غزة / 14 أكتوبر / رويترز :قالت مصادر طبية في مستشفيين إن نيران دبابات إسرائيلية قتلت ما يصل إلى 40 فلسطينيا في مدرسة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة يوم أمس الثلاثاء.وانفجرت قذيفتا دبابات خارج المدرسة وأمطرتا الناس في داخل مبنى المدرسة وخارجه بالشظايا. ولجأ المئات من الفلسطينيين إلى المدرسة هربا من القتال الدائر بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس. وأضاف المسؤولون أنه بالإضافة إلى الشهداء أصيب عشرات الناس.وقال مسؤولون طبيون إن القتلى كانوا أما أناس لجأوا للمدرسة أو سكان محليون.قال مسعفون فلسطينيون إنهم انتشلوا 11 جثة من بين أنقاض منزل شرقي مدينة غزة دمرته غارة جوية إسرائيلية. وأضافوا أن من بين القتلى خمسة أطفال. وأكدوا أن غارة جوية إسرائيلية أخرى على مدينة غزة أسفرت عن استشهاد ناشطين كانا يستقلان دراجة نارية وأصيب ناشط ثالث في الهجوم. وفي خان يونس (قطاع غزة) أصيب طفلا عمره خمسة أعوام واستشهد عندما أصابت قذيفة دبابة إسرائيلية منزلا في جنوب قطاع غزة. وقدر مسعفون فلسطينيون عدد الشهداء المدنيين يوم أمس الثلاثاء بنحو 35 قتيلا. وبلغ عدد الشهداء منذ 27 ديسمبر كانون الأول الماضي 588 شهيدا فلسطينيا على الأقل وثلاثة مدنيين إسرائيليين وستة جنود إسرائيليين. ولا يتضمن عدد القتلى الفلسطينيين تقارير الجيش الإسرائيلي بأن نحو 130 نشطا استشهدوا في المعارك البرية منذ الثالث من يناير كانون الثاني. وعلى الصعيد نفسه أطلق نشطاء فلسطينيون أكثر من 30 صاروخا في اتجاه إسرائيل يوم أمس الثلاثاء. أصيبت طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام بجروح طفيفة من جراء شظية جراء سقوط صاروخ على منزل. وقال مسعفون ومسؤولون من الأمم المتحدة إن غارة جوية إسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين في مدرسة تابعة للمنظمة الدولية بقطاع غزة. وسعى مئات الفلسطينيين إلى الاحتماء بالمدرسة بعد الفرار من قتال شرس في شمال غزة. وذكروا أن أبا وابنته استشهدا في إطلاق نيران مدفعية شرقي غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن ضابطا قتل في القتال بشمال قطاع غزة. وذكر متحدث عسكري أن الجيش يعتقد أن الضابط قتل في حادث “نيران صديقة” ولكن تحقيقا بدأ. وفي خان يونس (قطاع غزة) قال شهود عيان فلسطينيون إن دبابات إٍسرائيلية مدعومة بنيران مدفعية ثقيلة تحركت صوب خان يونس في جنوب قطاع غزة. وفي دير البلح (قطاع غزة) قال مسعفون إن عشرة فلسطينيين في دير البلح بوسط قطاع غزة استشهدوا في إطلاق للنيران من سفن تابعة للبحرية الإسرائيلية. وذكر شهود عيان أن السفن أطلقت قذائف نحو شاطئ بالمنطقة. واستشهد عشرة فلسطينيين آخرين في أماكن أخرى بقطاع غزة بينهم ثمانية في شمال القطاع حيث اشتبك جنود إسرائيليون ونشطاء من حماس في معارك شرسة أمس الأول الاثنين. وقالت حركة الجهاد الإٍسلامي إن اثنين من مقاتليها استشهدا في اشتباك مع جنود إسرائيليين شرقي قطاع غزة. و يقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 130 نشطا قتلوا منذ بداية الهجوم البري يوم السبت الماضي. وعلى الصعيد نفسه حركت إسرائيل قواتها صوب بلدة بجنوب غزة يوم أمس الثلاثاء وطالبت بالحيلولة دون إعادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس) تسليح نفسها كشرط رئيسي لوقف إطلاق النار في الصراع الذي دخل يومه الحادي عشر والذي أودى بحياة المئات من الفلسطينيين.وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت عن ضمان وقف تهريب الأسلحة عبر حدود قطاع غزة مع مصر “هذا هو القول الفصل.”وذكر مسؤول إسرائيلي بارز أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يزور الشرق الأوسط ويعمل مع مصر يتابع “مبادرة جادة” من أجل وقف إطلاق النار.وأضاف “نعمل على شيء ملموس” وكشف عن محادثات بخصوص حجم “تواجد دولي” على حدود قطاع غزة مع مصر حيث تريد إسرائيل منع وصول الصواريخ وأسلحة أخرى إلى حماس عبر أنفاق.وفي دمشق طلب ساركوزي يوم أمس الثلاثاء من سوريا المساعدة لإقناع حماس بالتعاون مع الجهود الدولية لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.وقال دون أن يذكر حماس بالاسم “أعرف أهمية سوريا في هذه المنطقة من العالم وتأثير سوريا على عدد من الأطراف الفاعلة. وليس لدي أي شك في أن الرئيس (السوري) بشار الأسد سيلقي بوزنه ليقنع الجميع بالعودة إلى طريق التعقل.”