المرأة في عالم الاقتصاد تتكبد : الأسر والمجتمعات تكاليف كبيرة بسبب ضعف مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي
صنعاء 14 أكتوبر إعداد / ذكرى النقيب حققت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدماً ملحوظاً في رفع وضع المرأة الصحي وتعليمها وكان لتعليم المرأة اثر كبير في خفض معدلات الخصوبة وتحسين الأوضاع الصحية للأسرة وبالرغم من المكاسب المحققة في هذه الجوانب إلا إنها لم تحقق لها مردودات وافية من حيث الرفاه الاقتصادي وللاقتصاد ككل مؤثرة .الأثر الاقتصادي تتكبد الأسر والمجتمعات خسائر بسبب ضعف مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي فيرتفع عبء الإعالة الاقتصادية وهنا يمكن القول ان تحديد مستوى رفاه المواطن بما في ذلك استهلاك الغذاء والملابس والرعاية الصحية وغير ذلك من السلع والخدمات التي يوفرها السوق ليس فقط بقدر ما يكسب الشخص العامل بل والى حد بعيد بالشريحه من السكان الذين يزاولون العمل وأدت ارتفاعات كبيرة في الأجور الحقيقية خلال السبعينات ومطلع الثمانينات بعدد قليل من العاملين إلى أن يعيلوا عدداً كبيراً من الأفراد غير العاملين وان يتمتعوا في الوقت نفسه بمستويات معيشة مرتفعة لكن منذ أواسط الثمانينات اتجهت الأجور الحقيقية إلى الركود والتراجع وزادت معدلات البطالة وأصبح من الصعب بالنسبة إلى العدد الصغير من الأشخاص العاملين أن يوفروا مستويات معيشية تتزايد ارتفاعاً لعائلاتهم وعدد المعالين غير العاملين للشخص العامل الواحد ما يزال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى منه في أي منطقة أخرى فيقوم كل شخص بإعالة أكثر من اثنين غير العاملين مقارنة مع اقل من شخص واحد في شرق أسيا ومنطقة المحيط الهادئ . وتتحدد الإعالة الاقتصادية بثلاثة عوامل هي - معدلات البطالة . - تركيبة سن السكان . - قدرة مشاركة المرأة في القوى العاملة . فحتى لو استطاعت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تلغى البطالة كليا وحتى بعد التكييف حسب الفوارق في التركيبة العمرية فان دخل الواحد يجب ان يعيل 0.75 شخص في المنطقة أي ثلاثة أضعاف الرقم المماثل في منطقة شرق أسيا والمحيط الهادئ . المردود الضائع أدى وجود عدد محدود من النساء المنضويات في سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن تضيع على نفسها الكثير من المردودات المحتملة من استثماراتها في تعليم المرأة . تكلفة عالية من المجالات الأخرى التي تتبدى فيها كلفة تدني مشاركة المرأة مجال الدعم في الأسر التي ترأسها امرأة ويعتبر العمل خارج المنزل في الغالب بالنسبة إلى الأسر التي ترأسها وتعيلها امرأة حاجة لا مفر منها فالأسر التي ترأسها امرأة تقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن مثيلاتها في المناطق الأخرى وقد تتزايد بسبب ارتفاع معدلات الطلاق وارتفاع العمر المتوقع عند الولادة مما يوحى بارتفاع في عدد السنوات التي تستطيع المرأة أن تتوقع أن تعيشها كأرمل كما أن النساء من ربات الأسر أقوى احتمالاً يشاركن في القوة العاملة من النساء في الأسر التي يرأسها ذكور كما أنهن يتلقين قدراً ضئيلاً فقط دخلهن مما يكسبن بالعمل 36 مقابل 71 في الأسر التي يرأسها ذكور ويعتمدن اعتماداً كبيراً على التحويلات من الأصدقاء ومن العائلة . البطالة ومشاركة المرأة في القوة العاملة تنزع معدلات البطالة بين النساء في مختلف أرجاء العالم إلى أن تكون أعلى مما هي عليه لدى الرجال وهكذا نجد أن بطالة المرأة في غالبية بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " البحرين " الأردن ، الكويت ، لبنان ، قطر ، السعودية ، الأمارات أعلى من بطالة الرجال وتتميز كل من الجزائر واليمن فقط بمعدلات البطالة لدى الرجال أعلى كثيراً مما هي لدى النساء أما على صعيد المنطقة ككل فان معدل البطالة لدى النساء أعلى بنحو 20 . ويرجع تدني مشاركة المرأة في القوة العاملة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير إلى أن النساء يتركن العمل عندما يتزوجن وينجبن الأطفال ويختلف هذا النمط مما هو سائد في مناطق أخرى حيث يصل مشاركة المرأة إلى ذروتها في أواخر الثلاثينات و أواخر الأربعينيات من العمر . كما يلعب التمييز في الأجور والتفريق في الوظيفة ضد المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دوراً اساسياً في تثبيط عزيمة النساء عن العمل لكن لا يفرق هذان العاملات عند الأنماط السائدة في مناطق أخرى و التمازج في العادات الاجتماعية القائمة والنموذج التقليدي للنوع الاجتماعي يفرضان المزيد من القيود على دخول النساء مجال العمل . كما أن قوانين العمل عموماً لا تشجع النساء وتوجد قوانين عمل يقصد منها حماية النساء ولكنها في الواقع تعمل على عكس المقصود منها وتساهم في ثنى أرباب العمل عند توظيف المرأة .