(ليس من مات فاستراح بميت : إنما الميت ميت الأحياء)بمرور عامين على فقدانه .. كأنه ما يزال بيننا حياً، وهو كذلك لأنه حفر في الصخر، وخلدته أعماله منذ شبابه اليافع حتى مغادرته الحياة، ظل عبدالقادر، قادراً على فعل المستحيل في مجالات عدة: (الصحافة ـ النقد ـ اكتشاف المواهب) .. لم يدخر وقتاً الا وسخره للفن والحياة وما تزال برامج التلفاز تظهره وكأنه كان بالأمس معنا يصور برنامجاً حياً، فيالروعة الخلود والعطاء في زمن ضاع فيه الوفاء، وقل الأوفياء .. الا من أولئك الذين معادنهم من ذهب !!سنتان مرتا، والخضر يراقبنا بابتسامته العريضة ولفتاته المحببة لنا، وغمزاته وقفشاته الأثيرة . سنتان ولم تف الجهات المعنية بإخراج الكتاب الوثائقي الى النور، والذي يروي سفراً من حياته وعطاءاته الوفيرة، ولربما أن أولئك الذين يتفاعلون (نفاقاً) وقت الملمات لا يستطيعون تنفيذ وعودهم، لأنهم اصغر من تلك المواقف اصلاً .. والمعذرة عن هذا التعبير القاسي .. نوعاً ما !الحقيقة أن أبا مجد، لم يزل له محبون وأوفياء مخلصين، ولعلنا لو رمزنا لهم بفنان شاب جمع بين كل الإبداعات هو الفنان والكاتب/ عصام خليدي، لكنا قد تجنبا الإطالة والحشو .. وهو فعلاً يحمل هموم المبدعين أحياءً وأمواتاً ..ولذا تجده يسخر جزاً من وقته لهم لإظهار مآثرهم وإنصافهم .. وهذه حسنة ملموسة ونادرة لا يمكن تكرارها في زمن أهله (غبر) وليس هو (الزمن) !ان الكتابة عن عبدالقادر خضر تتطلب وقتاً طويلاً للإلمام بتاريخه الصحفي والأدبي والفني، ومن ثم الغوص فيما خلفه لنا من آثار، ربما تكون مؤرشفة أو العكس لهذا تظل الكتابة عن الخضر، الحلو صعبة لأنه صاحب سهل ممتنع، وهؤلاء يتطلب قراءاتهم ملياً وليسعلى عجل .وفي مقام الكتاب عن علم عدني، وسليل أسرة فنية عريقة نقف بإجلال مخلدين هذا الرجل الذي عاش بسيطاً ومات بسيطاً لكن كل تلك السمات رفعته إلى مصاف الخلود والكبار في عدن والوطن كيف لا وهو الذي تركنا فجأة وهو في عز عطائه وحياته المليئة بالمشاريع التي كان يخطط لها تباعاً - لكن ماذا نقول غير تدبيج الكلمات والمراثي وهي ( اضعف الإيمان) لان ما بيدنا نحن أصحابه ومحبيه ليس كما هو بأيدي المعنيين بشؤون الثقافة والأدب والغناء ورحم الله المبدع الخالد / شكيب عوض الذي اختفى في لحظة حرجة وتبعه راحلنا الأثير / عبدالقادر خضر وبذلك اختفت بوادر اثراء الحياة الفنية في عدن من أهم أعلامها المشهورين .. فلهم الرحمة والخلود ( .... آمين..) . ختاماً نشكر الفنان عصام خليدي لمبادرته في إحياء الذكرى الأولى والثقافية وِلوحده كما نشكر صحيفة (14 أكتوبر ) لإفساح المجال لمثل هذا المقام ونشر المقال ، كما يقال ممثلة بهيئة تحريرها كافة .. والشكر موصول لمن أسهم وقدم أي كلمة في هذه المناسبة الغالية علينا رغم كونها حزينة خاصة على حرمه وولده وأهله الأعزاء .. ونخص بالذكر الأخوين عبدالله خضر .. ومصطفى خضر ، ( الشاعر الرقيق) الذين نتمنى لهما الصحة والعافية وطول العمر .. إن شاء الله تعالى.
أخبار متعلقة