أما توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام بالشرق الأوسط قال يوم أمس الثلاثاء إن التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ممكن إذا توقفت إمدادات الأسلحة عبر الأنفاق التي يستخدمها نشطاء حماس.وتابع رئيس الوزراء البريطاني السابق لهيئة الإذاعة البريطانية “أعتقد أن الوضع هو أن هناك ظروفا معينة تسمح بالتوصل لوقف فوري لإطلاق النار وهو ما يريده الناس.“أعتقد أن هذه الظروف تركز بشكل كبير على اتخاذ إجراء واضح لقطع إمدادات الأسلحة والمال عبر الأنفاق التي تمر من مصر إلى غزة.” وفي الوقت الذي تتسارع فيه الجهود الدولية قال مسؤولون بالقطاع الطبي الفلسطيني إن غارة جوية إسرائيلية أسقطت ثلاثة قتلى في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة والتي لجأ إليها فلسطينيون للاحتماء من القتال.وقتلت قذيفة دبابة إسرائيلية ثلاثة جنود إسرائيليين وأصابت 24 آخرين يوم الاثنين الماضي في حادث “نيران صديقة” أثار تساؤلات في الدولة العبرية حول ما إذا كان يجب على قادة إسرائيل مواصلة الهجوم المدمر.وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط إسرائيلي في حادث منفصل بنيران اسرائيلية أيضا فيما يبدو.وذكر شهود عيان فلسطينيون أن قوات إسرائيلية تقدمت صوب خان يونس في جنوب غزة مع توسيع الجيش هجومه البري الذي أطلقه قبل أربعة أيام ضد نشطاء حماس في أعقاب أسبوع من الغارات الجوية التي فشلت في وقف إطلاق نشطاء فلسطينيين صواريخ عبر الحدود.واشتد القتال أثناء الليل على مشارف مدينة غزة حيث احتشد السكان داخل منازلهم خوفا. ووصل عدد القتلى الذي سجله مسؤولو القطاع الطبي الفلسطيني إلى 574 قتيلا.ومعظم عشرات القتلى الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة في الأيام الأخيرة من المدنيين. وقال الجيش الإسرائيلي انه قتل 130 نشطا منذ يوم السبت الماضي وهو ما يشير إلى أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ 27 ديسمبر كانون الأول قد يكون قارب على 700 قتيل وأن جثثا ربما ما تزال في أرض المعركة.ويفتقر العديد من سكان قطاع غزة ومجموعهم 1.5 مليون نسمة للغذاء أو المياه أو الطاقة.وفي جنوب إسرائيل ما زالت المدارس مغلقة ويهرع مئات الآلاف من الناس إلى المخابئ عند سماع صفارات الإنذار محذرة بسقوط صواريخ.وقتل تسعة إسرائيليين بينهم ثلاثة مدنيين في هجمات صاروخية فلسطينية.وقالت الشرطة الإسرائيلية إن خمسة صواريخ على الأقل أطلقت من قطاع غزة وسقطت على إسرائيل يوم أمس الثلاثاء بينها صاروخ أصاب بلدة غديره الواقعة على بعد 28 كيلومترا من تل أبيب. وأصيبت طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام.وأشار ريحيف إلى أن حماس التي سيطرت على قطاع غزة عام 2007 في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس استخدمت التهدئة التي استمرت ستة شهور وتوسطت فيها مصر لمضاعفة مدى صواريخها من 20 إلى 40 كيلومترا.وتطالب حماس برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة في أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي في وصف قصف دبابة إسرائيلية يوم الاثنين الماضي لقوة إسرائيلية إن جنودا من لواء جولاني للمشاة أصيبوا عند احتلال مبنى في شمال قطاع غزة.وقائد اللواء وهو كولونيل بين المصابين.وتسبب هذا الحادث في أعلى عدد للقتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ أطلق عملية “الرصاص المصبوب” ضد حماس.وقال معلق في راديو الجيش الإسرائيلي “هذه المرة أطلقنا الرصاص المصبوب على أنفسنا.” وكان المعلق تساءل في مقابلة مع مسؤول بارز بوزارة الدفاع الإسرائيلية ما إذا كانت العملية تحقق هدفها المعلن بوقف الهجمات الصاروخية لحماس مشيرا إلى أنه لم يكن هناك توقف يذكر في إطلاق الصواريخ عبر الحدود على بلدات إسرائيلية.وكتب أموس هاريل وهو صاحب عمود في صحيفة هاارتس الإسرائيلية قائلا إن مقتل ثلاثة جنود من لواء جولاني للمشاة “انجاز أول هام” من وجهة نظر حماس.وكتب “لأول مرة تثير نشرات الأخبار التلفزيونية الإسرائيلية التساؤل بشأن ما إذا كان استمرار العملية أمرا يستحق.”وبدأت إسرائيل هجومها بعد أن أعلنت حماس الشهر الماضي وقف تهدئة استمرت ستة شهور وصعدت من هجماتها الصاروخية ردا على الغارات الإسرائيلية والحصار المفروض على غزة.وأوضحت إسرائيل التي يخوض زعماؤها انتخابات برلمانية في العاشر من فبراير شباط أنها تعطي الأولوية لضمان سلامة مواطنيها. ولكن سقوط عدد كبير من الضحايا الإسرائيليين قد يقلص من الدعم العام القوي للعملية.