خالد عبد السلام :لقد وصل الفساد ذروته في هذا البلد .. ودكت قاذفاته رؤوس المطحونين والمسحوقين .. وأمثلة ذلك منوعة بنسخ عديدة وفائضة هنا وهناك .. وأحد تلك الأمثلة في موضوعي هذا هو الفساد الجامعي الممنهج والمنظم ، وعلى أحدث الطرق العلمية ( !! ) ، فرسالة الجامعة إلى كل الفقراء والمسحوقين تقول لهم: إن فرحكم بحصول أولادكم على معدلات مشرفة نستطيع إن نحوله إلى فرح كاذب أشبه بطلوع الفجر الكاذب ( ! ) ولسان حالها يقول للطالب المتفوق يوم إعلان النتيجة : فلا تفرح بأول ما تراه[c1] *** [/c] فأول طالع فجرٌ كذوب .. فلو حصل الطالب الفقير على 95%.. فإن الفشل الذريع ينتظره في امتحان القبول حيث يفوز أصحاب المعدلات من 70% إلى 80% ويفشل من لا ظهر له ولا بطن ولا ولي لهم إلا الله .. ويستمر هذا الفشل عاماً بعد عام ويجد الطالب الفقير صاحب المعدل الرفيع نفسه عاجزاً عن الالتحاق بالتعليم الجامعي إلا إذا كان من صغار البرجوازيين الذين طحنتهم سياسة الجرع وأعدمتهم وأنتجت مجتمعاً من أغنياء أثرياء في القمة ونقضاء فقراء مطحونين في الأرض فمن يملك المال هو الذي يقدر على الالتحاق بالتعليم الجامعي ( هذا طبعاً ) إذا لم يكن يملك الظهور والمراكي والأكتاف التي سوف تبوؤه مبتغاه دون داعٍ إلى معدل رفيع أو رغبة في صرف مبلغ من المال للحصول على ما يسمى بالتعليم الموازي .. والذي هو الآخر تتعامل معه سياسة الجامعة بأشرس الأساليب الوحشية حيث تشترط له الاشتراطات الصعبة إحداها دفع المبلغ كاملاً دون تقسيط.. ومن ثم رفعه كل عام وكأنه من المواد الاستهلاكية يخضع للمزايدة السعرية بل وربما تحمل الطالب أيضا ضريبة المبيعات على المبلغ أرجو ألا أكون قد أوحيت بهذه الفكرة إلى عباقرة التسعيرة في التعليم الجامعي !! ثم إذا قبل الطالب كل تلك الشروط القاسية جداً جداً تنفلق عبقرية صانعي النظم وموجهي العلم في مؤسسة التنوير إلى شروط مستوردة من بلاد الواق واق وذلك في ضرورة إحضار فحوصات طبية تؤكد سلامة هذا ( الأجنبي ) لتلقي التعليم الجامعي ( ! ) ليس هذا فحسب بل وفحوصات تؤكد خلو هذا المصيبة (( الطالب الفقير )) من الأمراض المعدية كالايدز والزهري والصفار والحمى القرمزية ... الخ كل هذا لاستخراج مزيد من الأموال ومن ثم الفوز بأكبر نسبة من (( الدلالة )) من قبل مراكز الفحص - واستغفر الله إذا كنت دخلت إلى بواطن الأمور .. - لأن هذا الأخير قد أصبح من لزوم الشغل في المعاملات المعاصرة في البلاد الغارقة بالفساد المنظم والمشرع بقوانين ولوائح ونظم تقول له : شبيك ، لبيك أنا القانون والدنيا كلها في يديك ( !!! ) .إن من صحيح القول أن القواصم التي دقت ظهر هذا البلد هي قاصمة الفساد .. ومع الفساد لا تنفع القوانين ولا كرامة.. بل كل القوانين مع وجود الفساد تصبح خادمة ومشرعة له ويقوم عفريت الفساد بتطويعها واحتوائها وتكييفها فقوانين المنع على سبيل المثال مع وجود الفساد يصبح الممنوع مسموحاً بفلوس ويتضرر الشعب والوطن ليس من الفساد فقط بل ومن القانون الذي كلف المواطن الغلبان أن يدفع تفادياً من ( زبالطة ) تنفيذ القوانين التي لا يجهد الفاسدون أنفسهم في تنفيذها بقدر ما يجهدون أنفسهم في الاستفادة منها والله المستعان ( !! ) وهكذا تحولت فكرة زيادة الدخل والإيراد إلى مرض عضال في هذا الوطن الذي لم تعد تكتفي كل مرافق الإيراد بما معها وكأنها أشبهت جهنم وهي تقول: هل من مزيد ؟! فإلى أين يا ترى هذا المزيد ؟! .. إن زيادة الإيراد إذا كان على حساب تأمين المواطن وعلى حساب تأمين العملة وعلى حساب تأمين الاستقرار فعلى الوطن السلام ( !! ) أقول هذا الكلام وأنا اكتوي بنار الحسرة بعدما عجز أفواج من الخريجين عن الالتحاق بالتعليم الجامعي بحيث لم تشفع لهم معدلات بعضهم الرفيعة في الحصول على شفرة الفوز في امتحان القبول لدى (( المصحح الرهيب )).. ولا حتى في حق التخفيض أو التقسيط في التعليم الموازي كحق من حقوق كل الأسر الفقيرة التي تعتز بفقرها وبغنى ثقافتها وبتفوق أبنائها وبشرف الانتماء لوطنها ولكن يبدو أنه لا شرف ولا كرامة ولا ثقافة إلا شرف وثقافة المال في وطن تكالب إخطبوط الفساد بأذرعاته القاتلة على كل مفاصل المجتمع وشرائحه .. فهل ستخرج لنا عبقرية الدكاترة في ( جامعة عدن ) حلولاً معقولة أم أن للفقراء الحسرة والبوار ولسعداء الحظ والأغنياء العلم والتفوق والاستقرار ؟ ! الرجاء : أفتونا مأجورين .. ولا تتجاهلونا مستكبرين مأزورين !!!
|
آراء حرة
الجامعات اليمنية.. تعاقب المتفوقين الذين لا وساطة لهم !!
أخبار متعلقة