فيما الاتحاد الأفريقي يريد تأجيل تنفيذ أمر اعتقاله
الخرطوم / 14 أكتوبر / رويترز:أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم أمس الخميس طرد عشر وكالات إغاثة أجنبية من البلاد في أول رد علني له منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحقه عن تهم بارتكاب جرائم حرب.وأمر الاعتقال الذي صدر يوم الأربعاء الماضي بشأن الأعمال الوحشية التي ارتكبت في إقليم دارفور بغرب السودان هو الأول الذي تصدره المحكمة التي يقع مقرها في لاهاي بحق رئيس دولة أثناء توليه منصبه منذ إنشائها في عام 2002.واتسم رد البشير بالتحدي واتهم وكالات الإغاثة بخرق القانون وقال إن حكومته ستتعامل مع اي تحرك للإضرار باستقرار السودان.وأكد البشير خلال جلسة حضرها كبار الساسة وأعضاء مجلس الوزراء بالقول : سنتصرف كحكومة مسؤولة. أن الحكومة ستتعامل بحسم مع كل من يحاول أن يستغل وضعه ووجوده في السودان ليقوم بعمل مخل بالقانون والأمن والاستقرار.وأضاف البشير: طردنا عشر منظمات أجنبية بعد رصدنا نشاطات لها تتنافى مع كل اللوائح والقوانين والمواثيق.وفي وقت لاحق ألقى البشير خطابا أمام الآلاف من أنصاره يحتجون على قرار المحكمة الجنائية الدولية. وحمل المحتجون لافتات تدين قرار المحكمة وقال البشير وهو يلوح بعصاه أن المحكمة أداة في أيدي مستعمرين يسعون وراء نفط السودان.وأضاف احنا رفضنا الركوع للاستعمار علشان كده كان استهداف السودان لأننا لا نركع إلا لله سبحانه وتعالى.” وأخذ المتظاهرون يرددون “جاهزين جاهزين لحماية الدين” و”لتسقط أمريكا” كما رددوا هتافات ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو ووصفوه بأنه مجرم.وتفاوتت ردود الفعل على قرار المحكمة. فقد رحبت الولايات المتحدة بالقرار لكن الصين حثت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم أمس الخميس على الاستجابة لدعوات من دول عربية وافريقية لتعطيل إجراءات مقاضاة البشير.وذكر مسؤولو إغاثة انه بعد ساعات من صدور قرار المحكمة أن السودان ألغى تراخيص عدد من وكالات الإغاثة الأجنبية دون أن يذكر الأسباب.وشددت السفارات إجراءات الأمن من قبل صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية تحسبا لتعرضها لهجمات وان وعدت السلطات السودانية بحماية المقار الدبلوماسية.واتهم مسؤولون في الحكومة السودانية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مرارا بتأييد المحكمة الجنائية. وألقيت حجارة على السفارة البريطانية يوم الأربعاء الماضي عقب احتجاج على قرار المحكمة.وطلبت السفارة الأمريكية من مواطنيها الاحتماء في مكان آمن كما طلبت السفارة البريطانية من رعاياها التواري عن الأنظار وتخزين طعام ومياه بما يكفي بضعة أيام.وأشار دبلوماسي غربي مع بدء تجمع المتظاهرين إلى ان السؤال الحقيقي هو إلى أين ستتجه الحشود بعد ذلك.وعلق مسؤول في الأمم المتحدة معلقا على قرار طرد وكالات الإغاثة هذا خطير جدا. سيكون له تأثير شديد على العمل الإنساني في دارفور.وصرح مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية لرويترز بأن السودان تلقى الدعوة لحضور قمة عربية في قطر في وقت لاحق من هذا الشهر وقبلها.وأوضح أن البشير سيحضر كل القمم العربية وكل القمم الأفريقية على الرغم من قرار المحكمة.واكدت الصين والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية أن توجيه الاتهام قد يزعزع استقرار المنطقة ويزيد تفاقم الصراع في دارفور ويهدد اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه.وعلى الصعيد نفسه أعلن الاتحاد الأفريقي ومقره في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم أمس الخميس إنه سيرسل وفدا رفيعا إلى مجلس الأمن الدولي ليحثه على تأجيل تنفيذ أمر الاعتقال الصادر بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمدة عام.وجاء القرار عقب اجتماع طارئ لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي والذي دعا مرارا لتأجيل توجيه اتهامات للبشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية لإتاحة الفرصة أمام عملية إحلال السلام في دارفور.