نيويورك /14أكتوبر /رويترز: قالت وزيرة الامن الداخلي الامريكية جانيت نابوليتانو يوم امس الاحد إن شحنة ناسفة في سيارة ملغومة أبطل مفعولها في ميدان تايمز بنيويورك يحتمل أنها هجوم ارهابي بينما امتنع المسؤولون عن الكشف عن الجهة التي قد تكون مسؤولة عنه.وقالت حركة طالبان الباكستانية انها زرعت القنبلة البدائية المصنوعة من عبوات من غاز البروبان والبنزين والالعاب النارية للانتقام من قتل أكبر قائدين للقاعدة في العراق في ابريل نيسان والتدخل الامريكي في شؤون الدول الاسلامية.ولم يتسن التأكد على الفور من هذا الزعم غير أن المحللين الامنيين يدعون الى الحذر قائلين ان المحاولة قد تكون لها صلة بجماعات اسلامية أو بقضية داخلية في الولايات المتحدة.وقال بول روجرز خبير شؤون الارهاب في جامعة برادفورد البريطانية “سواء أكان هذا أم ذاك فسنعرف المزيد قريبا لان الشحنة لم تنفجر ولدى خبراء الادلة الجنائية كمية كبيرة من المواد في السيارة يعملون على فحصها.”وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض ان ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما “تدرس كل الاحتمالات بما في ذلك احتمال أن يكون لجماعة ارهابية دور في الامر.”وعثرت الشرطة بعد بلاغ من أحد الباعة الجائلين على شحنة ناسفة بدائية لكنها قوية داخل سيارة رباعية الدفع وأبطلت مفعولها. ووقع ذلك في وقت تزدحم فيه منطقة ميدتاون مانهاتن بالسائحين ورواد المسارح مساء السبت.وقالت نابوليتانو لقناة (سي.ان.ان) الاخبارية “نحن نأخذ هذا مأخذ الجد الشديد... نحن نتعامل معه كأنه يمكن أن يكون هجوما ارهابيا محتملا.”وتفحص الشرطة صورا التقطتها كاميرا أمنية بحثا عن أدلة بعد أن تم تصوير السيارة تتحرك في المنطقة لكنهم قالوا انهم لم يحددوا الدافع او اي مشتبه بهم.والسلطات في نيويورك وسكانها وعددهم ثمانية ملايين نسمة في حالة تأهب عالية منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 التي استخدمت فيها طائرتان مخطوفتان لضرب برجي مركز التجارة العالمي بالمدينة ما أسفر عن مقتل أكثر من 2600 شخص.وقالت الشرطة العام الماضي انها أحبطت مؤامرة لتفجير قنبلة في شبكة قطارات أنفاق نيويورك. واعترف رجلان بأنهما مذنبان في هذه القضية.وأخلي ميدان تايمز مساء يوم أمس الاول وأعيد فتحه لمرور أغلب السيارات والمشاة بعد الساعة الخامسة صباحا (0900 بتوقيت جرينتش) يوم أمس الاحد مع وجود أمني كثيف. وقال مسؤولون في برودواي ان كل العروض المسرحية بدأت مع تأخر بعضها في رفع الستار.وقالت نابوليتانو لتلفزيون (ايه.بي.سي نيوز) انه لا يوجد دليل على أن واقعة ميدان تايمز كانت “أي شيء أكثر من حالة منفردة” وان القنبلة “لا يبدو أنها قنبلة متطورة”.وقال هنري ويلكنسون محلل شؤون المخابرات الرفيع في شركة جانوسيان الامنية في لندن “هذا يؤيد فكرة أنها جماعة ضعيفة القدرات أو حتى فرد وحيد” لكنه أشار الى ان القنابل البدائية تحدث بها أخطاء حتى بالنسبة للجماعات الراسخة.واضاف “الامر يستحق تذكر اتجاه التشدد في الولايات المتحدة... لا يبدو أنه هجوم تقليدي للقاعدة. لكن مرة أخرى ما زال الوقت مبكرا.”وأدى أسوأ هجوم داخلي في الولايات المتحدة الى مقتل 168 شخصا عام 1995 عندما انفجرت قنبلة زرعها تيموثي ماكفي ومتطرف يميني آخر أمام بناية اتحادية في أوكلاهوما.وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج في مؤتمر صحفي في وقت مبكر يوم امس الاحد “ليست لدينا فكرة عمن فعل هذا ولماذا.”وذكر بلومبرج ان بائع قمصان (تي. شيرت) رصد “مركبة خالية مثيرة للريبة” وابلغ ضابط شرطة يمتطي جوادا لاحظ بدوره دخانا ينبعث من الجزء الخلفي من السيارة وهي من طراز نيسان باثفايندر رباعية الدفع لونها اخضر داكن واشتم رائحة بارود.وقال مسؤولون ان القنبلة اكتشفت حوالي السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (2230 بتوقيت جرينتش) في مركبة متوقفة في شارع 45 وكان محركها دائرا وأنوار الانتظار مضاءة. وكانت تحمل لوحتي أرقام صادرتين من كونكتيكت خاصتين بسيارة أخرى.وأزال خبراء المفرقعات وفككوا ثلاث عبوات من غاز البروبان والعابا نارية وعبوتي بنزين ممتلئتين سعة كل منهما خمسة جالونات وساعتين والبطاريات الموجودة فيهما واسلاكا كهربائية ومكونات اخرى.كما أزالوا صندوقا معدنيا مغلقا يشبه خزانة بندقية وتم نقله الى مكان آمن لتفجيره.وقال مفوض ادارة مكافحة الحرائق سال كاسانو “لم يكن هذا اختلاقا او انذارا كاذبا بل حقيقة...للاضرار بالناس” مضيفا ان القنبلة يمكن من شدتها ان تدمر واجهة مبنى.وقالت شرطة نيويورك انها فتشت محاور النقل والمعالم الرئيسية ومناطق أخرى حساسة بعد العثور على القنبلة لكنها لم تعثر على أي شيء يثير الشك.