[c1]القضية الفلسطينية تحتاج جيشا من المندوبين[/c] كتب توماس فرديمان من مدينة جنين مقالا في صحيفة نيويورك تايمز يقول فيه إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بلغ مرحلة من التشرذم قد يحتاج إلى جيش من مندوبي الخارجية الأميركية للملمة حطامه.وشبه الكاتب هذا الصراع بالأميبا التي تعيد بناء نفسها عبر انقسامات نصفية متتالية.فالفلسطينيون -حسب الكاتب- منقسمون على أنفسهم ما بين الضفة الغربة التي تهيمن عليها سلطة علمانية تتخذ من رام الله مقرا لها، وبين حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) «المتطرفة» في غزة.كما أن حماس ذاتها منقسمة على نفسها ما بين الجناح العسكري والسياسي، وحتى الجناح الأخير منقسم ما بين القيادة في غزة وتلك التي تتخذ من سوريا مقرا لها وتتلقى الأوامر من دمشق وطهران، حسب تعبير فريدمان.وفي الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون في غزة بالتفاوض على التهدئة في القاهرة وملاحقة جرائم إسرائيل في أوروبا وحفر الأنفاق في سيناء لتهريب مزيد من الصواريخ وجلب الأموال لإعادة الإعمار، يقوم قادة رام الله في العلن بجمع الغذاء والغطاء لمساعدة إخوانهم في غزة، بينما يستفسرون من المسئولين الإسرائيليين في السر عن جبنهم وعدم قدرتهم على محو حماس من على وجه البسيطة.أما على الجانب الإسرائيلي -يتابع فريدمان- فإن ثمة حكومة يحمل كل من رئيس وزرائها ووزيرة خارجيتها ووزير دفاعها خطة سلام وإستراتيجية حرب وهدنة متباينة، ويتنافس وزير الدفاع فيها مع وزيرة الخارجية على رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة.كما أن هناك حزبا يدعى «إسرائيل بيتنا» بقيادة إفيغدور ليبرمان المتهم بالنظرة الفاشية نحو العرب، يحصد مكاسب كبيرة قد تؤهله ليصبح صانع القرار في إسرائيل.وعزا الكاتب تلك الانقسامات على الساحتين إلى جملة من الأسباب منها تقطيع أوصال الضفة الغربية بالمستوطنات المجنونة ونقاط التفتيش والجدار العازل، بحيث تستغرق رحلة الفلسطيني من القدس إلى باريس أقل وقتا من رحلته ما بين جنين في الشمال إلى الخليل في الجنوب.والسبب الثاني يكمن في أن جميع الأفكار التي تم تجريبها باءت بالفشل، فبالنسبة للفلسطينيين، كل ما أتاهم من أسلمة وعروبة وعلمانية لم يحقق لهم الدولة أو الرخاء، ما حدا بهم إلى تعزيز الولاءات للعائلة والقبيلة والبلدة.أما في إسرائيل فإن حل الدولتين قد تفجر بسبب تحطم اتفاقيات أوسلو، وارتفاع معدلات الولادة الفلسطينية، ما جعل جميع خطط ضم الضفة الغربية تهديدا فتاكا لشخصية الدولة «اليهودية».وأشار فريدمان في الختام إلى أن كل ما سبق من ظروف ساهم في عودة التدين لدى الفلسطينيين، مستشهدا بما كتبه رئيس الحاخامات في صحيفة إسرائيلية يتساءل عن طبيعة الفلسطينيين اليوم واختلافهم عن نظرائهم في السابق.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] المجتمع الدولي ترك شعب غزة لمصيره[/c] اعتبر الكاتب بجريدة لوموند ديبلوماتيك والمحلل السياسي سارج حليمي أن المجتمع الدولي لم يقف بحزم ضد إسرائيل إبان حربها على غزة وترك سكان القطاع لمصيرهم، مؤكدا أن حفاظ الشعب الفلسطيني على هويته إلى حد الآن وفي ظل ما حصل يعتبر من المعجزات.وقال الكاتب الفرنسي إن إسرائيل كانت تمتلك تفويضا كاملا في حربها الأخيرة على غزة حيث قام جيشها بتدمير معظم البنية التحتية للقطاع والتي مولها الاتحاد الأوروبي ولم يحصل أي رد فعل من الاتحاد ولم يصدر منه أي احتجاج أو مطالبة إسرائيل بإعادة بناء ما دمرته.وذكر الكاتب مثالا صارخا عن الانحياز الغربي وخاصة الأميركي لإسرائيل متمثلا في القرار الصادر عن مجلس النواب أثناء الحرب والذي أكد «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات المتأتية من غزة». كما أكد المجلس نفسه» التأييد الكامل لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس».وأدهى من ذلك -حسب حليمي- أن إسرائيل فرضت حصارا قاسيا عل سكان غزة ومنعتهم من الغذاء والدواء والمياه ومختلف مرافق الحياة ولم يحصل رد فعل من الدول الغربية.وباعتمادها على هذا الدعم الكبير تبدو أهداف الأحزاب الإسرائيلية -حسب حليمي- واضحة وهي تدمير مستقبل الدولة الفلسطينية التي تحظى بجهد دولي لإنجازها ونشر الحواجز والمستعمرات وتقسيم الأراضي الفلسطينية فتبقى الضفة الغربية معزولة بينما تتعرض غزة للقصف كلما عن لإسرائيل ذلك.وأضاف الكاتب الفرنسي أنه بعد 61 عاما من الخيبات والهوان والمنافي التي عانى منها الشعب الفلسطيني, وبعد اغتصاب حقوقه المشروعة والالتفاف على المعاهدات تخلت معظم الحكومات الغربية والعربية عنه وسمحت بانتهاك غير مسبوق للقانون الدولي في حقه بما في ذلك الإنساني منه الذي داسته إسرائيل بالأرجل. واعتبر الكاتب «أنه من المعجزات بعد كل هذه المحن التي عاشها الشعب الفلسطيني على تاريخه والتراخي الدولي على نصرته أن نرى الشعب الفلسطيني صامدا إلى حد الآن ومحافظا على هويته الوطنية». وأضاف حليمي أنه عندما تصل الأمور إلى الحد الذي وصلته إبان الحرب على غزة وما جلبته من مضاعفات خطيرة لا يمكن بأي حال فهم مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومعظم الأنظمة العربية إلا باعتبارها تواطؤا مع إسرائيل وقبولا بهذا التدمير المنهجي للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
أخبار متعلقة