكي المزمعة لتايوان.وتتزامن المخاوف مع قلق بشأن صحة الزعيم الحديدي لكوريا الشمالية كيم جونج ايل الذي يحاول فيما يبدو اعداد ابنه الاصغر ليخلفه في زعامة احدى اكثر دول العالم انعزالا التي تمضي قدما في تطوير ترسانة للاسلحة النووية.وأضافت كوريا الشمالية مرارا انها لا تملك خيارا سوى بناء رادع نووي في وجه العدوانية الامريكية.ويشير محللون الى أن كيم يستخدم التهديد المستمر بالحرب كمبرر للاحتفاظ بواحد من اكبر جيوش العالم العاملة حجما بينما يشرف الاقتصاد على الانهيار.وانتهت الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953 بهدنة لا اتفاق سلام وما زالت الكوريتان في حالة حرب من الناحية الرسمية.ويحتشد نحو مليوني جندي على جانبي حدود المنطقة المنزوعة السلاح وطولها 245 كيلومترا وعرضها أربعة كيلومترات.وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد ان اتهمت كوريا الجنوبية الشطر الشمالي باغراق سفينة حربية تابعة لها في مارس اذار وقتل 46 بحارا. وتنفي بيونجيانج مسؤوليتها عن الحادث.وزارت كلينتون وجيتس نقطة مراقبة تديرها قوات أمريكية وقوات كوريا الجنوبية ولاح عن بعد علم ضخم لكوريا الشمالية.وأضاف جيتس «خلال العشرين عاما ومنذ ان صعدت اخر مرة الى برج المراقبة هذا ونظرت عبر المنطقة المنزوعة السلاح لدهشتي لم يتغير الكثير هناك لكن استمرت كوريا الجنوبية في النمو والازدهار.«وعلى النقيض لا تزال كوريا الشمالية في عزلة وحرمان».