أضواء
سعدت كثيرا بحضوري لمعرض الكتاب الدولي بالرياض وبما وصل إليه من تطور ملحوظ فيما بذلته وكالة الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام من جهود كبيرة لتصل به إلى هذه المرحلة المميزة التي يشهدها المعرض في عمر قياسي لا يزيد عن بضع سنوات، ولكن من المؤسف أن تدخلات جهاز الهيئة في توقيع فلان وفلانة، وبما تبيع هذه الدار وتلك يكون سببا في إحراج هذا المشروع الثقافي الوطني وتأخره، فلا داعي في ظل وجود مسؤولين واعين يمارسون صلاحياتهم على أكمل وجه لتدخل من لا يعرفون في شؤون الثقافة والأدب شيئا.وللأسف رغم إشراف اللجنة المنظمة بالمعرض على توقيعي كتابي عن المسرح السعودي وموافقتهم بأن يكون متاحا للنساء والرجال، إلا أني تعرضت لمضايقات سيئة من بعض منسوبي الهيئة، حيث أتيتُ منصة التوقيع، وفوجئت حين وصولي برجلين من الهيئة ينتظران قدومي، واقترب أحدهما ليحدثني أن ألتزم بالحجاب لكوني كاشفة الوجه، وهو مما اختلفت فيه المذاهب الفقهية، ولطالما أكد خادم الحرمين الشريفين أبو متعب الذي قاد حوار الحضارات على تقبلنا للآخر تحت سقف الوطن والدين، ورغم شكري لهما على النصح، إلا أنهما أزعجاني باستفزازي خلال ساعتين من الزمن، لإجباري على الانسحاب، إذ فوجئت بإحضارهم حرس الأمن ورصهم كجدار أمام منصة التوقيع ومنعي الخروج منها، ومنع زوار المعرض الاقتراب بطريقة مزعجة وتخصيص التوقيع للنساء فقط، والنتيجة أن النساء أهابهن منظر وجود خمسة من حرس الأمن، وستة جنود تقريبا فيما يقف رجلان من الهيئة بوجوه متجهمة، كل ذلك لأني أوقع كتابا ولم أكن أرتدي حزاما ناسفا ؟! بل أي تشجيع للثقافة وإثرائها وهم يطوقونها بهكذا منظر مضطرب يخيف الطامحين والطامحات ويصدهم عن الاقتراب منّا !؟ولأن الجميع لم يستطع الاقتراب، أخذت أستوقف الراغبين بالكتاب، وكان منهم الزملاء الأساتذة الذين أقدر لهم مشاركتي، الروائي عبده خال والناقد الدكتور معجب الزهراني والشاعر الروائي عبد الله ثابت وقد فوجئوا بما شاهدوه من مضايقة لي، وانتظروا مشكورين توقيعي، وحين تقدمت بالكتاب لإعطاء الزميل عبد الله ثابت اعترض طريقي حرس الأمن ورجل الهيئة ليزجرني بلهجة آمرة أن لا أعطيه الكتاب، وتساءلت: لماذا!!، فكرر زجره بلغة تهديدية ثم طلب مناولته للحارس، وتساءلت مندهشة: أهذا رجل وحارس الأمن لا؟! فسحب مني الكتاب بطريقة فظة أمام الجميع ثم ناول الحارس الكتاب، وما كان من الزملاء إلا قولهم: شكرا، لأفاجأ بأن الهيئة تقتادهم وهم الأدباء المعروفون بطريقة غير لائقة إلى مركز الهيئة بحجة تحدثهم معي كوني امرأة أجنبية، فقط لقول: شكرا!!، وهو أمر أزعجني جدا وأعتبره إهانة لهم ولي ولكرامة المثقفين والأدباء السعوديين.ولا أعتقد أن ما حدث يرضي رئيس الهيئة الجديد الشيخ عبد العزيز الحمين، والذي كانت أولى تصريحاته أن مبدأ جهازه في التعامل مع الناس سيقوم على حسن الظن بعد أن كثرت أخطاء منسوبي الهيئة وأحرجوا المجتمع بها، فأين حسن الظن فيما فعلوه! وهم يتعاملون بفظاظة مع المثقفين وتعاملوا معي كامرأة بدونية دون احترام لي ولما أقدمه كمثقفة، ولأن ما حدث هو تعد علينا نتيجة إساءة الظن، أضم صوتي لصوتهم والمطالبة باعتذار رسمي من جهاز الهيئة لما حدث، وإلا سيستمر إحراج ثقافتنا وإحراج الهيئة بأخطاء منسوبيها، وسيستمر من يقتدي بمثل هذا التطرف بالاعتداء على المثقفين في المنابر واللقاءات الثقافية وقد تتجاوز لحدود غير مرغوب فيها!! . [c1]*عن / صحيفة ( الوطن ) السعودية[/c]