د. نفيسة الجائفي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة تتحدث لـ 14 اكتوبر :
لقاء / بشير الحزميقالت الدكتورة نفيسة الجائفي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة إن وضع الأطفال في ظل الجمهورية اليمنية في تقدم ملحوظ وواضح، ففي مجالات التعليم زادت نسبة الالتحاق بالتعليم وهناك اهتمام متزايد بتعليم الفتاة، وقد أعطيت أولوية في مشاريع ربط التغذية المدرسية ، وفي الجانب الصحي ثم تغطية التحصين الروتيني للأطفال دون سن الخامسة بنسبة تقارب (90 %) من أطفال اليمن، وتم إعلان اليمن خاليا من شلل الأطفال، رغم أنه ما زالت هناك بعض البلدان في المنطقة لم تحصل على شهادة الخلو من هذا المرض.وأضافت أن ثقافة حقوق الطفل وما يحتاجه الطفل أصبحت ثقافة تخص المجتمع وأولياء الأمور والأسرة والمسؤولين، وأصبح الإعلام الآن يتعاطى بها ويتحدث في مقالاته وأبحاثه وتقاريره وهذا بحد ذاته إنجاز.. مشيرة إلى أن حقوق الطفل كانت شبه منسية؛ والآن أصبحت كل الجهات ، تتحدث عن حقوق الطفل.ولفتت إلى أنه أصبح الآن هناك اهتمام بوضع حماية الأطفال الذين هم في ظروف صعبة.ونوهت ببعض البرامج لعمالة الأطفال وأطفال الشوارع وأطفال الأحداث وهناك تطور أفضل وتعاون تكاملي بين الوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بشكل واضح، وأصبح هناك شبه إستراتيجية موحدة لهذه الجهات، وكانت مرجعيتها الإستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب، وأيضـا تصور أو خطة إطارها موحد.وقالت إن تعدد أو اختلاف اللاعبين أو المنفذين أدى إلى إنجاز أفضل وحقوق أفضل للطفل.وأوضحت أنه أصبح هناك الآن مراجعة لجميع المواد والقوانين المتعلقة بالطفولة، كما توجد مطالبة بإضافة مواد توضح قضايا ظهرت على الساحة مثل مشاكل تهريب الأطفال عبر الحدود واستغلال الأطفال في الدعارة أو في الاستغلال الجنسي أو في التسول في الشوارع والعنف المتطرف ضد الأطفال.[c1]وعي بحقوق الطفل[/c]وقالت إنه قد ظهرت مشاكل لم نكن نعلم بها من قبل، ولكنها ظهرت، لأن هناك وعيـا، ربما كانت موجودة، ولكن لم يكن هناك وعي بحقوق الطفل وما يجب أن يعمله الطفل، فلم يكن أحد يتحدث عنها، والآن ربما زيادة الوعي المجتمعي وعلى مستوى أصحاب القرار والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني أصبحنا نقرأ عن بلاغات وعن إجراءات تتخذ أمام هذه البلاغات، وأيضـا الآن تعرفنا على هذه المشاكل فكانت هناك حاجة، لأن تكون هناك مواد مشرعة لتساعد القضاء وتساعد الداخلية في الأحكام المنوطة بهم، والآن هناك مشروع تعديلات شبه موافق عليه، وتم مراجعته من مجلس النواب باللجان المعنية بحقوق الإنسان وتقنين أحكام الشريعة، اللجنة الدستورية، اللجنة الصحية، ولكن للأسف مرت سنتان ونصف السنة وما زال عالقـا في مجلس النواب بسبب مادتين اختلفوا عليهما وهما السن الأدنى للزواج وسن الحدث، وللأسف هذه القوانين لم تخرج إلى النور بسبب الخلاف على هذه المادتين اللتين هما بالأصل حماية للطفل.وأشارت في سياق حديثها لـ «14 أكتوبر» إلى أنه الآن بدأ ربط مشاريع الضمان الاجتماعي مع حقوق الطفل ومع الداعمين أو المانحين وهذا اهتمام، وأنه يتم الآن تقييم مدى وصول الضمان الاجتماعي أو مساعدة الفئة الأشد فقرا إلى الطفل أم لا؟ونوهت في هذا الصدد بوجود دراسة عن فقر الأطفال وأخرى قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن تقييم برنامج الضمان الاجتماعي.. مؤكدة وجود شفافية قصوى وتبادل للمعلومات وتقييم أوجه القصور؟!.[c1]أوجه القصور[/c]وقالت طالما نحن نسعى إلى التنمية ونسعى إلى تحسين الوضع، كلما نكتشف أنه ما زالت هناك أوجه قصور، التي ربما تكمن في عدم كفاية دور الرعاية والإيواء للأطفال الأحداث والأيتام، ليس فقط عدم كفايتها، ولكن ربما نوعية الخدمة التي تقدم، فنريد أن تحسن وتكون أفضل.