بكـل الاتجـاهـات
يحتفل العالم هذا العام بمئوية أول مؤتمر تحدث عن حقوق النساء فى كوبنهاجن 1910م . وسوف يقام العديد من الفاعليات فى العالم لاستعراض تاريخ نضال المرأة من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية على أمتداد قرن من الزمن تقريبا .وقد اتسع نطاق الاحتفال بهذا اليوم بعد ان اعلنته الامم المتحدة يوما عالميا للمرأة وافردت له اربعة مؤتمرات عالمية. واليوم الدولي للمرأة هو قصة المرأة العادية صانعة التاريخ فى نضال على امتداد القرون الماضية من أجل المشاركة فى المجتمع على قدم المساواة مع الرجل وفى صناعة حلم السلام العالمي . ففي اليونان القديمة قادت ليسستراتا إضرابا من أجل إنهاء الحرب؛ وخلال الثورة الفرنسية، نظمت نساء باريس الداعيات لـ “الحرية والمساواة، والأخوة” نظمن مسيرة إلى قصر فرساي مطالبات بحق المرأة فى الاقتراع. وظهرت فكرة اليوم الدولي للمرأة لأول مرة في19 مارس 1910 وتم الاحتفال به فى عدد من الدول الاوروبية حيث شارك ما يزيد على مليون امرأة فى الاحتفالات. طالبت النساء بالحق فى العمل و الحق فى التصويت ، والتدريب المهنى وإنهاء التمييز فى العمل. وما كاد ينقضى أسبوع واحد حتى أودى حريق مدينة نيويورك المأساوى فى 25 مارس بحياة ما يزيد عن 140 فتاة عاملة. وكان لهذا الحدث تأثير كبير على قوانين العمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأثيرت ظروف العمل التى أسفرت عن هذه الكارثة خلال الاحتفال باليوم الدولى للمرأة فى السنوات اللاحقة. ولان طبيعة المرأة تميل الى السلام, اخذت حركة السلام فى الظهور عشية الحرب العالمية الأولى، واحتفلت المرأة الروسية باليوم الدولى للمرأة لأول مرة فى فبراير 1913. وفى الأماكن الأخرى من أوروبا نظمت المرأة فى 8 مارس من السنة التالية، تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب أو للتعبير عن التضامن مع أخواتهن. وفى عام 1917 منيت روسيا بخسائر كبيرة فى الحرب ، والتى بلغت مليوني جندي، فنظمت المرأة الروسية من جديد اضرابا من أجل “الخبز والسلام”. وعارض الزعماء السياسيون موعد الإضراب، غير أن ذلك لم يثن النساء عن المضى فى إضرابهن. واُجبر القيصر بعد أربعة أيام على التسليم، ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها فى التصويت. ووافق هذا يوم 25 فبراير من التقويم اليوليوسي المتبع آنذاك فى روسيا، والذى وافق يوم 8 مارس من التقويم الغيرغورى المتبع فى دول أخرى. ومنذ تلك السنوات الأولى، أخذ اليوم الدولى للمرأة بعدا عالميا جديدا وساعدت الحركة النسائية الدولية المتنامية، التى عززتها أربعة مؤتمرات عالمية عقدتها الأمم المتحدة بشأن المرأة، ساعدت على جعل الاحتفال فرصة لحشد الجهود المتضافرة للمطالبة بحقوق المرأة ومشاركتها فى الشئون السياسية والاجتماعية والاقتصادية. واصبح اليوم الدولى للمرأة يشكل فرصة لتقييم التقدم الذى احرزته المراة، والدعوة إلى التغير والاحتفال بما أنجزته المرأة العادية بفضل شجاعتها وتصميمها فى تاريخ حقوق المرأة. ثم جاء ميثاق الأمم المتحدة، الذى وقع فى سان فرانسيسكو فى عام 1945، أول اتفاق دولي يعلن المساواة بين الجنسين كحق أساسى من حقوق الإنسان، ومنذ ذلك الوقت، ساعدت المنظمة على وضع مجموعة تاريخية من الاستراتيجيات والبرامج والأهداف المتفق عليها دوليا بهدف النهوض بوضع المرأة فى العالم. و اتخذ عمل الأمم المتحدة من أجل النهوض بالمرأة أربعة اتجاهات هي: تعزيز التدابير القانونية؛ وحشد الرأي العام والعمل الدولي؛ والتدريب والبحث، بما في ذلك جمع الإحصاءات المصنفة بحسب نوع الجنس؛ وتقديم المساعدة المباشرة إلى المجموعات المحرومة. واليوم أصبح عمل الأمم المتحدة يستند إلى مبدأ تنظيمي رئيسى يقول بأنه لا يمكن التوصل إلى حل دائم لأكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خطرا الا بمشاركة المرأة وتمكينها الكاملين على الصعيد العالمي. فالمرأة هى الأم الحنونة التى تستحقّ أن تكون كلّ أيامها أعياداً. وهى الزوجة التى بدونها لا تكون الأسرة ولا يكون المجتمع. وهى الأخت الحنون والأبنة التى تزيّن البيت. وهى كذلك زميلة العمل التى تشارك الرجل فى بناء المؤسسات وبناء الوطن. والمرأة هى نصف المجتمع العالمى. ولو أردنا إكرام المرأة حقاً، لهيأنا لها الظروف التي تجعلها تتمتع بالحقوق التى منحها لها الله سبحانه وتعالى, وهذه هى المساواة الحقيقية. فآدم وحواء عليهما واجبات، ولكل منهما حقوق. ومن هنا اتمنى ان ياتى اليوم الذي تنول فيه كل فتاة صغيرة حقها فى التعليم لانه لو تعلمت المرأة تعلم كل العالم لانها المربية الاولى للبشرية . وهي قادرة على توجيه دفة الانسانية تجاه السلام واذا تمكنت المرأة ستنهار اسس الحروب تماما لانها لن توافق على شنها. كل عام والمرأة فى كل مكان بالعالم بخير وسلام, لها ولاسرتها وكل عالمها.