وأوضحت أن هناك محاولة الآن من خلال المراقبة والتقييم للإستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب لتحديد أوجه الخلل، وذلك ليس فقط للنقد والاستماع، ولكن للنقد البناء؛ لأنه إذا نحن قيمنا أنفسنا استطعنا أن نقوم مسارنا إلى الأمام.[c1]الأولوية للأطفال[/c]وأشارت إلى أن هناك توجيهات عليا من رئاسة الجمهورية واضحة جدا بإعطاء الأولوية للأطفال ، لكن للأسف التحديات قائمة أبرزها الميزانيات المحددة التي لا تكفي باحتياجات الأطفال وحقوقهم.ولفتت إلى أن وزارة المالية عندما نتخاطب معها هي أيضـا عليها متطلبات أخرى، طرأت على الساحة، كما نعلم عدم الاستقرار الأمني أو السياسي في منطقة صعدة وبعض المشاكل التي تحصل في بعض المناطق، هذه لا يحصدها فقط من تسببوا في إحداث هذه المشاكل ولكن من يحصدها أطفال اليمن قبل البالغين .وأملت في أن يقوم الإعلام الرسمي بدوره في توضيح ربط المشاريع التنموية للأطفال.[c1]إحياء الهوية[/c]وفي هذا الصدد أشارت د. نفيسة الجائفي إلى أن الهوية هي أحد أنشطة المجلس، حيث وجد أن التنمية من غير هوية كانت غير واضحة الملامح، وأنه قد أصبح هناك الآن تركيز من المجلس على الهوية، وقد بدأت الهوية تشهد انتعاشـا وإحياء لها.وأكدت أنه لم يتم الوصول بعد إلى المستوى المطلوب، ولكن هناك إحياء وتوجد منظمات مجتمع مدني تعمل على دعم الهوية.[c1]اليوم أفضل من الأمس[/c]وقالت إن وضع الأطفال في اليمن اليوم أفضل من أمس، وما زلنا نتطلع إلى الأفضل في الغد، حيث لم نصل بعد إلى الطموح أو للأهداف التي أعددناها للأطفال في اليمن، لكن إذا قارنا اليوم بالأمس سنجد أن اليوم أفضل ، واليوم مشاركة الأطفال أصبحت أقوى وحرية التعبير عن الرأي للأطفال قبل البالغين أقوى وهناك اكتشاف لمواهبهم، ويتم الآن ومن خلال برلمان الأطفال وبعض منظمات المجتمع المدني والأنشطة الطلابية دعم قيادات شابة.وأضافت أن ما يزيد من فخرنا أنه عندما نرسل أطفالنا إلى الخارج لحضور مسابقات أو مشاركات أو مؤتمرات وندوات دائمـا يكون أطفال اليمن متميزين ونأمل أن يكون هناك دعما لهؤلاء الأطفال وأن يعاد النظر في الموازنة المقدمة وأن تكون أولوياتنا هم الأطفال.وطالبت أولياء الأمور بإعادة النظر في إعطاء الطفل أولوية في المنزل من حيث الرعاية والاهتمام.وعلى الصعيد ذاته أكدت الدكتورة نفيسة أن هناك العديد من المصاعب ما زالت أمام الأطفال لتحسين تغذيتهم وتحسين بنيتهم الجسمية ولتحسين نوعية تعليمهم حتى نتوقع مستقبلا مشرفـا إن شاء الله للجمهورية اليمنية.[c1]خطوات قادمة[/c]وقالت الأخت نفيسة بأن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ما زال يعمل ويحث على دعم ومناصرة المصادقة على القوانين، وما زال هناك تواصل دائمـا مع مجلس النواب للمصادقة على القوانين؛ لأن التشريعات مهمة جدا، كما أن هناك متابعة لأن يكون هناك مشروع لأطفال الشوارع والبحث عن تمويل له، وأيضـا مشروع للطفولة المبكرة.وأشارت إلى أنه سيتم عمل تقييم الآن للجهود التي بذلت من قبل الحكومة اليمنية لمكافحة تهريب الأطفال لمعرفة الخلل وأين النقاط التي يجب تقويتها وإعداد خطة مستقبلية، وأنه يتم الآن العمل على حماية الأطفال من العنف وتوعية المدارس والهوية.[c1]تهنئة وقول حق[/c]وفي ختام حديثها للصحيفة وجهت الدكتورة نفيسة الجائفي تهنئة خاصة إلى القيادة السياسية والحكومة والشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني الـ (20) لقيام الجمهورية اليمنية.وقالت كل عام والوحدة طيبة وآمنة ومستقرة إن شاء الله وثقة الغد أفضل من اليوم ومن الأمس وأقول لكل من يخون نفسه ويسعى إلى ضرب الوحدة إن أرضه لن تكون ثابتة وسيقع في حفرة مظلمة لا قرار لها.